الأسمــــاء والألقــــاب فــي الجــزائـــر مرجعيـــــــة الأسماء في الجزائــــــــــر (تابع الحلقة الرابعة)
أ. د. محمد عيلان *
17 ــ أسماء مصدرها المزروعات والمغروسات وأدوات الفلاحة:
وهنا نجد أسماء نقلت من دلالتها على مسميات فلاحية بحتة ليتسمى بها الإنسان، وفي هذا كثير. ودواعي التسمية متباينة، وهي من الكثرة بحيث يصعب إحصاؤها، وذلك لارتباط الإنسان بالأرض منذ فجر التاريخ، والغالب فيها أن تضاف إلى كلمة: (بو) التي بمعنى صاحب، أويؤنث بعض منها لمعنى مراد؛ كالتحقير أو التعظيم أو أي معنى يراد من التسمية بها. ونقتصر هنا على بعض الأسماء على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر وهي: محراث، سكة، منجل، كفة، فاس، شطَّاب، الزريعة، القمح، الشعير، الفول، العدس، الحمص، الجلبان، البصل، الفلفل، الكوسة، الكابوية، (اليقطين)، التين، التفاح، وهنا ينسبون فيقولون تفاحي، الزيتون، التوت، الكرطوس(التين الطري الناضج) ومنه قولهم في التلاسن (كرطوس الربيع) الكَرْمُوس (التين المجفف)، النخل، العرجون، التمر، الزعتر، البسباس، الفَقُّوسْ (البطيخ الأصفر) الصفصاف، الأزهار ومنها نوار، أزهر أزهري، بوملال ( الأقحوان بالأمازيغية )..
18 ــ أسماء مصدرها الحيوان:
سكان الجزائر يتأثرون بالبيئة التي تحيط بهم ويستشعرونها في كل تصرفاتهم وأعمالهم وتقاليدهم ومناسباتهم المختلفة. والغالب في الأسماء التي مرجعيتها البيئة المحيطة أنها منقولة إلى الأشخاص تفاؤلا أو تشاؤما أو تشبيها كما ذكرنا. ولقد وجدنا التسمية بالحيوان المتوحش أو غير المتوحش، بل شملت الاثنين مثل بهيم، عَوْد بفتح العين وسكون الواو (اسم للحصان) (بقرة) ومشتقات لفظِها: بقَّار، بقُّوري، بوبقرة (القاف تنطق جيما مصرية). ومثل كلب جرو، قط، بغل، نعجة، كبش، عجل، عَجْمِي (الثور)، أرنب. ومن المتوحش: سبع، صيد (اسم من أسماء الأسد عند العامة)، شبل، شادي (اسم للقرد) ذيب، ثعلب، بوخشم (اسم للخنزير البري)، نمر.
وقد يسمى ببعض أجزاء الحيوان وأعضائه وفضلاته، والغالب في ذلك مرده أن بعضا ممن سمي بذلك قام أو وقع عليه فعل ما، كان مميزا به فأطلق عليه اسمه، كأن يكون قد أعجبه عضو ما في الذبيحة ورغب في أكله، أو انتبه إلى شيء ما دون غيره حين ذبح الذبيحة مثلا، فسماه الناس بذلك إعجابا أو سبابا أوتندرا. وقد تسري التسمية في ذريته، وتظل علما على القبيلة كلها.. ومثال ذلك بوبَعْران (المعي الغليظ) المخ، دماغ العتروس، كلوة. وقد يُسمى بأرواث البهائم ووبرها وشعرها وبعرها..
وكما تسمي العامة ببعض أجزاء جسم الحيوان وفضلاته فإنها تسمى بما هو من مستلزمات استغلاله، سواء في الركوب أو السخرة أو غيرهما، ومثال ذلك: البردعة، السرج، القَرْبُوص (السرج الافرنجي)، لَحْلاَس (وهو من بقايا الثياب المستعملة البالية، يوضع على ظهر الفرس ليفصل بين ظهر الفرس والسرج) الركاب، اللجام، الرحل، (للبعير) الشمال بكسر الشين المشددة (شبكة توضع على ثدي الناقة تمنع ولدها من الرضاعة)، الغرارة، الخيشة، الزنبيل، الخُرج..
ومنها التسمية بأسماء الطيور وهي إما:
داجنة: مثل الدجاج من قولهم بوجاجة، بو حمامة، أو القُمري (ذكر الحمام الزاجل) الطاووس والتسمية به نادرة وإنما تشيع في النساء أكثر، سردوك (ذكر الدجاج )، فروج، فلوس..
غير داجنة: مثل زرزور، غراب، زَاوُش (نوع من الطيور التي تتكاثر وتعيش في شقوق الجدران وفي سقوف البيوت)، البُـرْني بضم الباء (طائر مغرد)، بوجليدة (الخفاش)، التَّبِّيب بتشديد التاء (الهدهد)، البلبل، القُوبَع (نوع من الشحارير البرية تهاجر وتعود في الربيع) الحجل، وقد يُسمي بعض سكان الجزائر أبناءهم ببعض أعضاء وأجزاء من جسم الطيور، مثل: كنزة (معدة الطيور)، جناح، و بوجناح، بوقَمْقُوم (أبو منقار)، بوريش، رْوِيشِي ..
19 ــ أسماء مصدرها الزواحف والحشرات والقوارض:
ومنها: فار، جربوع، جرد، حنش، ثعبان، جعلان، جغلال، برغوث، بوجعران (اسم للجعلان)، وشواش، ناموس، بخوش، ذبان، نحل، وما يستخرج منه كالعسل، النمل، العقرب.
20 ــ أسماء مصدرها الحرف والمهارات ومختلف الصناعات:
تحت هذا العنوان نجد العامة يسمون الأشخاص تبعا للمهنة التي يقوم بها ويمارسها على الدوام، وتعد هذه أهم وسيلة أحيانا حين انعدام الاسم لدى شخص ما، إذ يذكرون حرفته أو مهارته أو صناعته كقولهم: السحار، البهلوان، الخياط، البرادعي أو السروجي.. ويصيغون الاسم على فَعَّال بفتح الفاء وتشديد العين المفتوحة فيقولون: سرَّاج، نحاس، حداد، ذهاب (بائع الذهب وقد يقال له صايغي) حَلْوي، (صانع الحلوى)، صواف، حوات، جَوَّاق (العازف على الناي) زمَّار، عطار، خضار، جزار.. وقد يأتون بالصيغة الدالة على اسم الفاعل ويضيفون إليها ياء النسبة فيقولون: حايكي صايغي، وإن كان من أربعة أحرف فأكثر يرد على صيغة فعالل بفتح الفاء والعين وسكون اللام، مثل: برادعي حوانتي.قْزَادْرِي.
وقد يلحقون بالكلمة حرف النسبة الموروث عن اللغة التركية وهو شائع بكثرة في الجزائر ومنطقة المغرب العربي مثل: قهواجي، زرناجي، مكواجي، حلواجي، حْمَامْجي..
21 ــ اسماء مصدرها الحركة في الأسواق الشعبية وفي الحرف والمهن الشعبينة وتصبح أعلاما يعرف بها الشباب العامل، وتتأسس نتتيجة الميل إلى الخفة، وهي متولدة عن سلوك أو حركة أو كلمة قالها أحدهم أو تحريف لاسمه الذي ينادى به،. ومنها:
سَسُّو ــ زينو ــ زرغو (الغين تنطق جيما مصرية) ــ زقزوق ــ ترَمْبا ــ قرطوجة ــ شنوا ــ الشنوي ـ ناينا ــ باباي ــ العجال نانو. الساسي من السؤال أي الذي يسأل الناس لفقره.(حُكُّو يَشْعل).
22 ــ أسماء مصدرها المأكولات وأدوات المنزل مثل:
بُرْمة (قدر)، غُنجاية (ملعقة بالأمازيغية)، طاجين (تنور) صحن، الشكوة، الزبدة، الدهان (السمن)، الحليب، الدقيق، الشخشوخة (الثريد) يقال شخشوخ فعلول بمعنى فاعل أوعلى النسبة شخشوخي أوشخاشخي، الغريف (نوع من الفطير يعد سائلا ويطهى على التنور)، الخبزة، الحلوى، الملح، وتسميه العامة الربح تفاؤلا، المغرف، الكرسي، القربة، المرق، ومنه البطلة الجزائرية في رياضة العدو بو المرقة.
23 ــ أسماء مصدرها المباني:
مثل بوعريشة (كوخ من القش)، بوقرمود، بودار، الْعَلِيْ (الطابق العلوي ويشتقون منه لَعْلاَ بفتح اللام وسكون العين)، بوعشة (بيت الشعر البسيط) بوخالفة ( نصف بيت الشعر المجزأ نصفه للرجال والجزء الثاني للنساء)، كوخ، قُرْبِي (واحد بيوت الصفيح) فيقال: بوقربي.
24 ــ أسماء مصدرها العملة والمعادن الثمينة: مثل دينار، درهم، دريْهيم، ريال، قرش، ذهب ويقال الذَّهبي، فضة، فضي، ومنه الممثل الجزائري علي فضي، ماسي فيقال ماسِّي ومؤنثه ماسَّة الفنانة الجزائرية.
25 ــ أسماء مصدرها مظاهر الطبيعة وتغيراتها:
تأثر عامة الجزائر بالبيئة تأثرا قويا وواضحا، ويمكن أن يتجلى ذلك من خلال دراسة قاموس الأسماء في هذا الميدان، فقد تأثروا بالمناخ والتضاريس والأفلاك وحركتها والنجوم وضوئها، والتربة والرياح وتقلبات الجو، وأثر الطبيعة على نفوسهم ومواشيهم، وعلى كل مما يحيط بهم من كائنات وجمادات وغيرها، كل ذلك بدا واضحا في مسمياتهم الكثيرة التي لا تحصى مثل: هلال، قمر، نجم، بدر، سهيل، الوُمَّان ( نجم مضئ في السماء يظهر بعيد الغروب) ريح ، الضحى، رعد، سحاب، مطر، برق، بحر، حَمْلَة/السيل الجارف، القَرّ؛ ضد الحر وتنطق القاف جيما مصرية، الشَّهيلي (الريح الجنوبية الحارة تهب صيفا)، الحُمَّان، الجبل، التراب، الصخر أو الحجر، المغارة،(يسمي الأمازيغ المرأة المسنة العجوز (آمغار) وفي كل هذه الأسماء وغيرها قد تأتي على سبيل النسبة أو على سبيل إضافة كلمة (بو).
26 ــ اسماء مصدرها الجهات الأصلية الأربع: مثل اليمين، الغرب، الشرق، فيقال غربي وغرباوي، وشرقي وشرقاوي، أما الشمال فإنهم يقولون عنه البحري ويسمون به فيقال: بحري وبحراوي (والبحري يطلق على الريح التي تـهب من نحو البحر حسب موقع الجزائر، ولا يقولون اليسار أو الشمال، لأن العامة تتشاءم من كلمة الشمال، ولأن القرآن الكريم أشاد بأصحاب اليمين.
27 ــ أسماء مصدرها الأعداد والأيام والشهور والفصول:
تسمي العامة بكل ما هو من اهتمامها ولها به حاجة أو هو مناسب لأجراء طقس في ذلك اليوم أو ذلك الشهر أو تلك السنة. فقد سموا برقم خمسة، وستة، وسبعة وقالوا: خماسي، وستاتي أو سْتِيتي، وسباعي رقما لا من (السبع الحيوان)، ولم أسمع غير ذلك
كما سموا بالخميس وقالوا: الخميسي أوخميس. والجمعة قالوا: الجمعي وجمعة. وسموا بالسبت فقالوا: السبتي بياء النسبة، ولم أسمع غيرها. أما الشهور فإنهم يستعيرون من الشهور العربية الأسماء التالية: رجب، شعبان، رمضان، ولم أسمع غيرها من شهور غير العرب..ما عدا الشهر الأمازيغي: فُرَارْ.
وفي الفصول استعاروا اسم الخريف والربيع والصيف فقالوا: خْرَيَّف مصغرا، وصيفي على النسبة، وصايف..
29 ــ اسماء مصدرها خصائص الجمال في الإنسان:
مثل جميل، زين، باهي، أشهل ..
أخيرا لنا عودة في مقال آخر عن أسماء النساء في الجزائر إن شاء الله.
للدراسة مصادر ومراجع.
أ . د . محمد عيلان
ailafolk@hotmail.com
كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية
جامعة باجي مختار ــ عناب