التكنلوجيات الحديثة ورهاناتها في التعلم والتعليم
د. خالد شنون */
يشهد الوقت المعاصر تحولا رقميا وتكنولوجيا كبيرا ومتنوعا، بل وتطورا علميا مليئا بالاختراعات ومسهلات الحياة، كل ذلك انعكس على حياة الأفراد وإدارة المؤسسات بما في ذلك مؤسسات التنشئة الاجتماعية والمؤسسات التعليمية والتربوية، بل وحتى مؤسسة الأسرة أصبح لزاما عليها مواكبة هذا التحول إذا ما أرادت نموا متكاملا ومرافقة لابنائها في التعلم الفعال ومتابعة الدروس، بل وتقصى طموحات الأفراد، ومعرفة اتجاهاتهم، وتوفير السندات والأدلة الكافية لمعرفة خيارتهم التعليمية والمهنية.
ويذكر أن التنكنولوجيات الحديثة من رقمنة وآلات ذكية حولت تصوراتنا المتأنية حول الظواهر إلى واقع سريع يمكن من خلاله استشراف مستقبل أي ظاهرة في المجتمع من خلال تقصي متغيرات الظاهرة في شبكات التواصل الاجتماعية والأرضيات الرقمية في مختلف مجالات الحياة، وفي ظل هذا كله نجد أنه من السهل وصف عالم اليوم بأنه سريع جدا، ولكن من الصعب تحديد التعامل المناسب والاستثمار المربح لهذه الوسائط، خاصة وأنها متاحة بسهوله أمام كل فئات المجتمع.
ولعل التحدي هنا هو التكوين من أجل الاستعمال وهندسته بمقاربات معاصرة تتماشى ومدخلات الواقع التكنولوجيات المتطور، حيث أضحت المناهج التعليمية تعنى بمواكبة هذا التحول، بل واستثماره في تمكين النشء من مختلف التعلمات والكفاءات بفاعلية كبيرة، فاعلية ترقى لتعلم عالمي لا يقف عند حدود محلية ببسيطة، بل وتيسير التعلم وتحبيبه لدى المتعلمين بما توفره التكنلوجيات من محفزات واستثارة للدافعية، حيث المهمة هنا كبيرة على عاتق المربين والبيداغوجيين ومعدي المناهج، حيث يتوجب إحاطة هذا الموضوع بكامل مدخلاته في المجتمع والمؤسسات التعليمية وخلايا البحث العلمي، خاصة وأن العولمة الثقافية أخذت نصيبا كبيرا من فئات المجتمع ذات النوع الجيد، عولمة أدخلت الأبناء في نموذج عالمي حيث لا يحصر الفرد نفسه عند حدود إقليم معين أو لغة معينة أو ثقافة معينة، بل نموذج متعدد الجنسيات، يقوي مجتمعا ويضعف مجتمعا آخر، كل هذا يقودنا إلى ضرورة تصحيح وتطوير تصوراتنا حول واقع استعمالات التكنلوجيا اليوم، وإدخالها بطريقة مقننة قابلة للقياس والمتابعة في التطبيق، بل وتقييم استعمالاتنا لها وإدخالها في تعليم النشء، حيث بالإمكان أن يكون رهان المستقبل هو الحياة الآلية الرهيبة في التقنية، المعقدة في علاقاتها بالقيم، وحري بنا اليوم أن نفتح ورشات كبيرة لتطبيقات التكنلوجيات في التربية والتعليم، بل واستعمالاتها في الحياة، ولنا أن نقوي في هذا المقام حرص النشء على البراقماتية الاجتماعية في استعمالات التكنولوجيا وضرورة التثاقف حول استعمالاتها الصحيحة، خاصة وأن وطننا اليوم ينعم بخيرات وتحولات، بل وإمكانات من شانها أن ترسم لعهد وتحول كبيرين في مجال التربية والتعليم، ومجالات الحياة المهنية والصناعية للأفراد..
*جامعة الجزائر 2