شعاع

الـدّليل المفهرس لأفكـار مالك بن نــبي نموذج يُحـتذى

يكتبه: حسن خليفة/

هذا الكتاب واحد من الإصدارات الجديدة لدار الوطن اليوم للنشر والتوزيع (العلمة ـ سطيف) وهو من تأليف الأستاذ سليـمان طيار.
يقع الكتاب في 128 صفحة من القطع الصغير، وفيه أكثر من 480 من أفكار المهندس فيلسـوف الحضارة الأستاذ مالك بن نَبـي، قسّمها المؤلف إلى سبعة فصول منها: الحضارة، التاريخ الإسلامي، طريق الحضارة، مستقبل الحضارة، رسالة المسلم …
الكتاب صيغة جديدة مبتكرة في مجال التأليف والتدوين والكتابة، تتقصّد جمع وتبويب وترتيب «الأفكار» في شكـل دليل مبسّط يقود القاريء إلى معرفة «الأهم « من تلك الأفكار، وهي صيغة إيجابية ومفيدة سبق أن أشرنا إلى اعتمادها بشكل منتظم من الدكتور(عبد الكريم بكار).
عمد الأستاذ طيار في هذا الكتاب إلى جمع أهم الأفكار(في تقديره) ورصدها وتوثيقها (الصفحة والمرجع المأخوذ منها القول/الفكرة)، وسجلها في شكل صيغة (جملة) قد تطول وقد تقصر.. مؤكدا أن هذه الطريقة تســمح بمعرفة أفكار مالك بن نبيّ بشيء من التفصيل، مما يقود القاريء ـ بعد ذلك ـ إلى التبحـر في قراءة فكره.
ويرى المؤلف أنه «حان الوقت للالتفات إلى ما تركه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله، وخاصة في المرحلة الراهنة، وذلك بإعداد برامج خاصة لدراسة فكره، بل وجعله مرجعا يكون المنطلق لتحديد أمراضنا ووصف العلاج، لإعادة الحياة إلى جسم هذا الشعب (يعني الجزائري)، حتى يؤدي المهمة التاريخية الموكلة إليه …»(ص 13 من الكتاب).
كما يشير إلى أن هذا الكتاب «بمثابة قاموس فكري، يستحسن أن يكون قارئه متحصلا على كتب ومراجع الأستاذ مالك بن نبي؛ لأن الجزء الغالب من الأفكار والآراء الواردة في الدليل يصعب استيعابها دون الرجوع إلى الشرح والتحليل..»(ص18).
ومن جميل ما أورده الدكتور نذير طيار (شقيق المؤلف) عن قصة هذا الكتاب (ص 8) أن العائلة (طيار) كلها تكاد تشتغل بفكر مالك بن نبي المؤلف وابنه وشقيقه؛ حيث ذكر أنه (نذير) عني بفكر بن نبي منذ المرحلة الجامعية «والتهم كتبه التهاما»، وقام بإعداد ملف سنوي عنه في الصحف التي اشتغل فيها (على مدار سنوات) كالعقيدة، والنور، والهلال، وغيرها، وقد ألف كتابا بعنوان: «من سقوط أم الحواضر إلى سقوط الحضارات» سيصدر قريبا بحول الله.
ولأعطاء إشارات عن «فهرس الأفكار» نورد ما يلي للإيضاح:
1ـ إن ثورة ما لن تستطيع تغيير الإنسان إن لم تكـن لها قاعدة أخلاقية. (بين الرشاد والتيه ص17).
2ـ نرى أن الميدان الاجتماعي هو الذي يجـبُ أن تتـأكد فيه خسارة الاستعمار».(بين الرشاد والتيه ص 103).
3ـ يقضي الطريق الوحيد للاستقلال الحقيقي ببتر كل «علاقات التبعية» مهما كان نوعها، وتقبّل سائر الصعوبات التي تواجه الإنسان عندما يرشُد ويتحمـل كامـل المسؤولية. (بين الرشاد والتيه ص 140).
4ـ إذا أردتَ أن تُصلح أمر الدولة فاصلح نفسك».
5ـ «إن البطون إذا امتلأتْ لا تُغــني النفوس ولا تشبِعُها».
6ـ لكأنما أراد الله عز وجـلّ تعطيل وتأجيل دور المسلم في هذا القرن حتى تنتهي كلُ تجارب الآخرين بالفشل (دور المسلم في الثلث الأخير ص 36).
7ـ إذا تحرّك الإنسان (الفرد) تحرك المجتمع والتاريخ، وإذا سكنَ، سكَنَ المجتمع (تأملات 125).
وعلى هذا النحو يمضي المؤلف في تسجيل وبسط أفكار مالك بن نبي موثّقة .
وبطبيعة الحال يحتاج القاريء إلى الوقوف عند كل فكرة: فهما وتحليلا واستنتاجا، ثم وضعها في السياق الفكري والتاريخي لاستنباط وتوليـد ما يمكن مـنْ أفكار جديدة تخدم الفكرة الأصلية.
وإذا كان لا بد من كلمة فإنني أدعو إلى الاشتغال على «فهرسة» الأفكار؛ لأنه واحد من سبل التشجيع على القراءة والإحاطة والاستيعاب والهضم، لكل ما له صلة بالفكر والثقافة والأدب.
وحيث إن الأمر يتصل بهذا اللـون المميز من الكتابة والتدوين فإن الحاجة إلى تعلّم مهارات: التلخيص، التبويب، الفهرسة، التصنيف، كتابة رؤوس الأقلام، رؤوس الموضوعات، الملاحظات الضرورية (المتولّدة) عن المقروء (نصّا كان أو كتابا )، وهو ما أرجو أن تهتم الجمعية بتدريب أعضائها عليه، من الشباب خاصة، ذكورا وإناثا.
****
ودعنا نختــم بالإشارة إلى أمثلة حيّة من فوائد كتاب للدكتور عبد الحليم بكار عنوانه: «طفــل يقرأ»…وهذه الفوائد في شكل فهرس مبوّب ثمين لأهم الأفكار الواردة في الكتاب:
1- حرمان الأطفال من رؤية قدوة في محيطهم يشكل نوعا من اليتم المعنوي.
2- المتعلم الذي لا يقرأ ليس أفضل حالا من الذي لا يعرف القراءة.
3- قراءة الكتب الجيدة هي مثل مجالسة أشرف الناس من عصور مضت.
4- الطفل الرضيع بحاجة إلى ثلاثة أشياء: الحليب وحنان الأم والحكاية.
5- (العلم روح تنفخ لا مسائل تنسخ).
6- أثبتت الدراسات أن معظم المبدعين كانوا في صغرهم قرّاء ممتازين.
7- لا يكون البلد متحضرا إذا كان لا ينفق على شراء الكتب أكثر مما ينفقه على ارتياد المطاعم.
8- من بركات القراءة أن من يقرأ كثيرا تساوره الرغبة في أن يكتب.
9- الكتاب حين يكون فوق الرف يشبه بالميت وتدب فيه الحياة حين تمتد إليه يد القارئ.
10- أفضل الكتب هي تلك التي تستحث القارئ على إتمامها.
11- أفضل العلم معرفة العبد بربه عز وجل.
12- غرفة بلا كتب مثل جسد بلا روح.
13- إن لم تشغل الأطفال بشيء نافع شغلوك بمشكلاتهم… وهي تزيد عن الـ200 فكرة .
واللـه المستعان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com