الحدث

نشاط رئيـس الجمعيـــة …والـمكتب الوطني في مناسبة يوم العــلم: يـومان حافلان في قســنطينة وأم البواقي

تغطية ومتابعة : أبو ياسين/

 

في سياق إحياء مناسبة 16 أفريل (وهو اليوم الوطني الذي تحتفل فيه الجزائر كلها بذكرى يوم العلم) زار الشيخ عبد الرزاق قسوم رئيس الجمعية بصحبة الأستاذ محمد الهادي الحسني ، والشيخ نورالدين رزيق ،والدكتور محمد الدراجي، والشيخ محمد مكركب ..زاروا كلاّ مـن قسنطينة وأم البواقي؛ حيث أحيت الشعبتان الولائيّتان المناسبة بنشاط نوعي مميز .نعرض له في هذا التقرير . كانت البداية من قسنطينة التي وصل إليها وفد قيادة الجمعية أمسية يوم الجمـعة 14 أفريل (15 رمضان) مع المغرب تماما … صلى الجميع صلاة المغرب في مسجد الصمد ،وسط قسنطينة ، ثم أفطروا عند عائلة كريمة مع بعض أعضاء اللجنة الاستشارية ومدعوّين آخرين.

شعبـة قسنطيــنة تتألق
صباح يوم السبت كان الموعد مع الندوة العلمية الكبرى التي احتضنتها كلية الشعب (قرب البريد المركزي بوسط قسنطينة) .وقد بدأت أشغال الندوة في حدود العاشرة والربع بحضورنوعي كثيف غصت بهم قاعة المحاضرات..جاؤوا من شعب الجمعية في عدد من المدن القريبة، كما حضر الندوة لفيف من الدعاة وأهل الفكر والمهتمين بالعمل الإصلاحي والدعوي.
أطر الندوة الشيوخ والأساتذة : عبدالرزاق قسوم، محمد الهادي الحسني، محمد دراجي، يوسف بوغابة، وبتنشيط الأستاذ مصطفى بن عبد الرحمن.
كانت المحاضرات من النوع العلمي الوازن، شدت اهتمام الحضور، لدرجة علق بعض من في القاعة على أن ما تم تقديمه كان ” وجبة دسمة جدا، ومفيدة”، والمقصود بالطبع وجبة علمية معرفية.
كما كان التركيز على شخصية ابن باديس الفذة، الثريّة،المتعددة الجوانب، وهذا ما اتفق عليه المحاضرون الأربعة وأكدوا عليه ، خاصة في مجال الإصلاح وفهم الواقع الجزائري فهما دقيقا، والذي انعكس حتى في تفسير القران الكريم، الذي يسر الله تعالى فيه للعلامة إبن باديس الاستفادة من التراث الإسلامي العظيم، فأخذ من كثير من التفاسير لأعلام التفسير الكُثر، واستأنس برؤاهم ـ على اختلافها وتباينها ـ واستفاد من وجهات نظرهم ومناهجهم المتنوّعة في تفسير كتاب الله تعالى .مع خصوصية في الطرح والتناول يلحظه كل من يدرس تفسير ابن باديس رحمة الله عليه.
وأكد المحاضرون استثمار العلامة ابن باديس جهود من سبقوه، والاستفادة منها ،بطريقة عبقرية، مضيفا إلى ذلك استيعابه المميّز للواقع الجزائري المركب المعقد، المشبع بالجهل والفقروالأمية ،فضلا عن المعاناة التي عرفها الجزائريون والجزائريات على يد المستدمر الفرنسي الظالم، وذلك من خلال أنواع بشعة من الظلم والقهر ممّا كان مسلطا على الجزائريين بقسـوة وكراهية وبغض قلّ نظيره ؛ مع العلم أن الاستدمارالفرنسي كان يريد محو “الجزائر” وكل ما ترمز إليه الجزائر من دين ولغة وفكر وثقافة وقيّم وتقاليد وعادات .ولكن الله تعالى يسّر لهذا المجتمع من حصّنه وزرع فيه المناعة الدينية والفكرية؛ فكان في ذلك نجاته من الهلاك المبرمج من العدوّالفرنسي الخاسيء.

زيارة المـعالم الحضارية المنسية .. ودروب ابن باديس
بعد الندوة التي دامت نحو ثلاث ساعات ، والتي كانت ناجحة جدا،برأي الكثيرين ممن حضروا واستفسرناهم عن آثارها ومضامينها …قام وفد من المشايخ والأساتذة، مرفوقين بعدد من الضيوف ممـّن حضروا الندوة بزيارة بعض المعالم الحضارية بدءا بالجامع الكبير بوقفة معبّرة شرح فيها رئيس شعبة قسنطينة الأستاذ عبد العزيز شلي والاستاذ مصطفى بن عبد الرحمن والشيخ عبدالرزاق قسوم والدكتورعبدالله بوخلخال (رئيس جامع الأمير السابق) الكثير من المعلومات المفيدة ذات الصلة بابن باديس ودعوته وجهوده ، ثم انتقل الوفد إلى معهد ابن باديس؛ حيث درس الشيخ رئيس الجمعية وقد استعاد الكثير من الذكريات في هذا المكان الذي يعبق بروح التحدي والعمل الصالح، وشرح ذلك في كلمات للحضور الذين غصّت به رحاب المعهد، ثم الانتقال إلى المطبعة الإسلامية الجزائرية،ثم والجامع الأخضر، وأخيرا مسجد سيدي قموش، وهومسجد عائلة ابن باديس.
وقف الوفد العلمائي، في هذه الزيارة الاستثنائية ـ على الأقدام ـ …وقفوا على مدى تقدم الأشغال في تلك المرافق والمعالم ،خاصة الجامع الأخضر الذي يعد معلما حضـاريا كبيرا للجزائركلها؛ والذي اشتغل فيه ابن بادسي على مدار 25 سنة كاملة ، على تفسير كلام الله تعالى ،دون كلل ولا ملل، كما قدم فيه العلامة ابن باديس الدروس العلمية لطبقات التلاميذ والطلبة على مدى طويل .
ومما وقفنا عليه في هذه الزيارة ـ على الأقدام ـ أن الأشغال على قدم وساق، في الجامع الأخضر،
ولكن بعض المعالم الأخرى كالاربعين شريفا، والمطبعة ومعالم أخرى مازالت تحتاج إلى عمل كبير وعناية خاصة، وهو ما وعد به المسؤولون؛ حيث صرّحت وزارة الثقافة أنها ستتابع أشغال كل المعالم الخاصة بالشيخ ابن باديس بوتيرة منتظمة ،حتى ترميمها وإعادتها إلى دورها العلمي الحضاري.(جاء ذلك في الصحف الوطنية ).

إفطـار جماعي ووعـد بلقاءات وأنشطة نوعيـة قادمة
بعد يــوم حافل من النشاط العلمي والميداني :الندوة العلمية و زيارة المعالم التي أشرنا إليه في السطور السابقة كانت أمسية السبت مميزة أيضا؛ حيث تم الإعداد لإفطار رمضاني جماعي ، بنكهة إيمانية وعظية وتذكيرية ، و تم ذلك في إحدى قاعات الأفراح(منطقة الصوناكوم ـ الخروب ) … على شرف الوفد القادم من العاصمة ، وبحضور ضيوف ومدعوين، من أساتذة وإطارات،ومحبين ومناصرين وأعضاء شعبة جمعية العلماء بقسنطينة.
وقد كان الإفطار مناسبـة أيضا للتذكير والنصح والتناصح والموعظة، والتواصـي على خدمة الدين والوطــن، بكلمات طيبات من رئيس الشعبة الولائية قسنطينة الأستاذ شلي عبد العزيز الذي أكد أن الجمعية جمعية الجميع وهي مفتّحة الأبواب للجميع (رجالا ونساء) للانخراط في العمل الدعوي الإصلاحي الذي هو واجب وشرف ، كما قدم الشيخ مكركب موعظة بليغة، وبين الفقرة والأخرى كانت هناك فواصل إنشادية راقية.
ذكرّنا هذا الإفطارالرمضاني الجميل بـ”لقاء الدعاة” الذي اعتادت شعبة قسنطينة تنظيمه على مدار السنوات السابقة،ولم يتوقف إلا في زمن “كورونا”.. وإن شاء الله سيعود في طبعة قادمة قريبا، في الأسابيع القادمة، وبشكل ممــيز، في منتظم دعوي ذي شأن، يجمع الدعاة والأساتذة والأئمة وأبناء الجمعية ومحبّيها في جهـة الشرق خاصة، وعموم الوطن عامة. نسأل الله تعالى أن يتقـبل منا صالح الأعمال وسائر الطاعات والقُربات.


الانتقــــال إلى أم البواقي …
في صبيحة الـغد(الأحد 17 أفريل) انتقل وفد الجمعية إلى مدينة أم البواقي، وقد وصلها في حدود العاشرة واربعين دقيقة. وكان البرنامج كما يلي:
1ـ ندوة على المباشر في الإذاعة (صباحا) الساعة الـ11 .مع الأساتذة :عبد الرزاق قـسوم، محمد الهادي الحسني، محـمد دراجي، وكانت جلسة ثرية للغاية.
2ـ لقاء إذاعي ثان (تسجيل) مع الشيوخ محمد مكركب ، نور الدين رزيق، الأستاذ رابح بركاني (عضو مكتب شعبة أم البواقي الولائية).
وقد كتبت صفحة إذاعة أم البواقي في هذه الخصوص كلمة طيبة جاء فيها :
“تشّرف طاقم اذاعة أم البواقي الجهوية بزيارة مباركة لأئمة و مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، على رأسهم البروفيسور عبد الرزاق قسوم، والشيخ مكركب، والأستاذ محمد الهادي الحسني ومجموعة من علماء الجزائر، الذين اختاروا اذاعة أم البواقي كأول محطة في زيارتهم التي قاموا بها للولاية بمناسبة الاحتفال بيوم العلم 16 أفريل.
3ـ جلسة في شكل ندوة مفتوحة في القاعة الصغرى للمركز الثقافي الإسلامي نشطها الأستاذ مولود محصول وشارك فيها الأساتذة عبد الرزاق قسوم، الهادي الحسني، محمد الدراجي
4ـ دروس في عدد من المساجد في مدينة أم البواقي، توزّع فيها الأساتذة: نورالدين رزيق، محمد مكركب ، د.عبد الوهاب العمري على مساجد في المدينة.
5ـ وفي لقاء رمضاني مميـز بعد صلاة التراويح مباشرة أقيمتْ ندوة علمية كانت خاتمة النشاط لذلك اليوم في أم البواقي، ونعني هنا الندوة الليلية (بعد التراويح) في القاعة الكبرى للمحاضرات بالمركز الثقافي الإسلامي ـ عقبة ابن نافع ـ وسط المدينة، وقد بدأت مباشرة بعد صلاة التراويح، وشارك فيها عدد من الأساتذة والشيوخ: محمد مكركب، نورالدين رزيق، رابح بركاني، سليم روّار(رئيس شعبة أم البواقي)، عبد الوهاب العمري، رفيق مدير المركز الثقافي الإسلامي، وحضرها جمهور نوعي محترم.
أدار الندوة الأستاذ مولود محصول مدير الشؤون الدينية. وكانت بحق، فعالية ثقافية إيمانية رائعة أحيت واحدة من ليالي رمضان بما يرضي الله تعالى من ذكر وتذكير وتفكير واهتمام وبحث عن سبل الرقي بالمسلمين في معترك عالمي كبير يعج بالأفكار والتيارات والمناهج والتصوّرات المتباينة، ما يجعل البحث عن “بديل” حضاري راق واجب المسلمين الأول والأكبر، وخاصة نخبهم الدينية والفكرية.
وكان المحور الرئيس للحديث هو “سؤال النهضة وتجربة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ”
حلّق الإخوة المشاركون في آفاق الفكر والثقافة، وطوّفوا في مجالات الدين والأخلاق والقيّم الإنسانية، وشروط النجاح في العمل النهضوي والتنموي، واستعرضوا التجارب الناجحة بدءا من جيل الصحابة الذي ربّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم وصولا إلى تجاربنا المعاصرة.
وقد امتدت الندوة إلى منتصف الليل في جوّ رائق استفاد الحضور ممّا طُرح ، واستمتعوا بنقاش علمي موضوعي رصين ، حتى قال البعض “هذه هي البيئة الفكرية والعلمية التي يجب أن تسود أعمالنا ولقاءاتنا”وهذه هي التي تنبتُ النبات الحسن في القلوب والعقول .
لا يفوتنا هنا التذكير بأن عديد الشعب الولائية قامت بأنشطة نوعية هي الأخرى في مختلف جهات الوطن، سكيكدة، سطيف، عنابة، الطارف، قالمة، باتنة، وهران، تلمسان، وغيرها وماتزال الشعب تعمل على ذلك دون كلل أو ملل، وبعضها ستكون له أنشطة في نهاية رمضان، وفي مقبل الأسابيع بحول الله تعالى…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com