كلمة حق

وأخيرا تفطنت منظمة العفو الدولية إلى شر الصهاينة

أ د. عمار طالبي/

 

طالما خدع الصهاينة العالم بأنهم مهدَّدون ومعتدى عليهم، وأنهم هم الوحيدون الديمقراطيون في المنطقة، وها هو اليوم ينكشف بعض أكاذيبهم، ويتحقق الناس من خداعهم وتضليلهم، فيأتي تقرير موثق يكشف عنصريتهم ومظالمهم الرهيبة للفلسطينيين، من قتل أطفالهم، واعتقالهم، ونهب أراضيهم، وهدم ديارهم، وقطع أشجارهم، وحصارهم لغزة هذا الأمد الطويل.
ولكن هل من محاكمة؟ وهل من عقاب؟
إن الكاذب لا يخفى كذبه وإن طال الزمان، ولا يبقى في خفاء وأمان إلى الأبد.
ثم إن الصهاينة تسربوا إلى البحر الأحمر في مناورات عسكرية مكشوفة بأسلحتها وجيشها، هذا البحر الاستراتيجي لأهله يباح، ويظن بعض أهله أن هذا العدو يحميه، ويسلحه، ويدفع عنه الشر، وهو الشرير الأكبر المتوحش، ألا يؤخذ الدرس من فضيحة 1967 والقضاء على الطيران المصري في لحظات؟ ألا يؤخذ الدرس قبل ذلك من العدوان الثلاثي على مصر؟ ألا يؤخذ الدرس من حروبها على غزة العزلى، وسكانها الأبرياء، وتخريب مدينتهم على أهلها؟
إن العالم كله اليوم يأخذ درسا مرّا من شرورها، فشرّ الشرور هذه الأجهزة الجاسوسية التي يصنعها هؤلاء الصهاينة في مصانعهم، ويتجسسون بها على العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، حليفتهم التي تنصرهم، وتتحالف معهم في الشر الذي ينالها ويكشف أسرارها.
وتغري الصهاينة الطغاة والمستبدين ببيع هذه الأجهزة ليسيطروا على شعوبهم بالقهر والتضييق، وكتم أنفاسهم، وتدمير كل حر وكشف خاصياته، وهو في عقر داره.
وها أن الصهاينة يهددون إيران كل يوم، ويقومون بجهد جهيد من أجل تخريب مفاوضات فيينا، وإخفاق الوصول إلى تسوية النووي، تنادي كل يوم بالتهديد والوعيد، تريد أن تفرض إرادتها على الولايات المتحدة حليفها، وأن تبقى وحدها تملك الأسلحة النووية في هذه المنطقة.
ألا أيها العرب استيقظوا ولا تنخدعوا، فهل كان لليهود عهد وميثاق؟ إنهم كلما عاهدوا عهدا نقضوه، نقضوا عهد الله لموسى، ونقضوا عهد نبينا، ولم ينفكوا عنه إلى يومنا هذا.
وهل مصر اليوم وغدا بمأمن من نشر الصهاينة الذين يتربصون بها ومن تسربهم إلى إثيوبيا والقرن الإفريقي، بل إلى إفريقيا، والتسرب إلى المنظمات الدولية، وإلى مراكز الاقتصاد والإعلام باللوبيات النشيطة والإغراء بالمال.
إن الشعوب العربية والإسلامية ليست في غفلة من أمرها ولا مغفّلة، إنها لبالمرصاد، وأن تسرب هؤلاء الصهاينة إلى عقر دارهم، وبحرهم، وأموالهم له ما لا يخفى من العواقب، وما كان للعرب أن تغيب عقولهم لهذا الحد.
لعل قمة العرب المرتقبة في الجزائر تشخّص هذا الداء، وتخرج بمنجاة في وحدتها والاعتماد على أنفسها، والحفاظ على استقلالها من كل تبعية ظاهرة أو خفية.
ولعل الفصائل الفلسطينية تتوحد، وتتراجع عن تفرقها، وتشتيت جهودها، ولقد أعلن وزير الشؤون الخارجية الجزائري السيد رمطان لعمامرة أن السعي لوحدتها قد انطلق.
ونحن ندعو له وللعرب جميعا بالتوفيق والنجاح في هذه القمة التي لاشك أنها صعبة ولكن تجربة الجزائر وعدم تورطها في الهرولة، وعدم تفريطها أبدا في قضية فلسطين يمكن لها أن توفق في جهودها بالنجاح.
ذلك ما نرجوه، وندعو الله في تحقيقه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com