العلاقات الجزائرية الأمريكية 1776-1830 في رسالة جامعية وكتاب للدكتور علي تابليت/ سعدي بزيان
رافقت الصديق تابليت علي وهو طالب في جامع الزيتونة في تونس وطالب في الكويت والأردن- ومعلم بعد الاستقلال في الجزائر، وطالب جامعي في جامعة الجزائر، وباحث في أرشيفات باريس وريكس آن بروفانس في مرسيليا وفي لندن وأمريكا أكثر من ربع قرن قضاها الأستاذ تابليت علي في البحث عن الوثائق ومراجع لإعداد رسالته الجامعية في العلاقات الجزائرية الأمريكية 1776/1830 وقد توج نشاطه هذا بالحصول على الدكتوراه من جامعة الجزائر تحت إشراف د-ناصر الدين سعيدوني. وقد نشر رسالته هذه في كتاب “جزئين” مع تقديم أستاذه سعيدوني.
المؤلف يهدي أطروحته وكتابه هذا إلى شهداء ثورة نوفمبر 1954م وفي مقدمتهم والده مسعود الذي استشهد في 1957، وعمه أحمد 1958، والبشير 1959 والمؤلف ابن الشهيد وجندي في جيش التحرير وبالتالي فهو ينتمي لأسرة ثورية وجهادية في منطقة الأوراس التي اندلعت فيها ثورة نوفمبر 1954، كما قدم الشكر والتقدير لأستاذه والمشرف عليه د-ناصر سعيدوني، فكان له نعم الصديق والموجه، من خلال نصائحه التي كان يقدمها له وهو في بحث متواصل لإنجاز رسالته، ونشر أبحاثه العديدة، كما قدم الشكر لكل من ساعده في بحثه وخص بالذكر عمال مكتبات السوربون وسانت جنيفياف والمعهد الكاثوليكي وعمال الأرشيف الوطني الفرنسي والجامعات الأمريكية والبريطانية التي زودته بالوثائق الثمينة وهو يعد رسالته.
مسيرة الباحث والكاتب والأستاذ الجامعي د-تابليت علي
صدرت للدكتور تابليت عدة كتب بالعربية ترجمة وتأليف وبالإنجليزية، ومن إصداراته باللغة العربية:
– الأسرة الأمريكية في الجزائر 1785-1797.
– فرحات عباس رجل دولة –الجزائر2007.
– مجازر 8 مايو – الجزائر 2010.
– 13 أفريل يوم العلم، ط 2-2010.
– محمد بن شب أعماله وآثاره المنشورة في الدوريات في جزئين بالاشتراك مع الطيب ولد العروسي مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس، منشورات جامعة الجزائر2010.
وأعتقد أن أبرز ما أنتجه هو المعاهدات الجزائرية مع أوروبا والولايات المتحدة في جزئين، وحسب معلوماتي فإن هذا الكتاب فريد من نوعه، نعم هناك عدة كتب حول المعاهدات الجزائرية الفرنسية فقط منها ما كتبه د- جمال قنان أطال الله عمره، وقد شكر د-تابليت الأستاذ عبدي عبد الله مدير مكتبة جامعة الجزائر المركزية الذي لم يدخر جهدا في تزويد الباحث تابليت علي بكل ما توفر في المكتبة من مصادر، ولا أعرف شخصا أو باحثا مداوما باستمرار على التردد على المكتبة ويعرف كل صغيرة وكبيرة في هذه المكتبة.
تصدير د- ناصر الدين سعيدوني بكتاب العلاقات الجزائرية الأمريكية 1776-1830 للأستاذ تابليت وجاء في هذا التصدير:”من المواضيع المستجدة في التاريخ الدبلوماسي مسألة ظهور الولايات المتحدة على المسرح الدولي كدولة ناشئة وتطور علاقاتها الخارجية منذ الربع الأخير من القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر، وتوقف د- سعيدون مطولا حيث يؤكد من خلال هذا العمل التاريخي، فإن الأستاذ تابليت علي قد وفق في رسم صورة متكاملة للعلاقات الجزائرية الأمريكية من خلال التوثيق والشمول وذلك استنادا على العديد من الدراسات والكتب التي تناولت الموضوع ولا غرابة في ذلك، فالباحث د-تابليت قد قضى ربع قرن وهو يجوب العالم شرقا وغربا يجوب خلال الديار منقبا وباحثا وتوج عمله بالحصول على رسالة دكتوراه دولة في التاريخ الحديث والمعاصر وذلك باستحقاق وهو ما جعله محل تقدير أستاذه المشرف د-سعيدوني لعدة سنوات 1995-2007.
- د-تابليت يفرد مكانا خاصا للأسرى الأمريكيين والتي وصفت من جورج واشنطن بأزمة الرهائن الأمريكيين الأولى التي بدأت في 1785، بأسر سفينتين أمريكيتين قرب الساحل البرتغالي من طرف قراصنة الجزائر، ويؤكد الباحث تابليت في هذا الكتاب أن مشاكل أمريكا مع حكام بلدان المغرب لفترة تزيد عن 30 سنة من1785 إلى 1815 وكانت ندرة المصادر في الجزائر فيما يتعلق بهذا الموضوع استوجبت من الباحث قضاء 17 سنة وهو يبحث عن المراجع والوثائق وسافر إلى أمريكا على نفقته الخاصة، وقضى أياما معتكفا في مكتبة الكونغرس الأمريكي، كما تردد على مكتبات جامعات أمريكية أيضا، فقضية المصادر في الجزائر ربما في كامل الوطن العربي فهي من أعم المشاكل التي يواجهها الباحث الجزائري مما يتوجب عليه السفر إلى فرنسا، حيث المراجع متوفرة غير أن في ذلك متطلبات مادية لا تتوفر لكل طالب أو باحث، والقارئ للجزء الأول من كتاب د-تابليت علي.
العلاقات الجزائرية الأمريكية 1776-1830
يدرك جيدا كم عانى الباحث من مشاق السفر والتنقل وكم كان ذلك مكلفا ماديا عندما كانت الولايات المتحدة تطلب مودة الجزائر مقابل ثمن.
يقول مؤلف الكتاب أن الولايات المتحدة كانت تدفع للجزائر حزبية سنوية 24600 دولار إلى غاية 1812، ودفعت بما يعادل مليون دولار في سنة 1796 مقابل معاهدة سلم مع الجزائر.
وفي هذا الكتاب يطلع القارئ في الفصل الثاني من الكتاب على:
– ” البحرية الجزائرية والمصالح الأمريكية”.
– “الجزائريون والبحر”.
– “الدبلوماسية الجزائرية خلال العصر الحديث”.
– “البحرية الجزائرية عبر التاريخ”.
ومن خلال هذه المواضيع يرحل بنا الباحث في فضاء قرون من التاريخ كلها أمجاد يوم كانت الجزائر سيدة البحر المتوسط، وكانت أوروبا والولايات المتحدة تطلب ودها، وتخشى أسطولها وسطوتها وإن الكاتب استطاع في كتابين أن يجعلنا نعيش أيام مجد الجزائر، وهنا أقول لا أدعي أنني لخصت الجزئين في سطور قليلة، فعلى المهتمين بتاريخنا المعاصر قراءة الكتابين.
وأعد القراء بأن لي وقفة مطولة مع الباحث د-تابليت وقراءة في مسيرته وسيرته وأعماله التي تزيد عن 10كتب بين تأليف وترجمة، بالإضافة إلى دراسات وكتب باللغة الإنجليزية وهي كلها متوفرة في مكتبة الجامعة المركزية جامعة يوسف بن خدة بالجزائر العاصمة، وكتبه تشكل مرجعا قيما وخاصة الأجزاء الثلاثة وهي بعنوان:
1- بحوث في تاريخ الجزائر في الفترة العثمانية.
2- بحوث في تاريخ الجزائر المقاومة والثورة التحريرية.
3- بحوث في تاريخ الجزائر والمغرب العربي وهي كلها مراجع يحتاج إليها القارئ والباحث في تاريخنا الحديث والمعاصر.