فتاوى

لا يجوز للمريض ترك الصلاة مادام له إرادة، مهما كانت حال مرضه

الشيخ محمد مكركب أبران
Oulama.fatwa@gmail.com

 

 

الفتوى رقم: 572

الســــــــــــؤال
قالت السائلة: دخلت المستشفى وأُجْرِيَتْ لي عمليةٌ جراحيةٌ، ولما كنت في حالة مرض لا تسمح لي بالوضوء كاملا، أجلت الصلاة ثلاثة أيام، حتى خرجت من المستشفى، وقال لي زوجي لا يجوز لك ترك الصلاة ولو وقتا؟ ولا تستطيعين قضاء الثلاثة أيام التي فاتتك، وسؤالي: ماذا أفعل؟ وهل أقضي الأيام أم لا؟ وماذا يفعل المريض مرضا شديدا؟

الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم النبيين.
أولا: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾(النساء: 103). ولتعلم الأخت السائلة أنه لا عذر ولا مسوغ في ترك أي وقت من أوقات الصلاة، إلا في حالة فقد الوعي، أو النوم، أو النسيان. وصل على الحالة التي أنت عليها، بقدر الاستطاعة، كل ما تستطيعينه من الشروط اعمليه بالتمام، وما لا تستطيعين فلا حرج عليك [الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ] (البخاري: 552). يقال: {وَتَرْتُ الرَّجُلَ إِذَا قَتَلْتَ لَهُ قَتِيلًا أَوْ أَخَذْتَ لَهُ مَالًا} فتنصح الأخت السائلة بأن لا تترك الصلاة أبدا. وعليها أن تقضي الصلاة التي تركتها في الثلاثة أيام، وتستغفر الله تعالى. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: المرض لا يمنع من أداء الصلاة: ولا توجد رخصة لترك الصلاة أبدا، فالمسلم رجلا كان أو امرأة مريضا كان أو صحيحا، مسافرا أو مقيما، في المستشفى يعالج، أو في الثكنة كجندي، أو مغترب في أي بلد، لا يجوز له ترك وقت من الصلاة يفوته، ما دام أنه في عقله ووعيه، ويصلي المريض حسب قدرته، فيتطهر بالماء إذا قدر على ذلك، فإن لم يستطع استعمال الماء، ينوي التيمم، ويتيمم ويصلي، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾(المائدة: 6). ومن أجنب، ولم يستطع استعمال الماء، جاز له التيمم أيضا، حتى يبرأ من المرض. فإن عجز عن غسل النجاسة وعن إبدال الثياب، ولم يجد من يعينه، يصلي حسب حاله. قال الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ وقال تبارك وتعالى:﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ فلا حرج على المريض أن يصلي حسب استطاعته. وفي الحديث الشريف: [فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ](البخاري: 7288).
ثالثا: قالت السائلة: {وماذا يفعل المريض مرضا شديدا؟} المريض إذا لم يستطع القيام للصلاة، يجوز له أن يصلي جالساً، فإن لم يستطع فإنه يصلي على جنبه الأيمن، مستقبل القبلة بوجهه، فإن لم يقدر يصلي كيف استطاع. وفي الحديث، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: [صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ] (البخاري:1117). ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ويجعل السجود أخفض من الركوع. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com