مساهمات

مشروع ثقافي في معهد العالم العربي بباريس يساهم فيه باحثون جزائريون

باريس/سعدي بزيان/

ظهر مؤخرا في باريس مشروع معرفي طموح تبنته ونفذته مؤسستان ثقافيتان كبيرتان هما “جائزة الملك فيصل بالرياض”، و”معهد العالم العربي في باريس” ممثلا في كرسي المعهد، وقد جاء في تعريف هذا المشروع ما يلي:”يهدف هذا المشروع إلى التعريف بـ 100 عالم وباحث من العرب والفرنسيين ساهموا في تقديم إحدى الثقافتين للأخرى وقد تم اختيار 60 شخصية عربية و40 شخصية فرنسية، وقد تم ذلك بناء على مجهود بذلته لجنة علمية مشتركة، وكان لبعض الأساتذة الجامعيين الجزائريين نصيبهم في هذا المشروع الثقافي فكان منهم الصديق الطيب ولد العروسي المكلف بمهمة في المعهد والذي أسندت إليه مهمة التنسيق بين اللجان العلمية العاملة في هذا الحفل، كما وقع الاختيار على الدكتور إبراهيم صحراوي لإعداد كتاب عن المستشرق الفرنسي الراحل دانيال ريغ الذي سبق للدكتور صحراوي أن ترجم له كتاب “رجل الاستشراق” وظهرت هذه الترجمة سنة 2000 والدكتور إبراهيم صحراوي أستاذ جامعي في التعليم العالي كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية بجامعة الجزائر.
حصل على جائزة عويدات لأفضل كتاب إبداعي عربي لسنة 2000 عن كتابه “تحليل الخطاب الأدبي” وجائزة بن خلدون سنغور للترجمة في العلوم الاجتماعية لسنة 2016.
دانيال ريغ وآراؤه كما وردت في كتابه homo orintaliste الذي صدر ضمن “إسلام غرب” بناء على إطلاعي على كتاب دانيال ريغ التمس فيه الكثير من الموضوعية وتقديره للعربية، وقد وضع فيها قاموسا جديدا بعنوان “السبيل” ولفهم دانيال ريغ ينبغي قراءة كتابه: homo orintaliste والذي ترجمه د.إبراهيم صحراوي بعنوان: “رجل الاستشراق” وإبراهيم صحراوي وهو يترجم لهذا المستشرق له رأيه الشخصي في معنى “الاستشراق” والذي عبر عنه بقوله: ” الاستشراق نشاط فكري نشأ في الغرب أي في أوروبا واتخذ الشرق مادة وموضوعا له، ولم ينشأ هذا التخصص صدفة، كما أنه لم يكن ترفا فكريا زائدا، فوراء فكرة الاستشراق تكمن مصالح وأهداف استراتيجية، وللعلم فإن الجمعية الدولية للمستشرقين ولدت سنة 1873، وأقيم مؤتمرها الأخير في باريس 1973، أي بعد مرور قرن من هذا التاريخ، وقد أعلن في سنة 1973 عن نهاية وموت مصطلح الاستشراق واستبدل باسم آخر، وكان جاك بيرك (1910-1995) المستشرق الفرنسي لا يرتاح إلى مصطلح مستشرق، وخاصة بعد أن تعرض الاستشراق والمستشرقين لنقد كبير من طرف كل من أنور عبد الملك، وإدوارد سعيد، والدكتور إبراهيم صحراوي في ترجمة لكتاب دانيال ريغ “رجل الاستشراق” لم يكتف بالترجمة طالما رافق الترجمة بالتعاليق لتعريف القارئ بآراء ومواقف د ريغ. وقد رأيناه وهو في الفصل الأول يقدم لنا تعريفا أكاديميا لهذه الشخصية التي قال عنها مستشرق ومستعرب فرنسي معاصر مجاز في اللغة العربية التي عشقتها وتعلم أصولها في المغرب، يحمل دكتوراه في الأدب وأخرى في الاسلاميات. أشرف على رسائل وأطروحات كثيرة، وهو إلى جانب ذلك مفكر لغوي بامتياز، وبما أنه قام بتدريس اللغة العربية فترة طويلة اقترح عدة طرق لتعلمها وتعليمها، قدم للنسخة الفرنسية لرواية العجوز، للأديب الفلسطيني أفنان القاسم والتي صدرت على دار لارماتان وانطلاقا من خبرته وتجاربه في تدريس اللغة العربية في فرنسا كلغة أجنبية صمم كتابا مدرسيا تعليميا من 3 أجزاء الأول “العربية”، والثاني “أتكلم العربية” كما أصدر معجم السبيل وهو معجم عربي فرنسي- فرنسي عربي. ويقول د إبراهيم صحراوي أن معجم “السبيل” أهم آثار دانيال سنة 1983، وها نحن نودع إبراهيم صحراوي وكتابه عن دانيال ريغ الذي صدر ضمن مشروع 100 كتاب وكاتب لنرحل مع كتاب “ألفونس إتيان ديني” لمؤلفه د الطيب بودربالة دكتور دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة السوربون الجديدة الثالثة باريس، ويشغل حاليا منصب أستاذ الأدب المقارن والترجمة بجامعة باتنة منذ 1982، ومدير مخبر المتخيل للأدب والحضارة وعضو مؤسس للعديد من المجلات العلمية الدولية أشرف على ما يزيد عن 50 رسالة جامعية لشهادة دكتوراه باللغتين العربية والفرنسية. وقد وقع عليه الاختيار لإعداد كتاب عن المستشرق الفرنسي المسلم إيتيان ديني دفين مدينة بوسعادة التي عاش فيها واستهواه العيش فيها ومع سكانها وهو في الأصل من عائلة كاثوليكية وحسب قراءتي لكتب المستشرقين ولعل كتاب صديقنا لمجد ناصر عن ديني يدعم ما كتبه د. بودربالة عن هذا المستشرق المسلم.
ولا ننسى مساهمة د. مصطفى شريف الذي ساهم بكتاب حول المستشرق الفرنسي جاك بيرك 1995-1910 والكتاب تمت ترجمته إلى العربية، وحسب قراءتي للكثير من المقابلات والكتب التي ألفها بيرك أو ألفت عنه، والمقابلة المطولة التي أجريتها معه والمحاضرة التي قدمتها شخصيا حول حياته، ومسيرته العلمية في مكتبه في فرندة التي تحمل اسمه والتي أهداها إلى هذه المدينة التي ولد فيها، وتعلم أبجدية اللغة العربية فيها، وبكل صراحة لم أجد في كتاب د. مصطفى شريف عن بيرك ما أضيفه إلى معلوماتي عن هذا المستشرق، وأعدت نشر هذا الحوار في كتاب بعنوان “أحاديث ممتعة” سلسلة كتاب الشعب الذي صدر في مطلع الثمانينات من القرن الماضي في الجزائر عن مطبعة جريدة الشعب، وقد أرسلت له نسخة من جريدة الشعب التي صدر فيها الحوار وأثنى علي وأشاد بالمقابلة وأبلغني بذلك عبر صديقه الراحل المهدي بوعبد اللي منذ عشرات السنين والمهدي بوعبد الله من أشهر الباحثين الجزائريين منذ عشرات السنين كتب مخطوطات نادرة ولا نعرف مصيرها بعد وفاته رحمه الله وجعل الجنة مثواه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com