شعبة بسكرة الولائية – يوم تكويني لمربيات مدارس ونوادي جمعية العلماء
متابعة: أبو محمد أنيس/
نظمت الشعبة الولائية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببسكرة يوم السبت 19 فيفري 2022 بمقر متقاعدي عمال التربية أشغال الندوة التكوينية التربوية لمربيات مدارس ونوادي الجمعية وقد حضرتها أكثر من 80 من المربيات قَدِمن من مختلف شعب الجمعية (زريبة الوادي- ليشانة – عين زعطوط – بسكرة – جمورة – طولقة – سيدي عقبة – بوشقرون).بالإضافة إلى مشاركة أعضاء من الشعبة الولائية .
الدكتور عبد الرؤوف دبابش – رئيس الشعبة الولائية – وفي كلمته التوجيهية شكر في البداية المؤطرين لهذه الندوة التكوينية التي سيستفيد من معلوماتها الجميع، نظرا لخبرة المؤطرين في الميدان التربوي وتجاربهم مع الأطفال.
وتفاءل خيرا بالحضور القوي للمشرفات على مدارس ونوادي الجمعية التي اعتبرها بشائر إيجابية للانطلاقة الجديدة في الأنشطة العلمية التي توقفت منذ سنتين بسبب انتشار جائحة كورونا، وأضاف أن المسؤولية المنوطة بالمربيات حاليا كبيرة، فهن يحملن رسالة جمعية العلماء التي تأسست على مبادىء التربية والتعليم لنشر الخير بين طبقات الشعب.. وخاطبهن بقوله : إنكن الوجه الحقيقي الناصع للعمل الميداني التربوي لجمعية العلماء، وهي فخورة بكن، لأن الثمار التي سيتم جنيها بعد سنوات ستعود بالفائدة على كل أبناء الوطن.. مذكرا بأن مثل هذه اللقاءات الدورية الهدف منها هو إضفاء الصفة العلمية، وترسيخ فكرة العمل المؤسساتي، والانتشار الأفقي، داعيا المربيات إلى تكثيف الجهود من أجل استقطاب فئات أخرى من المجتمع، والانخراط في الشعب المشكلة خدمة للمصلحة العامة دون نسيان توجيه شكره للمشرفين على النادي الذي احتضن هذه الفعالية التربوية.
الأستاذ عادل يونس- رئيس لجنة التربية بالمكتب الولائي – شكر المربيات على تلبية الدعوة الكريمة، مشيرا أنه سيقوم رفقة أعضاء اللجنة بزيارات ميدانية تفقدية للنوادي والمدارس بهدف الاطلاع على الوضعية الحقيقية للتسيير التربوي، وأن الندوة القادمة سيتم التحضير لها مسبقا حتى تنعقد في بداية السنة الدراسية المقبلة قبل استقبال الأطفال، مع توفير وتوزيع الوثائق البداغوجية اللازمة.
ثم فتح المجال للمداخلات، حيث قدم الأستاذ محمد الصالح حثروبي – نائب رئيس الشعبة الولائية والمفتش في التربية الوطنية – محاضرة تحت عنوان (منهاج التربية التحضيرية الموحد: ملاحظات توجيهات بيداغوجية) ركز فيها على مضمون المنهاج الذي وضعته لجنة التربية والأسرة بجمعية العلماء للعمل على تطبيقه في كل المدارس والنوادي التابعة إليها، متوقفا عند الأهداف المسطرة للعملية التكوينية التي تهدف إلى تغيير التصورات والممارسات، مع تصحيح بعض المفاهيم الشائعة في الوسط التربوي، مشيرا إلى أن هدف النوادي هو تبليغ التربية التحضيرية في مجالها الحساس والمتميز من طرف مربيات أطفال التربية التحضيرية لأن مهمتهن ليس تقديم مواد وحصص كما تقدم في المدارس العمومية، بل أنشطة تفاعلية وتعليمات في إطار عملية ممنهجة مسبقا.
كما عرج على تعريف مفهوم التربية التحضيرية حسب ما ورد في القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 08/04 المؤرخ في 13 جانفي 2008 في مادته رقم 38، وكذا أهداف التربية التحضيرية طبقا للمادة 39 منه، موازنا بينهما وبين ما جاء في منهاج التربية التحضيرية المعد من طرف جمعية العلماء.
المحاضرة الثانية قدمها الدكتور علي بجاوي – أستاذ محاضر بجامعة محمد خيضر ببسكرة ورئيس لجنة الإغاثة بجمعية العلماء ومدرب معتمد في مهارات التفوق الدراسي- وكانت تحت عنوان (مهارات التعامل مع الأطفال قبل التمدرس) ركز فيها على تجربة الدكتور الياباني ماسارو إيموتو المتعلقة بالقدرة الايجابية والتشجيع على تغيير الأشياء المادية، حيث وضع الأرز في ثلاثة أكواب زجاجية وأضاف إليها الماء بنفس المقدار، وكان يتعامل معها عن طريق الحديث اليومي بطرق مختلفة. وبعد شهر لاحظ أن الأرز في الكوب الأول الذي كان يقول له شكرا مع الإطراء تشكل بطريقة جيدة وقدم رائحة زكية، وفي الكوب الثاني الذي كان يقول له أنت أحمق فقد تحول إلى اللون الأسود القاتم، بينما الكوب الثالث الذي أهمله تماما وكأنه غير موجود فقد تعفن، فإذا كان هذا مصير حبيبات الأرز التي لا تحمل مشاعر وأحاسيس، فما بالك بالإنسان السوي، فالواجب الاهتمام بالطفل، والعناية والتعامل معه بطريقة ذكية تؤدي إلى تفجر طاقاته الإبداعية .
مستخلصا أن مهنة المربية حساس جدا لأنها تبني الأجيال، ودورها هو تشكيل شخصية الطفل، خاصة قبل سنوات التمدرس التي تعد أخطر سنوات البرمجة، فالقيم التي يكتسبها الطفل تقدر بحوالي 90 بالمائة وبعد دخوله إلى المدرسة تنخفض إلى 30 بالمائة، بسبب أن الاشكالية المطروحة هي عدم تطبيق المنهاج المقدم في الدراسة واحترامه، فالمربية بديلة للأم في الأسرة وفي التربية والتعليم، باعتبارها قناة اتصال هامة بين الروضة والمدرسة في المجال النفسي والتربوي، متأسفا من ظاهرة بعض النوادي الخاصة التي تحولت مهمتها الأساسية إلى دكاكين تجارية لحراسة الأطفال فقط، خاصة مع انتشار الثقافة الزاحفة من الغرب، والتي لا تتماشى مع مقومات حضارتنا الإسلامية، خاصة الوافدة من كوريا الجنوبية، وتوقف مطولا عند سلوكات المربية المتسلطة والمربية المتساهلة التي تنفر الأطفال، داعيا إلى البحث عن البديل النافع المتمثل في المربية الإيجابية التي تراعي نفسية الطفل بهدف بناء علاقة تربوية إيجابية متبادلة بينهما على أساس الثقة وتصحيح السلوكات السلبية، مع تعزيز كل سلوك إيجابي وتثمينه، آخذا بعين الاعتبار خصائص نمو الطفل الجسمانية والعقلية والانفعالية.