أعلام

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بَنْ عَزُوز بن الحاج المختار الحَدْبَاوِي الجَلْفَاوِي

سبطه بلقاسم ضيف */

 

هو الشيخ الفقيه الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بنعزوز بن الحاج المختار بن الخليفة الحدباوي – نسبة لبلدة بويرة الأحداب ولاية الجلفة -، ولد سنة (1324هـ) في زاوية عين اقلال- بلدية بويرة الأحداب -، حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ سيدي محمد بنعزوز (1924)، وأخذ عنه مبادئ العلوم، ثم رحل إلى زاوية الهامل وأخذ عن مشايخها بعض متون العلم وأجازه الحسين القفصي بحضور الشيخ أبو القاسم بن الحاج امحمد الهاملي (1346). وقد شهد مترجمنا رفقة أخيه محمد بلقاسم حفل ختم الشيخ مصطفى القاسمي للجامع الصحيح للإمام البخاري، وكان يوم ختمه يوما مشهودا بزاوية الهامل – بوسعادة -، حضره ثلة من العلماء والطلبة. وأخذ أبو إسحاق فصولا من فقه المالكية على الشيخ البشير بن ناصر العقوني (حي 1919)، والشيخ محمد بن محمد المغربي الفاسي ( ت1937م).
ثم رحل الشيخ إبراهيم سنة (1342) إلى زاوية الشيخ علي بن عمر ببلدة طولقة وأخذ عن شيخ والده: المدني بن أحمد بن عمر بن علي بن عمر الطولقي الأزهري، وأجازه. ولقيَ المترجم الشيخَ أحمد الأمين بن المدني بن عزوز التونسي لما زار زاوية عين اقلال سنة (1347ه) وأخذ عنه ما تيسر من متون العلم وأجازه. وفي سنة (1954م) رحل إلى تونس ولقي جلة من المشايخ، وأكرمه محمد الأمين باي بوسام ملكي، وهذا نص شهادة التكريم(( الحمد لله وحده، من عبد الله سبحانه المتوكل عليه، المفوض جميع الأمور إليه: محمد الأمين باشا باي صاحب المملكة التونسية، إلى المرعى سي إبراهيم خليفة شيخ الزاوية بعين اقلال أما بعد: فإنه بمقتضى مطلب وزيرنا للشؤون الخارجية لما لكم من الشأن، ألبسناكم هذا النيشان المُطَرَّز باسمنا، وهو من الصَّنف الرَّابع من نيشان الافتخار في رسمنا، فالبسه بالهناء والعافية، وكتب بسراية المملكة )).
شد المترجم رحاله إلى بيت الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرات عديدة منها : سنة (1351) 1351وسنة (1352) و (1353) و(1366) و(1373) ولقيَ في كل مرَّة علماء الحرمين الشريفين ومنهم : العلامة عباس المالكي (1353) وابنه العلاّمة علوي بن عباس المالكي (1391)، والعلاّمة محمد العربي التَّباني السطيفي الجزائري (1390) وأجازه مشافهة سنة (1353) بمدرسة الفلاح بمكة، ثم أرسل له الإجازة محررة. ولقى شيخَه أحمد الأمين بن المدني بن عزوز (1353)، وقرأ عليه بالحرم المدني وأجازه بما حواه ثَبَت العلامة الأمير، واليانع الجني للدهلوي، ولقي شيخ الدلائل أحمد بن محمد بن رضوان المدني وأجازه، وأجازه الشيخ مدثر بن إبراهيم بن محمد الحجّاز السوداني(1408هـ)، والشيخ حسين بن محمد الشيخ المكنّى ــ أبو أذنين ـ السوداني (كان حيا سنة 1352هـ) وغيرهم من أعلام الحرمين الشريفين.
وأجازه أعلام نزلوا بزاوية عين اقلال ومنهم: العلامة إبراهيم صمداح العلقمي المصعبي النفطي التونسي (1940م)، والشيخ الحسين بن المفتي القفصي التونسي(حي 1348هـ)، ومحمد عبد الحي الكتاني (ت1382هـ) وغيرهم.
وقد أثنى على المترجم أعلام منهم: شيخه أحمد الأمين بن المدني بن عزوز قال رحمه الله ((… ابننا الأَبَرُّ، والمَاجِدُ الأَغَرُّ، زكِيُّ الشمائل، وسَمِيُّ الفضائل، السَّريّ الجليل، والأَلْمَعيُّ الجليل أبا إسحاق السيّد إبراهيم…))، والعلامة علوي بن عباس المالكي قال ((…العالم الفاضل والإمام المقدم الكامل سيدي الحاج الشيخ إبراهيم بن محمد بنعزوز فتح الله عليه…))، والعلاّمة العربي التباني المدرس في مدرسة الفلاح بمكة المكرمة قال : ((…الحسيب النسيب العلاّمة النجيب الشيخ إبراهيم بن محمد بنعزوز بن الحاج المختار…))، وكان شيخه الحسين ابن المفتي القفصي يتمثل فيه بقول الشاعر[من البحر البسيط]:
شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
لما رجع الشيخ أبو إسحاق من حجَّته الأخيرة سنة (1373) تصدَّر للتدريس والإقراء خصوصا علم الفقه، حيث جعل بيته عامرا بالعلم والذِّكر، وكان يُدَرّس بمسجد الزاوية، وفي غرفة سيدي محمد الأمين التونسي التي كانت بجوار المسجد، يقول الشيخ أبو دواد بن الشيخ عبد الرحمان الديسي في مقال كتبه في جريدة «النجاح» عن زاوية عين اقلال ((… وفي فصل الشتاء يأخذون الفقه عن العالم العامل الأخ الشيخ السيد الحاج إبراهيم أبقاه الله للعمل والفضيلة، وبهذه الطريقة المثلى والعادة الحسنى يخرج من الزاوية عدد من حفظة القرآن و(من) تعلَّم الفقهَ، وأغلبهم من حوز: عين بوسيف، وقصر البخاري، والشلالة، وعين وسارة، ودوار الزاوية أولاد سيدي عيسى الأحداب، وبادية الجلفة …)).
ومـــن تلامــذة الـمتــرجم
محمد خليفة، ورابح خليفة، وأحمد خليفة وهذا كان حافظا لأشعار وأراجيز والده، وكان إماماً خطيبا بمساجد مدينة حاسي بحبح، وكان يحفِّظُ الصبيان القرآن الكريم في زاوية والده الشيخ إبراهيم، وذلك سنة 1970م، وعمر بن سليمان كنودة، والراقع غفاري وقيل حرشاوي أحد الأئمة والخطباء المشهورين ومن تلامذته: أحمد الأمين بن جلول حبوية، وأخيرا ابنته ميمونة (ت1978م) وهذه ميمونة حفظت نصف القرآن الكريم على والدها وكانت تحفظ عقيدة النساء للإمام السنوسي.
آثـــــــاره
ترك الشيخ آثارًا منها:
* – مجموع خطب في الجهاد والوعظ والإرشاد، وهذه الخطب جمعناها في جزء صغير.
* – كراسة فيها محفوظاته ومذكراته الأدبية والشعرية، وفهرسة قيَّد فيها ما حُفظ في خزائن الزاوية من المخطوطات والكتب المطبوعة، والكتب التي كانت في المقصورة ، وخزانته الخاصة. وخزانة الجد الحاج المختار.
* – محيي النَّسيم في أسانيد الشيخ سيدي إبراهيم ، وهو ثبت صنعه للمترجم أخي بشير ضيف،أورد فيه إجازات ومرويات وأسانيد الشيخ إبراهيم، واتصاله بمشاهير أثبات وفهارس أئمة الإسلام.
وفاتــــه
بعد حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد والتدريس توفي الشيخ إبراهيم سنة (1382) وصلى عليه أخوه محمد بلقاسم الحدباوي، ودفن بمسقط رأسه بزاوية عين اقلال، وقد وري جثمانه التراب بجانب المسجد بالزاوية الواقعة بجبل الأحداب، وكانت جنازته مهيبة حضرها كثيرا من المشايخ والأئمة والأعيان..

المراجع :
ـ الدرر المنيفة في إجازات وأسانيد مشايخ وأعلام آل خليفة ط: دار الأمل تيزي وزو سنة 2022م.
ـ فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديم والحديث تصنيف الشيخ بشير ضيف ط: دار ثالة الجزائر سنة 2002م .
ـ رسائل الحسين القفصي مخطوطة.
ـ رسائل الشيخ أحمد الأمين التونسي مخطوطة.
ـ إجازات الشيخ إبراهيم مخطوطة .
ـ جريدة النجاح العدد 3933، والعدد:3857.
ـ جريدة البلاغ الجزائري العدد 270.

* حاسي بحبح ـ الجلفة ـ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com