غير مصنف

حضارة اليوم وتهديد مستقبل الإنسان/ منصف بوزفور

لا ندري إن كانت حضارة اليوم، لها من أسباب تهديد مستقبل الإنسان ما يرجّح قول “فوكوياما” من أنّ العقلانية سوف تدجّن إبادة البشر، أم أنّ الحياة المبتذلة التي تعتمد على المتع الحسّية وأحطّ الأهواء التي تعتمدها الرأسمالية الليبرالية لدى الدول الصناعية الكبرى سواء في الدّعاية والترويج للسّلع، أو في ابتداع سلع لسوق ناجح ولكنّه غير نافع، أو الترويج عن طريق الثقافة والإعلام بوسائلها الكبرى لتحرير الإنسان من تقاليده وقيمه التي تتنافى عادة مع الأثرة والأهواء السّاقطة، ولاشك أنّ إعادة بناء الإنسان هو إسراف آخر في انتحال نماذج حياة جديدة تتلاءم مع السّوق ومع العمل ومع البيع والشراء.

وكان “فوكوياما” يدرك أنّ التّاريخ العالمي هو ببساطة أداة فكرية، فهو لا يمكن أن يحلّ محلّ الإله “المسيح” في تقديم نفسه فداء لكلّ فرد من ضحايا التاريخ.

وكان يقول “بنهاية التاريخ” فأوغل بذلك في الاعتداء على الإنسان سيد التاريخ، فهو الذي أقام الدول وشيّد الحضارات، وقيمّ القيم وأسّس المؤسسات، وأراد “فوكوياما” أن يقول: إن هذا الشخص الذي وصفه “كاريل” بالمجهول، ووصفه “عادل العوّا” بالمعلوم لا يعني شيئا، فالتاريخ بالنسبة إليه تحرّكه الأمم، وكأنّ رعيل مثل هذه الأمم ليست مكوّنة من أشخاص.

وهناك من يصف الغرب والحضارة الغربية بأنّها بلغت القمّة، وأن على بقية الشعوب والحضارات أن تستنسخ نموذجها الإنساني والحضاري من الحضارة الغربية ومن الإنسان الغربي.

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com