أبناؤنـــا واستثمــــار أوقاتهـــم فــي الشهــر الفضيــــل
أمال السائحي /
يقول عازف البيانو الأمريكي مايكل ليفين:» لو كان لديك بيانو لا يعني أنك تستطيع العزف عليه، وكذلك لو كان لديك أبناء، لا يعني هذا أنك أب أو أم قمة في التربية». هذه المقولة تلخص العلاقة بين الوالدين والأبناء مع كل موعد للشهر الفضيل، تبدأ التساؤلات كيفية الاستفادة من تلك الأوقات، وهنا من الجميل أن تدرك الأسرة أهمية الوقت بالنسبة لها وأن توظف أهمية استغلال الفراغ فيما ينفع ويفيد ويزيد كذلك بالنسبة لثقافة الطفل، بفضل اكتشافه وتعلمه أثناء هذا الشهر الكريم شهر رمضان، فهي بمثابة مجال هام للتربية التطبيقية والتدريب في الواقع الحي، خاصة إذا ما كانت هذه الدروس ممنهجة ومنظمة فإنها ستكون مفيدة وجد إيجابية، فالطفل سواء في الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، تواق لإطلاق طاقته الجسمانية والبدنية والفكرية إلى ما يتمناه في اكتشاف الكثير من العادات التي ترسخ في ذهنه وتبقى عالقة معه إلى أن يؤسس بيته ..
ولغرض الاطلاع على آراء وأفكار بعض الأسر من مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية حول كيفية قضاء أوقات فراغ أطفالنا في العطلة، والعقبات التي تواجه الكبار في تنفيذ رغبات أطفالهم، وحقهم في قضاء أوقات ممتعة ومفيدة لأعمارهم.. فهل يبقى التلفزيون أو الشبكة العنكبوتية هي الوسيلة الوحيدة والتي قد لا تتلاءم مع مستوياتهم العمرية والفكرية، هذا إلى جانب المخاطر المترتبة على طبيعة أفلام العنف وما يترتب عن التأثر بها من أثار سلبية على الأمور الحياتية والعلاقات الاجتماعية.
تقول بعض الأمهات أنها تشعر بالفرح الشديد عندما تعد أطفالها ببرنامج مفيد، إما لمسابقة في حفظ القرآن الكريم، أو تفسير بعض الأحاديث النبوية الشريفة، ومساعدة الأم في تنظيم الأغراض المنزلية، للترفيه عن النفس والابتعاد عن الفراغ الممل..
ومن مضمون هذا التخطيط ، ندرك أن هناك حرصا على الإبقاء على العادات الصالحة، التي سبق لنا أن اكتسبناها في وقت الدراسة، مثل الاستيقاظ باكرا، وجعل وقت لمراجعة الدروس، وكل هذا له الأثر الطيب إن أحسن الأبوان توجيه أبنائهم، كذلك بالنسبة إلى زيارة بعض المكتبات للقراءة، أو لبحث علمي أو أدبي يعود عليهم بالنفع.
إن بعض الأسر مجبرة على التوافق مع إمكانياتها المادية في قضاء أجواء مريحة في رمضان الخير، وأنه ليس في مقدور كل الأسر حسن استغلال بعض النشاطات التي تعود بالفوائد الجسمية والنفسية والعقلية على أبنائها لأن ذلك يتطلب إمكانيات مالية ومادية لا تتوفر عليها، وهنا ترتد المسؤولية الأكبر على المنظمات المدنية والمجالس المحلية والنوادي الشبابية الرياضية والمساجد خاصة ودوائر البلدية في توفير الأجواء المناسبة والخدمات الهادفة في هذا الشهر الفضيل منها حملات تحسيسية من مضمونها تعليمهم عدم التبذير، وتنظيف المحيط كذا إشراكهم في تلك الحملات التي تنطلق في شهر الرحمة والخير، بما تسمى الوجبة الرمضانية ..هذا يعزز عندهم روح التكافل الاجتماعي، هذا كله لحماية أطفالنا من الفراغ والضياع والجنوح، ولن يكلفها ذلك أكثر من تكييف نشاطها مع المناسبة الدينية، مما يتيح لأبنائنا حب دينهم ومعرفة واجبهم نحو من خالقهم أولا ثم نحو مجتمعهم الذي هو بحاجة إلى سواعدهم الطيبة….