مع اليـــوم العالـمــي للمــرأة: إنجـــازات بعـــض الجزائــريات الـمعاصـــرات وبصماتهـــن
إعداد: السيدة السائحي
msaihi2007@gmail.com
في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس ارتأت صفحة: «المرأة والأسرة» أن تعرف قراءها الكرام بنماذج من النساء الجزائريات المبدعات والرائدات في الكثير من المجالات، وذلك لنعرف بهن وبفضلهن على الجزائر فمنهن من نبغت في مجال تعليم القرآن وعلومه، وأخرى في مجال الطب، وثالثة في مجال التكنولوجيا، وغيرهن في مجال الهندسة، والطيران، والتأليف…وتأتي في مقدمتهن:
حرم المؤرخ الفقيه الشيخ عبد الرحمن الجيلالي:
…لقد أشاد الفقيه والمؤرخ الشيخ عبد الرحمن الجيلالي (1908-2010)، بدور زوجته الفعال في إنجاز كتابه الموسوعي: “تاريخ الجزائر العام”، فقال: أنا مقر بفضل ربة البيت … قرينتي وشريكة حياتي ورفيقتي في السير بهذا العمل …أم غالب، من المؤازرة العظيمة فيما كانت تمدني به من تحقيقات تاريخية وبحوث نفيسه تستخلصها من مطالعتها المستمرة وقراءاتها المتتابعة لكتب الإفرنج الباحثين في تاريخ الجزائر، فكانت رحمها الله تلخصها وتترجمها إلى اللغة العربية طيلة أيام إعدادنا لهذا التأليف وجمع شتات أوله لآخره”.
السيدة راضية هلال:
وهي مقرئة الكترونية رسمية: من ولاية سطيف، مرشدة دينية بمسجد البشير الإبراهيمي ببوقاعة ولاية سطيف، حاصلة على شهادة الماستر في الفقه وأصوله بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة سنة 2016م، ختمت حفظ القرآن الكريم سنة 2008 م على يد والدها الشيخ الحسن هلال ثم زوجها الشيخ عبد النور بوزيدي.
– مجازة في القراءات العشر على يد الشيخ عبد الرحمن رمضان سالم السبع السكندري المصري، ودرست القراءات العشر أيضا على يد الشيخ أيمن صلاح أحمد محمد شبايك بجمهورية مصر العربية والإجازة في بعض الروايات على يد الشيخ أحمد إبراهيم الحلبي وآخرين.
في مسابقة الأسبوع الوطني للقرآن الكريم سنة 2020 وسنة 2021 م، وهي عضو لجنة التحكيم في مسابقات قرآنية وهي مسابقات وطنية متلفزة كمسابقة الماهر، ومسابقة مزامير داود على قناة الشروق الجزائرية سنة 2017و 2018 و2019 و2020و 2021م.
– عضو لجنة التحكيم في المسابقات القرآنية الولائية والجهوية منذ 2009م.
– عضو هيئة الإقراء بولاية سطيف المشاركة في إعداد وتأطير الملتقى الوطني حول الأسرة برعاية وزارة الشؤون الدينية الطبعة الأولى والثانية سنة 2015 و2016م.
السيدة حسينة موري:
وهي عالمة جزائرية تشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية وهي أستاذة في الجيولوجيا بجامعة جوهانسبورغ، متحصلة على شهادة مهندس دولة في الجيولوجيا من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر العاصمة، وتابعت دراساتها العليا في جامعة هلسنكي في فنلندا.
تحوز السيدة موري على الجنسية الجنوب إفريقية إلى جانب الجزائرية، وقد تم تعيينها مؤخرا، عضوا في مجلس البرنامج الدولي للعلوم الجيولوجية لمنظمة اليونسكو، وهي أيضا عضو في المجلس الاستشاري لمجلة علمية جامعية هامة بجنوب إفريقيا.
عن فوزها تقول موري: “أتمنى أن يكون ما حققته من إنجازات مثالا للباحثات في الدول العربية والإفريقية على حد سواء، وأنا أدعوهن لأن يفرضن أنفسهن وأن لا يشعرن بالحرج في دخول سباقات الترشح لأعلى المناصب طالما أنهن يتمتعن بقدرات علمية تؤهلهن لبلوغ ذلك”.
حكيمة عبد الصمد:
هي الملازم طيار المتقاعد، وهي أول امرأة طيار حربي في الجزائر بعد استقلال الجزائر وهي لا تتعدى العشرين سنة. ولدت حكيمة بباتنة عام 1958 بمدينة باتنة من عائلة معروفة بالمدينة وتابعت تعليمها بمدرسة المحطة، ثم تعليمها المتوسط بإكمالية طريق بسكرة “السيوجي” قبل أن تنتقل للدراسة ببسكرة المجاورة.
لم تبطئ الفتاة الطموحة أن تركت عاصمة الأوراس، لتلتحق بمدرسة طفراوي للطيران العسكري بولاية وهران رفقة كوكبة من النساء الجزائريات تم انتقاؤهن للعمل العسكري، غير أنها كانت الوحيدة التي أصرت على التحليق فتلقت عدة تكوينات تقنية ومحاكاتية بدءا بطائرة التدريب تي 34، ثم المرور بطائرتي الميغ 17 و18 لتصل بعد سنوات قصيرة لذروة التخصص في الطائرة المقاتلة ميغ 21 التي اتقنت التحكم فيها من خلال تلقن المناورات الخطيرة مثل الحركات التشقلبية الهوائية والدوران بالجسم الطائر تبعا للمهام القتالية، ولبراعتها صارت مقاتلة ضمن سرب طيران عسكري في اعتراف ببلوغها قمة التحكم الآلي والعملياتي.
دنيا بوحيرد:
وهي العالمة السيدة دنيا بوحيرد الجزائرية الأصل والمتواجدة في الخارج، دنيا من مواليد الجزائر العاصمة، درست في ثانوية توفيق بوعتورة بالأبيار وبعمر الـ 17 سنة، وكانت ضمن أربعين شخصية شبابية جزائرية من النوابغ اختارتهم الدولة الجزائرية للدراسة ببريطانيا،
ومهندسة في العلوم الإلكترونية منذ سنة 2010 Electronics engineer ومتحصلة على دكتوراه في communications من جامعة Bristol
– اليوم هي تشتغل في مسارع cern التابع لـ المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية والتي تعتبر من أضخم المختبرات في العالم والمتخصصة في فيزياء الجسيمات والتي تم اكتشاف عدة جسيمات تحت الذرية كالبوزونات وإنشاء أول ذرات هيدروجين مضادة وذلك عبر تسريع الذرات لسرعات قريبة من سرعة الضوء. circuit boards بالمخبر وأحد الأمور المثيرة في سيرتها أنها توقفت عن العمل لمدة سنتين بسبب ظروف عائلية، لتعود بعدها للميدان وبكل قوة.
آسيا بلحـــــــــــــــاج:
نأتي إلى عالم التأليف مع السيدة آسيا بلحاج وكتاب ما وراء الحجاب …
السيدة آسيا بلحاج هي مؤلفة كتاب: “ما وراء الحجاب” الذي تسرد فيه تجربتها في المهجر وتقدم فيه حلولا لكيفية التعامل مع المجتمع في ديار الغربة التي تحمل في طياتها الكثير، بدءا من تحديات اللغة والتأقلم مع المجتمع الغربي والإنصهار فيه، ناهيك عن التمييز العنصري الذي يطبع بعض المجتمعات المنغلقة على نفسها بنظرتهم الدونية للمغترب الوافد إلى وطنهم، ما يؤثر على هذا الأخير سلبا من الناحية النفسية على وجه الخصوص، السيدة آسيا بلحاج شابة جزائرية تنحدر من ولاية بجاية طارت بها الأقدار إلى الدولة الإيطالية حيث قضت أزيد من عقد هناك مع عائلتها الصغيرة، عانت وتعرضت لمختلف أنواع المضايقات خاصة فيما يتعلق بمسألة الحجاب والإسلام، قاومت بكل صمود لتغير ذهنيات المجتمع الإيطالي الذي تعيش في وسطه مخاطبة أفراده بكتابها الذي طبعته تحت عنوان (ما وراء الحجاب) باللغتين العربية والإيطالية، وفي مجمل محاوره يقدم نصائح وتجارب وحلول كانت نتاج تجربة طويلة للجزائرية آسيا بلحاج في المهجر ….
الشابة الجزائرية ساعد سماح:
سنة ثانية ماستر تخصص الاتصالات السلكية واللاسلكية تدرس بجامعة جوهرة الغرب الجزائري تلمسان تكسر كل عقبات التحدي وحواجز الخوف من الخسارة وتظفر برأس قائمة المتاسبقين في المجال الابتكاري بقطر.
شرفت الطالبة سماح ساعد الجامعة الجزائرية رافعة العلم الوطني عاليا بالمسابقة الدولية للابتكار العربي الأكاديمي بقطر تحت عنوان Arab Innovation Academy وقد ترأست فريقها المكون من خمسة أفراد ومن عدة جنسيات، هي مسابقة دولية في مجال الإبتكار المبني على الذكاء التكنولوجي والتي ضمت 25 فريقا من مختلف أنحاء العالم في مدة 10 أيام متتالية، وتمحور التسابق حول المقاولاتية، لتتمكن في الأخير الطالبة سماح ساعد مع فريق عملها من الحصول على المرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق بالتنسيق مع كبرى الشركات العالمية في مجال المعلوماتية Google,Dell,Amazon ، وقد حمل المشروع اسم سلامتك Salamtak* وهو عبارة عن نظام أوتوماتيكي خوارزمي يتم تثبيته بالمستشفيات ليسمح للأطباء بمراقبة ومتابعة مرضاهم المصابين بداء السكري وعلاجهم عن بعد معتمدين في ذلك على نظام ذكي والمسمى *سلامتك Salamtak * وفي وقت متزامن وبطريقة تواصلية مباشرة تجمع المريض بطبيبه وبخصائص تقنية حديثة ومتطورة، هو ابتكار متميز من شأنه تخفيف العناء عن المرضى وتسهيل عملية التواصل والمتابعة الطبية بين الطبيب والمصاب بعيدا عن حواجز الزمان والمكان.
هذه بعض المساهمات العلمية للمرأة الجزائرية الفاضلة والتي لم تبرز وتتميز في مجتمعها المحلّي بل فرضت نفسها على أعلى هيئات علمية في البلاد الأوروبية، وهذا يدل دلالة واضحة على أنّ المرأة الجزائرية، عندما يهيؤ لها المجتمع المحلي التعليم المناسب، والرعاية اللازمة، والتشجيع المحفز فإنها ند غيرها من نساء العالم وتتفوق عليهن، ويمكن لها أن تنافسهن في أيّ مجال علمي كان، وفي هذه الحقيقة تقودنا إلى دعوة أولي الأمر إعطاء التعليم كل العناية والاهتمام، لكون الرافعة الأساس لبناء جزائر الغد بسواعد أبنائها وبناتها تلك الجزائر التي تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع، وتركب ممّا تنتج وتبدع، جزائر لا تنقل مرضاها للخارج للتدّاوي، هي التي تتولى علاجهم، ومدافعة الأمراض عنهم، وذلك بما يحرزه أبناؤها النوابغ من تقدم في العلوم الطبية، وبما يبتكره أبناؤها من علاجات وأدوية، بفعل تقدم علم الصيدلة وصناعة الأدوية، جزائر تهفو إليها كلّ القلوب، وتهوي إليها من كلّ الدروب، جزائر الحضارة والعلم والدين والأخلاق، وما ذلك على الله بعزيز.