لايجوز للمطلقة أن تظل مع مطلقها بعد العدة في بيت واحد
الشيخ محمد مكركب أبران
Oulamas.fetwa@gmail.com/
الســــــــــــؤال
قالت السائلة: طلقني زوجي وهو ابن عمي، وليس له بيت يعيش فيه، وبعد انتهاء العدة، ظل معي في البيت، والبيت مِلْك لي. وله غرفة وحده، ولكن دورة المياه واحدة، والمطبخ واحد، فهل يجوز له أن يظل معي حتى يجد مسكنا؟ ومعي أولاد أكبرهم ست سنين، ولقد سألت وقالوا لي: أنتِ مضطرة، فاتركيه معك حتى يجد مسكنا فهل هذا صحيح؟ وماذا علي أن أعمل؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: زوجك الذي طلقك بعد انتهاء العدة صار أجنبيا عنك، والحكم الشرعي في هذا أنه لايجوز له البقاء معك في بيت واحد، ما دام دورة المياه (الحمام) واحدا لكما، والأكل في مكان واحد، فهذه خلوة مع أجنبي. وأولادك الصغار دون سن البلوغ، لايكفي لرفع حرج الخلوة، وحتى لوكانوا كبارا، فلا يجوز له السكن معك، كما وصفت. وفي الحديث. [لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ] (الترمذي: 1171) فلا يجوز للمطلقة التي انتهت عدتها أن تبقى مع مطلقها في بيت واحد، في مرافق مشتركة، ولو ليلة أبدا، ولا يزورها ويدخل البيت وهي وحدها مهما كان السبب. والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.
ثانيا: قالت السائلة: (ولقد سألت وقالوا لي: أنتِ مضطرة، فاتركيه معك حتى يجد مسكنا فهل هذا صحيح؟) هذا الذي قالوه لك ليس صحيحا. فكان عليه أن يفكر من قبل الطلاق، فلايجوز أن يظل معك في هذا البيت بعد انتهاء العدة أبدا. والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.
ثالثا: قالت السائلة: (وماذا علي أن أعمل؟) والأصح أن تقولي: وما ذا عليه أن يعمل؟ أن يذهب إلى أي مكان يأويه، وكان عليه أن يفكر قبل أن يُطَلِّقَ. ولا يبقى معك إلا إذا كان له مدخل ومخرج وحده، ودورة مياه وغرفته وكل مايحتاج إليه منفصل عنك تماما، أي أن يكون له مأوى غير مأواك، حيث لاتلتقين به تحت سقف واحد ولايراك في شغلك في البيت. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
رابعا: قالت السائلة في بداية سؤالها: {طلقني زوجي وهو ابن عمي} فلا يغرنك أنه لَمَّا كان ابن عمك يجوز له، مالا يجوز لغيره، فلا يجوز لابن العم، ولا ابن الخال، ولا ابن العمة ولا ابن الخالة، ولا زوج أختك، ولا أخو زوجك، أن يزورك في بيتك وأنت وحدك، فلا تجوز الخلوة مع هؤلاء فهم ليسوا من المحارم. فلو كنت متزوجة وزوجك غائب عن البيت، وزارك ابن عمك وحده، فلا يدخل البيت وأنت وحدك حتى يكون معك زوجك أو أبوك أو أخوك البالغ. وأُذَكِّرُ بهذا ليتنبه هؤلاء ولا يتعدون حدود الله تعالى. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.