الدكتور علي مراد “1930-2017” سيرة ومسيرة أكثر من نصف قرن من العطاء –وخدمة اللغة العربية- والثقافة الإسلامية/باريس/إعداد سعدي بزيان
لا نكاد نعرف عن المرحوم د-علي مراد سوى أطروحته حول الإصلاح في الجزائر –وابن باديس مفسر القرآن قراءة دراسته في موسوعة الإفريقيين Les Africains
وتأليفه عن باديس بعنوان:
Benbadis ou la fondation du mouvement orthodoxe en Algerie.
Par Ali merad professeur a’ l’université Jean Moulin, Lion3
وهي من أهم الدراسات التي كتبت عن بن باديس باللغة الفرنسية على ما أعلم –والله أعلم- وعشية وفاته حصلت على السيرة الذاتية له سلمها لي الزميل الصادق سلام الذي اتصل بعائلته في ليون وحصل منها على هذه السيرة وهي باللغة الفرنسية بطبيعة الحال، والصادق سلام هو باحث جزائري وأستاذ الفكر الإسلامي المعاصر في معهد الغزالي التابع لمسجد باريس. مات الدكتور علي مراد رحمه الله في ليون وصلوا عليه في مسجد ليون الكبير ولست أدري هل دفن حيث مات أو نقل إلى مسقط رأسه الأغواط، ويخطئ كثير من الذين كتبوا أنه ثالث ثلاثة من أساتذة الفكر الإسلامي هم محمد أركون ومالك شبل رحمهم الله جميعا وفي رأي مع احترامي الجميع أن علي مراد أكثرهما أصالة –وإنتاجا- مع أنه همش إعلاميا بشكل غريب ومريب، فالمرحوم محمد أركون اختير ضمن لجنة العلمانية التي أصدرت قرارا يمنع الحجاب في مارس 2004 كما أن بلدية باريس الخامسة بالقرب من مسجد باريس أطلقت عليه اسم المكتبة فأسمتها مكتبة محمد أركون، كما أن الإعلام الفرنسي حول المرحوم مالك شبل إلى مرجعية علمية للإسلام التنويري في حين اختفى اسم علي مراد من الإعلام الفرنسي نهائيا بحيث أصبحت من حين لآخر أسأل عنه هل لا يزال حيا، أم مات دون أن نسمع عن وفاته، رحم الله الجميع.
أريد أن أذكر القراء وخاصة الذين كتبوا عن مالك شبل بأنه ترجم القرآن وحقا “ترجم القرآن” على طريقته وقد أطلعني المرحوم بوعمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر على نسخة من ترجمة مالك شبل يطلب التزكية فقال لي: “إن الترجمة لا تستحق التزكية وغير جديرة بها”.
– ولد المرحوم د-علي مراد 1930، وفي 21اكتوبر بمدينة الأغواط.
– درس في كلية الآداب بجماعة الجزائر ومنها حصل على شهادة في اللغة سنة 1954، ثم التحق بجماعة السوربون التي نال منها شهادة التبرير في سنة 1956 ثم شهادة الدكتوراه في الآداب 1968.
-وكان أول باحث جزائري يعد أطروحة عن الحركة الإصلاحية لجمعية العلماء وهي بعنوان:
Le Réformisme musulman en Algerie de 1925-1940 à Paris
وصدرت هذه الأطروحة في باريس 1967، وكتاب آخر عن بن باديس بعنوان:
Ibenbadis commentateur du Coran Paris ED. Guthner 1971
وله دراسة قيمة في موسوعة: Les Africains
في أكثر من 20 صفحة ومصحوبة بالصور والمراجع وغير معروفة حتى عند الباحثين في الجزائر ويا حبذا لو ترجمت إلى العربية وهي من أهم الدراسات التي كتبها علي مراد رحمه الله.
وفيها إشادة بابن باديس في جمعية العلماء، ويعتبر د-علي مراد مرجعا بالنسبة للفرنكوفونيين فيما يتعلق بابن باديس والفكر الإصلاحي لجمعية العلماء وأدبياتها وأطروحاتها، كما أن للدكتور علي مراد كتاب: “الإسلام المعاصر” وقد ظهرت ترجمته بالعربية في القاهرة وفي الجزائر لم تترجم له سوى أطروحته، فقد أصدرتها “دار الحكمة في طبعتين بالفرنسية وفي ترجمة عربية وقد ذكرت سابقا بأن هناك شابا جزائريا وهو صديقي د- نجيب عاشور ربما ثاني شخصية جزائرية تعد أطروحة على جمعية العلماء وتقدم بها في جامعة السوربون وركز على جمعية العلماء وروادها في الشرق الجزائري وقد استفاد من شخصيات درست على بن باديس أو قامت بالتدريس في معهد بن باديس.
رحلة في مسيرة وسيرة المرحوم د-علي مراد
كان أول نشاط تعليمي للأستاذ علي مراد أنه عين أستاذ اللغة والأدب في الثانوية الفرنسية الإسلامية
Lycée Franco Musulman à benAknoun Alger 1956-57-1957-1958
كما عين أستاذا مساعدا في اللغة العربية في جامعة الجزائر 1960-1961 وأستاذا مكلفا بالتعليم في جامعة ليون خلال سنوات 1962-1963-1968-1969 ثم انتقل إلى باريس ليعين أستاذا لتدريس اللغة العربية والأدب العربي “شهادة ليسانس” فشهادة التبريز خلال سنوات 1987-1988-1989 كما كلف بطلبة شهادة التبريز وشهادة DEA جامعة باريس السوربون.
ومن المناصب التي شغلها والكتب التي أصدرها:
عضو اللجنة الوطنية للفرنسيين المسلمين 1973-1981
أشرف على عدة رسائل جامعية في باريس وليون
ومن كتبه: شارل دوفوكو في نظر الإسلام 1978
وهو باللغة الفرنسية وترجمة على مقلد وصدر عن المنشورات العربية في بيروت بمقدمة للأب ميشال لولونغ وقد قرأت الكتاب عندما وزع في الجزائر فامتعضت حقا مما ورد في هذا الكتاب من طرف رجل مسلم سلخ جل عمره في دراسة وتدريس الإسلام- ولكنني بعد أن اطلعت على العديد من أعماله قلت إن الحسنات يذهبن السيئات ولعل كتابه نور على نور
Lumière sur lumière pages de l’Islam
شارك د-علي مراد في الموسوعة الإسلامية بدارستين حول الإصلاح، وابن باديس والإبراهيمي نموذجا وقام بتقريض عدة كتب لعد شخصيات منها كتاب ميشال لولونغ وهو بعنوان: rencontre’ J’ai والأب ميشال لولنغ قسيس عاش في تونس وحصل على شهادة ليسانس في الأدب العربي وقد سبق لي أن قدمته لقراء البصائر واطلع على ما كتبته عنه عن طريق الأستاذ العربي كشاط كما كتب مقدمة لكتاب روجي غارودي Islam habit notre avenir L الإسلام يسكن مستقبلنا وقد شارك علي مراد في عدة ملتقيات للفكر الإسلامي في الجزائر منها ملتقيات الجزائر العاصمة 1984 بجاية جويلية 1985 سطيف سبتمبر 1986 قدم قراءة لعدة أعمال منها:
تقديم قراءة لمجلة أرابيكا وقراءة وملاحظات بيبلوغرافية في مجلة الدراسات الإسلامية كما كتب عدة مقالات في جريدة لوموند كما كتب مقدمة لطبعة القرآن في لغتين فرنسية وعربية.
شارك في طاولة مستديرة نشرت في مجلات: لونوفيل أوبسيرفاتور فرنسا والبلدان العربية .
كما شارك في اللقاء الثالث الإسلامي المسيحي
Actes de la IIIeme rencontre Islamo-chrétienne de Tunis 24-29 ma 1982 sur le thème droits de l’homme Tunis-publication du c.Ers 1985.p.243-260
الحالة الراهنة للعالم الإسلامي مقاربة إحصائية
Al-thaqafa. Alger N°95 sept-Oct1986 P.55-68.
والإسلام في العاصفة
L’Islam dans la tempête
ونشر المقال في مجلة فرنسا والبلدان العربية
France pays arabes Paris N°de Janvier1980-p.20-23
وهذا غيض من فيض من نشاط المرحوم د.علي مراد الذي اتسمت حياته بالحيوية والنشاط.
الدكتور علي مراد قطب الرحا في جريدة الشباب المسلم التي صدر عددها الأول في 06 جوان 1952، وقد تحدث الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في مذكرته بعنوان: “مذكرات جزائري-الجزء الأول: أحلام ومحن 1932-1965 منشورات دار القصبة للنشر-2006-الجزائر” فقد تحدث على مكانة علي مراد في جريدة الشاب المسلم وقال: “حاولت أن أشكل فريقا صلبا ومثابرا، ووافق صديقي عطاء الله سوفاري الذي كان يشتغل في إدارة البصائر بالعربية لسان حال جمعية العلماء على إدارة الجريدة الجديدة، المطبعة، الاشتراكات، التوزيع –بريد القراء..إلخ- أما علي مراد الذي كان طالبا بكلية الآداب بجامعة الجزائر فسيكون قطب الرحى في هيئة التحرير وكانت المهام موزعة بشكل جيدا، فكان علي مراد مسؤولا عن ركن: “في ضوء القرآن والحديث” ويديره بمهارة” وفي الختام هذه جوانب مختصرة من سيرة المرحوم علي مراد التي تحتاج إلى أكثر من مقال وأكثر من دراسة ولعل القادرين على التمام يقومون بذلك