كيف نودّع شهر رمضان؟
إبراهيم بن ساسي/
بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله وبعد …
أيها الأخ الصّادق ها أنت تودّع ضيفك المضياف(رمضان).
وكم هي صعبةٌ لحظة وداعه! فقد أنسنا جميعاً بالرّاحة تحت ظلال قرآنه الوارفة وقطفنا من ثمار عبادته اليانعة.
تلامس أجسامَنا نسمات الإيمان الباردة فتقشعر لها الأبدان ركوعاً وخشوعاً
والأنفس خضوعاً وخنوعاً
والأبدان سجوداً وركوعاً
والأعين رقرقة ودموعاً
والألسنة تلاوة وتسبيحاً واستغفاراً وشكراً
والعقول تدبّراً وفكراً
يا لها من سعادة تغمر الأصفياء والصالحين وقد زكت نفوسهم وسمت أرواحهم ليقبـلوا على الطّاعات مغتنمين الدقائق واللحظاتِ!
تذكّر أخي أن الله حباك في هذا الشّهر الكريم خيراً وأنت تنقل خُطاك إلى المسجد فلتشدّ على هذا الرّباط وأنت تستقبل شوال لأن الذي أجزل عطاءك في رمضان قادرٌ على مضاعفة أجرك في غيره من الشهور فلا تحرم نفسك من هذا المعين!
وممّا لا شكّ فيه أنّك جمعت في هذا الشّهر بين الصيام والقرآن فكانت لك الجلسات المباركات مع كتاب الله.
وربما زينّت وجنتيك دموع تلألأت كأنها حبات لؤلؤ أو مرجان فحرم الله بها على عينيك وجسدك النار فلتكنْ هذه الدّموع رمز عهد ووفاء لهذا القرآن فتديم تلاوته فإن أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت.
ولعلّك ظفرت هذه الأيام بخير الكنوز
وتهيّأت نفسك للطّاعات فانطلقْ إلى الله داعياً عاملاً تنشر الخير هنا وهناك وامدد يدك لإخوانك واستعن بثباتهم وإرشادهم واصبر نفسك معهم وكن معهم، ساعد بناء لهذا الوطن
ذلك أنّ روْح وريحانية الدّنيا تكمن في رباطهم ووصالهم فاصغ للتّابعي الجليل مالك بن دينار يهمس في أذنك وآذانهم: (لم يبق من رَوْح الدّنيا إلا ثلاث: لقاء إخوان والتّهجد بالقرآن وبيت خال يُذكر فيه الله).
فتوكّل على الله وأخلص العمل واستعذ بالله من شياطين أنس قبل جن.
واعلم أن دعوة الله أمانة تتوارثها الأجيال أمّة بعد أمّة فلنحافظْ عليها جميعاً لأنها ضاعت، ضاعت حرمة الأوطان.