الذكرى الثالثة للحراك
أ د. عمار طالبي/
مرت سنون ثلاثة على الحراك الشعبي الجزائري الذي مثل ثورة شعبية عارمة واستطاع أن يصمد، ويثبت، فإرادة الشعب من إرادة الله، لأن الله لا يحب الفساد ولا يريده.
والمسلم بطبيعة ثقافته الإسلامية لا يرضى بالذل، ولا بالظلم، وقد نص القرآن على أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فلله العزة جميعا.
وما شرع الجهاد إلا لرد العدوان والمظالم، فلا عدوان إلا على الظالمين، واستطاع هذا الحراك الثائر أن يطيح بالعهدة الخامسة، وأن يزيل عرش من عزم على هذه العهدة من الشياطين الذين يزينون له سوء عمله، ممن أحاط به، واستفاد من العهدات السابقة، بنهب الأموال، والتجارة بالمخدرات، والغش في بناء الطرقات شرقا وغربا.
وبعضهم شاركت أسرته كلها في الحصول على ما أخذوه من الأملاك في عدد من الولايات وهو في منصب الأمن الوطني الذي عهد إليه لحراسة الوطن وأهله، إنها لجريمة لوّث بها نفسه وأسرته ومنصبه.
إن هذا الزمان زمن الشعوب في تحقيق إرادتها، والزحف على الفساد وأهله وعلى الاستبداد، والانقلابات التي ما تزال تحدث في إفريقيا.
والثورة على الدول التي تنهب أموال الشعوب بمساعدة حكامها، فهذا ذَهَبُ «مالي» ما يزال ينهب، وتستغله الشركات الأوروبية، وغير الذهب أيضا من المعادن لصناعة النّووي والأسلحة الفتاكة، وهذه الصهاينة أخذت تتسرب إلى إفريقيا، للنهب، واللعب السياسي الماكر في غفلة من شعوبها.
وإذا كانت بعض الشعوب في غفلة من أمرها، فإنها الآن أخذت تعي مصيرها، وتتحرك لاستقلاله.
إن السودان اليوم يعاني، وحراك شعبه لا يتوقف لزلزلة الانقلاب العسكري الذي طبع مع دولة الصهاينة دون خجل، ولعله في آخر عهدة من عهده، وهذا الشعب السوري يعاني ما يعاني، وهذه قواعد تؤسس في أرض الشام، وهذا الشعب العراقي الذي تفتت إلى طوائف متصارعة، لم تستطع أن تبني دولتها، ولا أن تقيم أمر اقتصادها، فهي بلد غني وأهله فقراء، خرّب أمرها الأمريكان، وأذهب دولتهم، وما يزال جاثما بجيشه في أرض العراق، وأخذ يقوم بمناورات عسكرية وأدخل الصهاينة في عقر دار الخليج بأسلحتهم، وأجهزة التجسس على العرب والمسلمين في هذه الأرض الشريفة، والشعب الأبي.
فهنيئا للجزائر بحراكها، وثورتها الثانية.