يوم دراسي بزمورة حول حياة وأعمال الدكتور محفوظ سماتي
أبو فيصل/
نظم المجلس الإسلامي الأعلى يوما دراسيا حول عالم الاجتماع البروفيسور محفوظ سماتي (1936-2021) الذي التحق بالرفق الأعلى في 2 أفريل 2021 عن عمر ناهز 85 عاما قضاها في طلب العلم ثم التعليم والبحث العلمي، مخلفا وراءه آلاف من الطلبة والباحثين يشهدون بأخلاقه العالية ويعترفون بتفانيه في التدريس ونشر المعرفة من خلال محاضراته ودروسه وكتاباته المتنوعة.
وقبل انطلاق أعمال اليوم الدراسي الذي احتضنته دار الثقافة ببرج زمورة صبيحة يوم السبت 19 مارس 2022، قام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور أبو عبد الله غلام الله والوفد الإداري المرافق له والأمين العام لولاية برج بوعريريج ورئيس دائرتها والسلطات المحلية وأسلاك الأمن والدرك الوطني وأعيان المنطقة ومجاهدوها الفضلاء وسكانها الكرماء وضيوفها العلماء بزيارة مقبرة الشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة. وألقى بهذه المناسبة رئيس قسمة المجاهدين المحلية كلمة صادقة مؤثرة معبرة عن تضحيات المجاهدين والشهداء من أجل تحرير البلاد والعباد وضرورة مواصلة النضال والعمل لبناء الدولة التي لا تزول بزوال الرجال.
وانتقل الجميع مباشرة إلى المدرسة التي درس فيها الأستاذ سماتي في أربعينيات القرن العشرين واستمعوا إلى عرض شيق لتاريخ المدرسة قدمه تلامذتها القدماء وأشار أحدهم إلى تحويلها من طرف الجيش الفرنسي خلال الثورة التحريرية إلى ثكنة لتعذيب المجاهدين. وتوجّه الجميع بعد ذلك إلى المركز الثقافي شيباني الصالح لحضور فعاليات اليوم الدراسي والذي تضمن جلستين علميتين.
شارك في الجلسة الأولى الأستاذ عبد الحكيم بوبكر الذي تحدث عن الوضع الثقافي في برج زمورة في العهدين العثماني والفرنسي، بينما تحدث الأستاذ سمير بن سعدي من جامعة البويرة عن مشاركة منطقة زمورة في الثورة التحريرية.
وفي الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور محفوظ بن صغير، ساهم في أشغالها كل من الدكتور الطيب سماتي (قاضي وابن عم المحتفى به)، والدكتور رشيد بوسعادة من جامعة الجزائر 2، والدكتور لخضر مذبوح من جامعة قسنطينة، والدكتور مولود عويمر من جامعة الجزائر 2. وتناول الأساتذة الأربعة بالعرض والتحليل مسيرة الدكتور محفوظ سماتي وأعماله في مجال علم الاجتماع الديني والثقافي. تحدث الدكتور الطيب عن مسار عمه في القرية وفي الجزائر وفرنسا، وتكلم الدكتور مذبوح عن الإنتاج الفكري للدكتور سماتي، وتناول الدكتور بوسعادة فكره الاجتماعي، أما الدكتور عويمر فقد تحدث عن النخب ودورها الحضاري كما تصورها الدكتور سماتي.
وبعد رفع الجلسة الثانية قدم بعض الأساتذة شهادات حية عن المحتفى به، وكان من أبرز المتدخلين: الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والذي كانت تربطه علاقات قويمة وقديمة بالأستاذ سماتي.
ولا بد أن أذكر في الأخير بأنه نظم على هامش هذا اليوم الدراسي التاريخي والفكري معرض الصور حول حياة الأستاذ سماتي وأعماله.