بيان جمعيـة العلماء الـمسلمـــين الجزائريين
﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [سورة الأنعام، الآية: 153].
عقد المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو أعلى هيئة فيها، عقد اجتماعه في دورة عادية، يوم الخميس 07 شعبان 1443 هـ الموافق لـ 10 مارس 2022م.
وقد خصصت هذه الدورة لتناول قضايا تنظيمية كإعداد الظروف المناسبة لإنجاح اجتماع المجلس الوطني، في نهاية هذا الشهر بولاية الوادي، كما تناول المكتب في اجتماعه أهم القضايا الوطنية والدولية، وقد انتهى المكتب إلى إصدار البيان التالي:
في جو الإعداد النفسي، والديني، والاجتماعي، لصيام شهر رمضان المعظم الذي نهنئ الأمة بقدومه، ومع غلاء الأسعار، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تذكر إخواننا التجار بوجوب مراعاة حرمة هذا الشهر الفضيل، وتحثهم على المزيد من التضامن مع إخوانهم بخفض الأسعار والمساهمة في تيسير المعيشة، وإحياء مروءة الشعب الجزائري التي هي من خصائصه في كل الشدائد والأزمات.
كما تهيب الجمعية بجميع أبنائها وبناتها وكل الخيرين في هذا الوطن، للمساهمة الفعالة في جعل شهر رمضان شهرا للرحمة، والتآخي والتضامن، ومواساة المحتاجين، مذكرة الجميع بالحديث الشريف: “ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء”.
ونحمد الله ونستبشر بنعمة نزول الغيث، وظهور علامات القضاء على الوباء الخطير، الذي ذقنا منه الويلات، ونغتنم هذه الفرصة لدعوة الأمة بجميع نخبها، ومثقفيها، ودعاتها وأئمتها إلى إحياء بعث حلقات القرآن والعلم، وكل الأنشطة الدعوية التي هي العنوان المميز لأمتنا.
كما لا يسعنا، ونحن نرى طبول الحرب تقرع في أوروبا، إلا أن نندد من وحي معتقدنا وقيمنا الإسلامية بكل حرب لأنها لا تخلف إلا الدمار، والمزيد من الضحايا، ونسجل بكل ألم وحسرة، ما أظهره الغرب في تعامله مع ضحايا هذه الحرب، وكيف أنه يكيل بمكيالين.
ففي الوقت الذي يفتح فيه حدوده للنازحين الأوروبيين، ويظهر كل علامات التضامن معهم، نراه يتغاضى عن هدم أمن أمتنا، واستباحة أراضيها، ونهب خيراتها.
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من منطلق إيمانها بقضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين لتُسَجّل ما يلي:
1- الانزعاج من تواصل الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتندد بكل المهرولين أيا كان موقعهم، وتحت أية ذريعة كانت.
2- تؤكد جمعية العلماء للأمة الإسلامية حكاما وشعوبا أن أي نوع من أنواع التطبيع هو خيانة لله ولرسوله وللأمة الإسلامية قاطبة، كما أن أي تعامل مع هذا الكيان الغاصب هو الخطر على الإنسانية قاطبة.
3- تدعو كل حر شريف في هذا العالم إلى العمل على وضع أي نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأن التاريخ لا يرحم، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [ سورة الشعراء، الآية: 227].
4- تثمن كل موقف لنصرة المظلومين والقضايا العادلة في العالم عموما، ونصرة للقضية الفلسطينية على الخصوص، وفي هذا السياق، فإننا نثمن مواقف الجزائريين للقضية الفلسطينية التي اتسمت بالثبات، والصمود، والوفاء للمبادئ.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
[ سورة الحج، الآية: 40].