مساهمات

احتقار العمل أو الإصرار على الانتحار

سمير خلف الله/

يقول البعض بأننا نحتقر العمل، لكوننا نعاني من أزمة نموذج وقيم حادة جعلت الكل يلهث وراء الربح السريع، حتى أن مناصب العمل أصبحت تمنح لمن يتعمد إفساده، أو لمن يستطيع أن يدفع ثمنا مقابل الحصول على وظيفة، بغض النظر عن مؤهلاته، أو مدى أهليته لتبوء ذلك المنصب، ولذلك فإنتاجية ومردودية العامل في العالم المتخلف، والجزائر جزء منه منخفضة جدا مقارنة بإنتاجية العامل في الدول المتقدمة، علما بأن الأخيرة (الإنتاجية) وكما يعرفها البعض، هي مقياس كفاءة العامل. كفاءة مغيبة في الدول المتخلفة لصالح ممارسات غير قانونية، ولذلك فإنتاجية العامل في هذه الدول هناك من يراها لا تتجاوز 05 ٪ من إنتاجية نظيره في العالم المتقدم، وهذه النتيجة غير مستغربة فالفرق كبير بين عامل تفرض عليه حكومته أخذ إجازة وبين عامل لا يشتغل في اليوم أكثر من 30 دقيقة، ويتباهى ويفتخر بهذا الانجاز العظيم، ويعتبره فطنة وكياسة وحصافة، وهذايتأتي من أزمة القيم التي تعرفها بلادنا، فهي تحتقر العمل وتحط من قيمته وتزدري العامل، وتغافلنا على أن التقدم مرهون بالاستثمار في العنصر البشري، وبإنتاجية العامل ومردوديته، وكيف يكون هذا ونحن قد تناسينا بأن العمل من حيث القيمة هو عبادة وفريضة دينية؛ كالصلاة والصوم والحج، وأن طوق نجاتنا في ترسيخ هذا المفهوم، بحيث يصبح عقيدة نعانقه، ونُترجمه على أرض الواقع . فما بالنا لو أن العمل يصبح إلى جانب ما سبق ذكره واجبا والتزاما وطنيا، كما هو الحال في اليابان. ومتى وصلنا إلى هذه المرحلة، فإننا حتما سنسابق الدول الأكثر تقدما .

ويتوازى هذا مع ضرورة تثمين العمل، بأن تكون في أوطاننا عدالة في توزيع الثروة، ونتجنب حدوث الظلم في توزيع الأجور . وما سبق ذكره يتأتى إن نحن ربينا أبناءنا على الانضباط، وتحري الأمانة في العمل، والقرآن الكريم ينبهنا إلى ضرورة انتهاج هذا المسلك . يقول تعالى:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين}[القصص 26] ، ذلك أن القوي الأمين، هو وحده أساس العمران على عكس الخائن، الذي سيخربه ويكون سببا في فشله وعقمه. ولهذا فإنه يتوجب علينا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا نركنه على الرف والهامش، فنهدر طاقاته في اللاشيء، فلا هو ينمي مهاراته، ولا نحن أعطيناه فرصة، حتى يستفيد منه وطنه وشعبه، وإنما تركناه فريسة سهلة يدمره رئيس عمله غير الكفء . هذا الذي يري فيه عقبة ولذلك فإنه يتوجب عليه تحطيمه حتى يبقى في المنصب الذي حازه بغير وجه حق .

لا ننسى هنا معضلتنا الكبرى، والمتمثلة في معاداتنا للكفاءات، ذلك أننا نخاف على امتيازاتنا، وخاصة من أولئك الذين تبوؤوا المناصب بغير وجه حق

وهذه خيانة كبرى للوطن والأمة، فالخيانة لا تعني بالضرورة التجسس وبيع أسرار الدولة لأعدائها، وإنما إسناد المسؤوليات والوظائف إلى غير أهلها، فنحرم بهذه الجريمة الدولة من فرصة الإقلاع في مختلف مناحي الحياة، فنقدم بذلك خدمة لا تقدر بثمن للأعداء المتربصين، وإن نحن لم نسلك هذا المسلك المدمر، فإننا نعمل على تعطيل الطاقات الحية في المجتمع بإحالتها على البطالة، ونحرمها بالقوة من العمل، فنعبد بهذا المسلك طريق الانحراف في وجهها، فيعتنق الشباب الأفكار الهدامة وما أكثرها، ونهدر طاقاتها، كما أهدرنا ما جادت به الطبيعة علينا من خيرات لم نحسن استغلالها أو الاستثمار فيها .
كما أنه يتوجب علينا، إن كنا نريد بالفعل الخروج من دائرة التخلف التي نحن سجناء فيها، أن نعانق ثقافة اتقان العمل مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : ” إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ” . وهذا لا يعنى أن يُؤدي العمل، كما يؤديه الياباني والألماني، وإن كان هذا هو المأمول والمطلوب، وإنما الاتقان درجات لاختلاف شروط العمل وظروفه، من مجتمع إلى آخر.
وفي كل مرة نسعى لإتقان عملنا أكثر بتثمين الإيجابيات، والتخلص من السلبيات إلى أن نبلغ حد الكمال، أو نقترب منه . وهذا لا يتأتى بالخيانة في العمل، وإنما بإتقانه والإخلاص والتفاني في تأديته.
إن الاتقان في العمل جعل الغزاة الأسبان، والصليبيين عموما يعتبرون العمال الأندلسيين المهرة غنيمة حرب، بعد سيطرتهم على المدن الأندلسية، أو يشترطون الحصول عليهم في معاهدات تسليم المدن والقلاع . معاهدات اشترطت بنودها الحصول على اليد العاملة الماهرة حتى أنه ظهر مثل بين الأسبان مفاده أنهم غنموا الذهب والمورو (الأندلسي) “prometer el oro y el moro”. ذلك أن الأندلسي (المورو) في تلك الفترة عرف بإتقانه للعمل، وأن كل ما تجود به يداه، يكون تحفة ذات جودة وقيمة عالية، ولذلك فقد قالوا بأن من يمتلك موريسكيا، فإنه يمتلك كنزا “el que tiene un moro tiene un tesoro”. حتى أن نبلاء إسبانيا قد وقفوا ضد قرارات التاج الأسباني متى هو همَّ بطرد الموريسكيين، لأنهم يدركون بأن الخراب سيعم ممتلكاتهم إن هم فقدوا اليد العاملة الأندلسية، وهذا ما حدث بالفعل، فبعد عملية الطرد الشهيرة في العام 1609 انحدرت إسبانيا بسرعة صوب عالم التخلف، ولم تنفعها أكداس الذهب المنهوبة من العالم الجديد وتحولت إلى دولة زراعية فقيرة بعد أن كانت تتقدم بقية أرجاء أوروبا بحوالي الأربعة قرون، علما بأن تقدمها كان بفضل أبناء الأمة الأندلسية بناة المستحيل، وبفضل حبهم وإتقانهم للعمل، والإخلاص أثناء إنجازه.
وهذه هي الثقافة التي يجب أن نبشر بها لكي تصبح دستورا أخلاقيا نحتكم إليه عند مباشرتنا أو مزاولتنا لأعمالنا، ولذلك ها هو شاعر الأندلس الأكبر لوركا، يخبرنا بأنه بعد سقوط الأندلس وطرد الموريسكيين قد عمّ الخراب في إسبانيا، وعبارته معلومة للجميع، وما من داع لتكرارها هنا . إسبانيا التي كانت قبل قرون قليلة تسمى الأندلس أعجوبة الدنيا بما شيده أبناؤها من صروح تتحدى الزمن. وتكفي المقارنة البسيطة بين مسجد قرطبة الجامع وبين كتدرائية نوتردام بباريس لنرى الفرق، ففيه تجلت مهارة المهندس والعامل الأندلسي . ولم تشفع زيارة مهندسي هذه الكتدرائية، ليقفوا على سر بناء تلك الأعجوبة الهندسية ويسيروا على خطاه . وتكرر نفس الأمر مع قصر شارلكان بغرناطة، هذا الذي بناه ليحجب به قصر الحمراء، فجاء كومة من الحجارة المكدسة، وبقيت حمراء بني نصر رمزا وعنوانا للفخامة والأناقة لغرناطة ولكل إسبانيا.
فما الذي يحول دون بناء وتشييد صروح تماثل تلك التي كانت في الأندلس. فنحن أحفاد هؤلاء العمالقة، بالدم أو بالثقافة إن لم تكن ثقافة ازدراء واحتقار العمل، هي من تشل حركتنا، وتجهض روح المبادرة بداخلنا وتخنقها، ولئن استطعنا الانعتاق ممّا نعانقه من منظومة قيم بالية وقاتلة ومميتة، تحرض على الكسل والفشل، فلن نستطيع الخروج أو الانعتاق مما نعانيه من تخلف وانحطاط.
إننا اليوم محتاجون أكثر من أي وقت مضى لاستحضار منظومة قيم تحرض على العمل، ولنا في مقدسنا خير معين على هذا الأمر، ذلك أن الآيات القرآنية الكريمات، والأحاديث النبوية الشريفة، لتحرضنا على النهوض، وأن لا نرضى إلا بحيازة الريادة، وأن نكون في مقدمة الأمم، وأن نحوز أسرار الاتقان والإبداع في كل المجالات، وفي كل حرفة ومهنة وفن، كيف لا وهو من يحرضنا على العمل وعلى السعي، والضرب في الأرض. وكفانا هنا قوله تعالى: {وَقُلِ ٱعمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَٱلمُؤمِنُونَ}[التوبة 105]. أو قوله صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده».
لقد كنا سادة العالم عندما كان العمل مقدسا حتى أن الإسبان إذا ما أرادوا التعبير عن جودة ما بحوزتهم، أو التعبير عن مدى إعجابهم بمتانة هذا العمل المتقن أو ذاك يقولون بأنه (trabajo arabe )، كأن نقول اليوم صنع في ألمانيا أو اليابان، كناية عن الفخامة والجودة العالية.
ولن نتحدث هنا عن فضل العربي والمسلم على حضارة العالم ككل فضلا عن أوروبا، ذلك أن الدراسات العلمية الرصينة، قد قتلت هذا الموضوع بحثا. ويكفينا هنا وللتدليل كتاب زيجريد هونكة المذكور أعلاه. هذا الذي يخبرنا بأن الأوروبيين تحدثوا لغتنا، ورقصوا رقصاتنا، وغنوا أغانينا، وأكلوا طعامنا وارتدوا ملابسنا. باختصار لقد كانوا يتمثلون العرب، وخاصة الأندلسيين في كل شيء . ذلك أن كل منتج عربي في تلك الفترة، قد كان مدعاة للفخر وعنوانا للفخامة والأناقة والتحضر.
وقبلهم وقع الإسبان والبرتغاليون في سحر، ما شيده من اتخذوهم أعداء أبديين.
لقد كانت أنوار الحضارة الأندلسية ساحرة، فلم يجد هؤلاء الغزاة بدا من تلمس طريقهم على هديها، وجعلها نبراسا أثناء سيرهم. حتى أن بعضهم كان يلوم بني قومه، فبيوتهم ودور عبادتهم كلها مبنية على الطراز الأندلسي، أو قام بتشييدها المدجنون والموريسكيون. أمّا إمبراطور إسبانيا شارلكان، فقد قضى أول شهر من زواجه في قصر الحمراء . لا لشيء سوى لكونه هو وزوجته، إيزابيلا البرتغالية قد افتتنا بسحر المكان.
لقد بدأت مأساتنا منذ أن بلينا بداء الاستعمار الفرنسي البغيض، وكانت سنة 1830 أول محطات نكبتنا. فها هو شيخ المؤرخين الجزائريين المرحوم أبو القاسم سعد الله يخبرنا بأن مدينة الجزائر قبل الغزو الفرنسي قد كانت عروس مدائن حوض البحر المتوسط، ولكن الغزاة الجهلة ممن يطلق عليهم بدو باريس. وبسبب فساد أخلاقهم وطباعهم، قد أثروا بشكل سيء في الجزائريين . ثم قاموا بمصادرة أراضيهم، وهدموا وخربوا وأغلقوا المدارس . فرموا بهم بين أنياب الجهل والبطالة، ثم بعد ذلك ادعوا بأنهم أناس كسالى لا يحبون العمل . ونحن من جهتنا لم نكن نستطع إثبات العكس، لأننا بتلك الأيام كنا أمة مغلوبة على أمرها، وكنتيجة مباشرة لمَا قذفنا فيه المحتل الغاصب، أخذت طباعنا تسوء تدريجيا . وصدق ابن خلدون عندما قال بأن: «الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها، وكلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة، لا يهمه سوى اللقمة والغريزة». وهذا هو الحال الذي أصبح عليه بعض أبناء المستعمرات والجزائر جزء منها بعد أن تسلط عليها ليل سواد الاستعمار. والأسوأ من كل هذا، هو أننا لا زلنا وإلى اليوم لا نرى في الدولة سوى مجرد غنيمة لنا ولأولادنا ولقبيلتنا بعيدا عن أية ثقافة تقدس العمل، ولماذا نعمل يقول البعض، ما دمنا قادرين على أن ننهب . ولماذا نشتغل يقول البعض الآخر ما دامت كل خيرات الدولة غنيمة أو ستكون كذلك لزمرة من الفاسدين، تماما كما كان الحال أثناء الحقبة الاستعمارية. وفي ظل هذا المناخ لم يعد الأفراد يشتغلون، ولماذا يشتغلون طالما أن هناك من سيأتي ويسرق وينهب، ما أنتجوه ويبدده هو وحاشيته في اللاشيء. هنا أو هناك في جزر البليار، أو المالديف والكراييب.

يتوجب علينا، إن كنا نريد بالفعل الخروج من دائرة التخلف التي نحن سجناء فيها، أن نعانق ثقافة اتقان العمل مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : « إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ»

ولهذا فما من داع لكي يتساءل البعض عن سبب حصد غيرنا للنجاح بأمسه ويومه وغده. إلا نحن فحصادنا الفشل، وما من شيء سواه. إن معضلتنا الكبرى لهي أننا لازلنا نقدس الجهوية، وندور في فلك العشيرة والدشرة . ولا صوت يعلو على صوت الأنانية القاتلة، حتى وإن ادعينا العكس. وكل عمل أو مبادرة نقدم عليه أو عليها، لا همَّ لنا من ورائهما سوى المنافع التي سنجنيها والمقابل الذي سنحصله، لتتضخم أرصدتنا المادية والمعنوية، على حساب أبناء الشعب المطحون، بنوائبنا وما أكثرها. أمّا تلك الخطابات الرنانة عن الوطن والوطنية لدى بعضنا، فهي أخت لخطابات بائعي صكوك الغفران من قبل رجال الكنيسة الفاسدين ممن يسعون جاهدين لكي لا تخرج الخراف من الحظيرة. ففي ذلك تهديد لرأس مالهم المادي والمعنوي، فربما يخسرون حراسة وسدانة الهيكل وخيراته التي يجب أن تبقى لهم وحدهم، فيأكلون الدنيا باسم الدين. واليوم بدّل بعض خلفائهم ممن يمتهنون السياسة والاقتصاد لغتهم وزيهم، ولم يعودوا يتحدثون باسم مملكة السماء، وإنما باسم الوطن والوطنية، وهي تجارة تماثل في خطورتها المتاجرة بالدين والمقدسات.
إن بؤس منظومة قيمنا، الخاصة بالعمل، لا يتحملها ما سبق ذكره لوحده، وإنما الدولة هي الأخرى قد علمت شعبها الكسل، وغرست في أفراده روح الاتكالية . مما أدى إلى اختفاء قداسة العمل، حيث أن كل فرد قد أصبح مقتنعا، بأنه من حقه أن يبقى ممددا في فراشه . أو يتسكع بين جنبات حيه، ويفنى عمره على كراسي المقاهي، على أن يعمل، لأنه يرى في العمل اليدوي، سبّة تحط من قدره وقيمته، ومهنة لا تليق به.
يحدث هذا لأننا لم نركز على زرع القيم، ذلك أن الدول المستقلة حديثا، لم تكن لها القدرة على وضع خطط لبناء الإنسان والاستثمار فيه لعجز العقل المُكَوِن بتعبير لالاند، عن معرفة أو إدراك الطريق، الذي يُوصل إلى ما وصلت إليه دول العالم المتقدم، لكونه لم يكن عقلا أصيلا ككانط، ولا هو عقل قادر على التفاعل مع ما هو موجود، وتجاوزه صوب الأفضل . كما هو الحال مع أعلام عصر النهضة والأنوار في الغرب الأوروبي الحديث، فكانت النتيجة تخلفا وانحطاطا، وبؤسا، ران على مختلف مناحي الحياة.
كما لا ننسى هنا معضلتنا الكبرى، والمتمثلة في معاداتنا للكفاءات، ذلك أننا نخاف على امتيازاتنا، وخاصة من أولئك الذين تبوؤوا المناصب بغير وجه حق . فما الحل؟ إنه يكمن في إحاطة الواحد منهم نفسه بالفاشلين والوصوليين، والانتهازيين والمنافقين . ممن عدّتهم ليست كفاءتهم، وإنما التزلف والشيتة والتسلق وحبك المكائد . ومشكلة النقمة على الكفاءات، وعدائها المرضي لا نعاني منها نحن فقط وإنما الغرب هو الآخر يعاني منها، ولكن في أوطاننا هذا الداء هو المتقلد والمتصدر للمشهد . أما عندهم فالقوانين الرادعة، تفتح باب الفرص المتساوية أمام الجميع . فتلجم وتقيد هذا الوباء ( معاداة الكفاءات وتقزيمها ومناصبتها العداء)، وتقطع عليه طريق التغول . أمّا عندنا فالمجتمع هو من يهيأ له الظروف ويرعاه ويتعهده، حتى يصبح سرطانا مدمرا للمجتمع .
ولا مخرج لنا من هذه المعضلة سوى أن نقتدي بالغرب . هذا الذي استطاع أن ينتج عقولا هي الأخرى قادرة على إنتاج أنساق فكرية تستطيع أن تتفاعل مع ما يستجد من تحديات، وتواجهها بإيجابية . أمّا عندنا فيتم قبر أي عقل قادر على تشريح واقعنا، ورسم خارطة طريق تخرجنا من دائرة التخلف، أو يضع يده على الجرح فيداويه ويستأصل الورم الذي يحول دون تحقيقنا للإقلاع الحضاري . نعم إننا ندمر عن سبق إصرار وترصد لكل عقل مبدع وخلاق لصالح منظومة من القيم البالية والمفلسة، ذلك أننا نخاف من التغيير ولا ننتج سوى الجهل والعقم والتخلف . وهذا الأمر ليس مهمة فرد فهو يتجاوز قدراته، وإنما هو مهمة المجتمع والدولة، لأن كلا منهما مسؤول عن إنتاج التخلف والتقدم والثروة والفقر .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com