كلمة حق

هل فضح مقتل شيرين مزاعم الصهاينة؟

أ د. عمار طالبي/

 

يتظاهر الصهاينة بالديمقراطية وأنهم يدافعون عن أنفسهم الإرهاب، فاتضح للعالم اليوم أنهم هم الإرهابيون المتوحشون القساة القلوب، الظلمة، القتلة، المجرمون، لم يكفهم أن قتلوا تلك الصحافية الشجاعة، وأزهقوا روحها الوثابة، بل اعتدوا على جنازتها، ولم يحترموا الموت، ولا الذين يحملون جثمانها إلى المقبرة حيث تدفن، ونصبوا المتاريس والحواجز في الطرقات لمنع الناس من تشييع جنازتها إلى مثواها الأخير ونزعوا منهم علم فلسطين وهجموا على أولئك الذين يحملون على رقابهم صندوق جنازتها، وهاجموا هؤلاء الذين يسيرون في الشوارع في سلم واضح، من رهبة الموت، وشناعة مقتلها، وجريمة اغتيالها مما يدل على غباوة هؤلاء الصهاينة الذين ظهرت مخازيهم بهذا كله للعالم أجمع.
يقبل الصهاينة على قتل شباب فلسطين، وأطفالها ويدنسون المسجد الأقصى بأقدامهم القذرة ويهاجمون جنين وهي في حزن وألم شديد من جراء ازهاق روح هذه الصحافية وهي ترتدي علامة الصحافة بوضوح، فسددوا إلى جسدها الطاهر رصاصهم، ظنا منهم أنهم يفلتون من أي عقاب، فإنهم تعودوا على قتل خمسين صحافيا قبل ذلك، والعالم في غفلة عنهم، فأصبحوا يعتقدون أنهم فوق القانون، وأنهم بمنجاة من أي عقاب وحساب، ولا عجب في ذلك فإنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار، وأن دماء غير اليهود الصهاينة مباح لهم، فهم الأناس المفضلون ومن عداهم عبيد لهم وخدم، شايعتهم الولايات المتحدة فوقفت معهم تؤيدهم، وتستعمل الفيتو الملعون كل مرة يصدر قرار ضدهم، فشجعهم ذلك على ارتكاب الجرائم، معتمدين على هذا التأييد المطلق، والحماقة المطلقة كما يصرح بذلك قادة الأمريكان ولا يملون من التصريح بهذا، فكلما اعتدى الكيان الصهيوني على أهل فلسطين، ودمرت ديارهم وأنفسهم، ونهبت أراضيهم قال الأمريكان إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، يا له من دفاع لا عنوان له إلا العدوان والجرائم فأصبح هؤلاء الفلسطينيون الذين يدافعون عن وطنهم المحتل إرهابيين، وهذه الدولة وجيشها وسلاحها وعدوانها على الأبرياء من الأطفال والنساء مجرد دفاع عن النفس.
أنظر ثم اعجب من هذا الانقلاب للحقائق وتزييف الواقع.
كم من قرارات أصدرها مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، فلم ينفذ منه قرار واحد، فأصبحت دولة الصهاينة بهذا لا تلقي بالا، ولا يعنيها في شيء أي قرار، ولا بيان وتريد أن تحقق في قضية مقتل شرين، أي تحقيق هذا؟ إنها صاحبة الإجرام فكيف يصبح المجرم شاهدا عدلا على إجرامه؟ إن هذه الجريمة واضحة لا تحتاج إلى تحقيق، ونحن تعودنا أن كل تحقيق مآله تمييع القضية، وضياع للحقيقة، بتكوين لجنة مهمتها فاشلة في أول أمرها، وقد استمعت إلى أحد المحامين المعتمدين لدى المحكمة الجنائية الدولية يقول إن هذه القضية واضحة أنه يتحمل المسؤولية فيها من أطلق عليها الرصاص، ثم إنها سيدة فلسطينية في أرضها المحتلة فالذي يتولى التحقيق إنما السلطة الفلسطينية لا غيرها، وما أتفه ما تدعو إليه الولايات المتحدة من أن إسرائيل لها إمكانية التحقيق، فعليها أن تتولى ذلك.
هل هذا منطق عقلي إنساني أم قانون إنساني دولي، فهو ليس إلا قلب للحقائق، وتزييف الأمر، إن الكيان الصهيوني ركب رأسه واغتر بقوته وطغيانه، وتأييد الأمريكان المطلق، فعتوا وتجبروا ولجوا في طغيانهم، ولكنهم اليوم فضحوا أنفسهم وعروا سوءاتهم، فبان للناس في العالم عارهم وسوء أعمالهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com