مصارحة/ الجمعية…وشهـر العلـم: قصـور أم تقصيـر؟
يكتبه: حسن خليفة/
شهر العلم (أفريل) مناسبة سنوية كبرى تتداعى فيهـا الإرادات؛ رسمية وشعبية وجمعوية للاحتفاء بذكرى معلومة مشهورة تحت مسمّى يوم العلم.
والأمر هنا لا يخصّ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحدها، فالجمعية ميراث جميع الجزائريين والجزائريات، ولكنها مطالبة أكثر من غيرها بالاستثمار في هذه المناسبة بشكل أفضل وأقوى وأمثـل؛ خاصة وأن الجهات الرسمية كبعض الوزارات والإدارات والمؤسسات تحثّ وتدعم الاحتفاء بالمناسبة، ومن ذلك وزارة التربية (وهذه شهادة حق).. والتي توجـه كل عام تعليمات إلى المؤسسات التربوية بكل أطوارها، على مستوى الوطن، للعناية بهذه المناسبة، وتطلب من المسؤولين القيام بالكثير من الأنشطة، في سياق هذه المناسبة، ومن ذلك ما تطلبه من المؤسسات التربوية بوضوح:
1ـ إقامة ندوات ومحاضرات حول حياة العلامة عبد الحميد بن باديس، تتبعها مناقشات بإشراف أساتذة.
2ـ إقامة مسابقات لمجاميع التلاميذ في الأمور التاريخية ذات الصلة بالجمعية.
3ـ إشراك أعضاء من جمعية العلماء المسلمين إن وجدوا في المنطقة.
4ـ التركيز على الأنشطة ذات الطابع الثقافي التربوي حول جمعية العلماء المسلمين، وذلك يندرج ضمن المحافظة على الهوية الوطنية.
5ـ تحقيقات حول شخصيات ومعالم تاريخية متعلقة بالمناسبة في إطار المحافظة على الذاكرة الوطنية.
6ـ تنظيم أحسن بحث حول دور جمعية العلماء المسلمين في الحركة الوطنية والمحافظة على الهوية الوطنية.
7ـ عرض أفلام وأشرطة وثائقية حول المناسبة، تتبع بمناقشـات يؤطرها أساتذة ومشرفون على النوادي العلمية والثقافية.
8ـ تنظيم ورشات للرسم والكتابة الإبداعية ذات الصلة بالمناسبة.
9ـ تنظيم مسابقات علمية وتاريخية وثقافية وفنية بين الأقسام.
10ـ تنظيم معارض لمختلف الأعمال العلمية والأدبية والفنية المنجزة من طرف التلاميذ؛
…ما شاء الله. إنه نشاط واسع شامل متكامل، تتمحور فكرته الرئيسة حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأعلامها وجهودها.
الأسئلة هنا كثيرة ومتنوعة عن الجمعية وأعضائها ومحبّيها ومناصريها ودعاتها، وقياداتها وشُعبها قبل ذلك..ومن تلك الأسئلة التي يجب أن تُطرح بصراحة ووضوح:
أـ هل الجمعية في مستوى هذا الحدث؟ وهل برهنت على ذلك علـى مدار الأعوام السالفة؟
ب ـ وهل قدمت برامج وخططا لتنشيط هذه المناسبة (التي تمتد على مدار أسابيع ـ قبل وبعد 16أفريل)؟
ج ـ هل هناك رؤيـة دقيقة الملامح واضحة البرامج، في إحياء هذه الذكرى والاستفادة منها للنفاذ إلى عمق المجتمع، لتعريفه بالجمعية وما تمثله الجمعية؟
د ـ هل نحن ـ في الجمعية ـ على مستوى المسؤوليـة حقا في كل ما يتعلق بالجمعية انتسابا، وعملا، وجهدا، واجتهادا وجهادا؟
هـ هل يتمّ الإعداد والاستعداد لهذه المناسبة وغيرها من المناسبات الجليلة (وطنية، ودينية، وجمعوية (ذكرى التأسيس مثلا /5 ماي )..هل يتم الإعداد بشكل منهجي يتوخّى تحقيق الأهداف المتعددة: دينيا، أخلاقيا، وطنيا، إيمانيا؟
إن من يلقي نظرة فاحصة على عموم الأنشطة في كثير من الولايات،عبر الشعب الولائية والشعب البلدية، يستطيع أن يعرف الإجابات عن بعض تلك الأسئلة، ويعرف أن بعض الجهات لا نشاط لها على مدار أعوام؟ لم تستكمل عملها الهيكلي (تنظيما) ولم تستقطب أعضاء من الرجال والنساء ولم تغط تراب الولاية في الانخراط وتأسيس الشعب، ولم تقم بعمل يُحسب لها عند الله تبارك وتعالى في مجال الدعوة إلى الله تعالى والتمكين للدين والتعريف بالإسلام ثم التعريف بالجمعية.
والأمر في تصوري أنه يجب الإدراك الحادّ الجاد والفهم الدقيق العميق:
أن العمل للجمعية هو عمل لله، و للإسلام في الأساس، تعريفا وتبليغا ودعوة وتمكينا وتهذيبا وسموّا بالإنسان.. ومن هذا المنظور يمكن معاتبة الإخوة الأفاضل عتابا مشروعا في تقصيرنا وتقصيرهم في أداء الواجبات الدينية والأخلاقية والثقافية، من خلال عدم القيام بما يجب نحو الدين (أساسا) ونحو المجتمع بعد ذلك، هذا المجتمع الذي يتخبط في الكثير من الضلالات والجهالات والمخالفات الشرعية والدينية والأخلاقية، ويعمل العاملون من أهل الضلال ومن الفاسدين المفسدين، وأصحاب الأفكار الهدّامة… يعملون ليلا ونهارا، وبكل الوسائل، على إبعاده عن دينه وهُويته وأصالته قدر المستطاع.
فإذا أدركنا ذلك …فهمنا حجم التقصيرفي أداء هذا الواجب الشرعي الكبير الضخم، ومن ثم وجب أن نستفيق ونعمل على الاستدراك، بكل ما أوتينا من جهود وفكر وطاقة وإمكانات.
وبالنسبة لهذه المناسبة كغيرها (أول نوفمبرـ عيد النصرـ ذكرى التأسيس ـ شهر رمضان ـ الأعياد الأخرى ـ..).
يمكن أن يكون للجمعية برنامج وطنـي متكامل، محدد الفقرات، واضح الأهداف، على مدار العام، نتشارك فيه من الصادقين وأهل الخير في إحياء الإيمان والإسلام وبعث الأخلاق ونشر التهذيب والاستقامة، من خلال خطط برامجية تستهدف كل الشرائح، ومن خلال وسائل كثيرة.
– المعارض التاريخية والدينية ـ
– المسابقات بأنواعها: تاريخية، ثقافية، دينية الخ
– الورشات التكوينية والتدريبية
– الندوات والمحاضرات التفاعلية.
– اللقاءات العامة في الفضاءات للتداول الفكري والثقافي
– اللقاءات التحسيسية التعريفية: صحية، فكرية، تاريخية.
– الانفتاح على المؤسسات التربوية والتكوينية، والسجون … بمشاركات نوعية دعما وترشيدا.
– مسابقة وطنية كبرى في أكثر من مجال كمسابقة ابن باديس التي كان ينظمها المجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، واختفت دون معرفة الأسباب؟!
وغيرهذا كثير لو صدقت النوايا وصحت العزائم وتداعت الإرادات واتضحت الرؤية في خدمة هذا الدين من خلال هذه الخيـمة الوارفة الظلال(الجمعية).. القميـنة بالعمل على تصويب بوصلـة سفيـنة الوطن إلى المستقبل الوضيء المليء بالخير والفضل والعدل والرفاه.