مساهمات
نشــــاط الشيخ التبسّي والشيخ الغسيري في الثــــورة الجزائريـة من خلال تقارير المخابرات الاستعمارية الفرنسية
أ: فرحاني طارق عزيز*/
كشف الأستاذ أحمد بوذراع اللثام عن العديد من الوثائق التي تحصل عليها من الأرشيف الفرنسي المهمة والتي أصدرتها مصالح المخابرات الاستعمارية الفرنسية إبان الثورة التحريرية الجزائرية، وقد كشفت فيها اللثام عن معلومات تتعلق بنشاط كل من الشيخ العلامة الشهيد العربي جدري المدعو العربي التبسّي والشيخ الغسيري رحمهما الله، والمجهودات المبذولة من طرفهما في سبيل تقديم الدعم للثورة الجزائرية، ومساعدة المجاهدين الذين كانوا في أمس الحاجة لهذا الدعم لأجل المضي بالكفاح المسلح إلى الأمام، وتحقيق النصر واسترجاع السيادة الجزائرية وطرد الاستعمار الفرنسي من هذه الأرض الطاهرة.
1/ دعم الشيخ العلامة العربي التبسّي للثورة التحريرية الجزائرية
في إطار متابعة مختلف النشاطات التي يقوم بها الشيخ العربي التبسّي في سبيل تقديم الدعم لصالح الثورة التحريرية الجزائرية، قام رئيس دائرة تبسة في يوم 28 ماي 1956م بإصدار مذكرة استعلامات سرية تم كتابة محتواها بعد الحصول على معلومات أدلى بها أحد الجواسيس الموثوق جدا في صحة الأخبار التي يجمعها، وجهت هذه المذكرة لمركز الاتصال والاستغلال للدائرة رقم: 812/ س، ويتحدث موضوعها عن “تواطؤ” جبهة التحرير في تونس وهي مخصصة لنشاط العلماء.
وتشير هذه المذكرة إلى أن الشيخ العربي التبسي موجود دائما في الجزائر وهو يقوم بنشاطات مكثفة وبشكل متزايد لصالح جبهة التحرير الوطني، وبأنه يناور بصفة خاصة في أوساط حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائر والعلماء حتى تكون مساهمتهم أكثر فاعلية وتأثيرا في تحطيم المواقف الفرنسية في إفريقيا الشمالية، وإن الشيخ العربي التبسي متأثر للغاية لأنه لم يستطع الحصول على جواز سفر، للتنقل إلى مصر، حيث كان يريد الالتحاق بفرحات عباس وتوفيق المدني، وبأنه يقترح الانتقال إلى القاهرة تحت ذريعة السفر لأداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة، وإنه يعمل حاليا على تحفيز وتعبئة الأوساط التونسية التي تساهم في مساعدة الثوار الجزائريين، ولقد قام بإرسال كل من: المحامي آيت حسن أكلي، وهو محام جزائري شاب وروابحية سي إبراهيم أصله من أولاد عبودة، دوار الدكان وهو معلم سابق في مدرسة العلماء وهو معروف في تبسة، تمت ترقيته مؤخرا كمفتش لمدرسة العلماء في قسنطينة إلى تونس، حيث إلتحق آيت حسن وروابحية إبراهيم بكل من سلطاني عيسى وبولكرم إبراهيم المتواجدان في تونس، ويقيم روابحية إبراهيم في حلق الواد، 103 الشارع الكبير، في شقة وفرها له أحد التونسيين صهر الباشاغا مشري لمدينة المريج.
وقد وضعت المخابرات الاستعمارية الفرنسية على عاتقها مراقبة مختلف الأنشطة التي كان يقوم بها الشيخ العلامة العربي التبسّي، حيث كانت تعتمد على عملاء كانوا مكلفين بمهمة جمع المعلومات عنه وعن تحركاته، وتحتوي مذكرة استعلامات هامة تحمل الطابع السري وقيمة موثوقا فيها لدى السلطات الاستعمارية الفرنسية، معلومات عن نشاطات الشيخ الشهيد العربي التبسي رحمه الله صادرة يوم 31 جويلية 1956م عن مصلحة الاتصالات والاستغلال للدائرة “CLEA” موقعة ومختومة من طرف جورج هيرتز رئيس دائرة تبسة، وكانت هذه المصلحة مكلفة بالتجسس ومراقبة الجزائريين، وبجمع المعلومات عن تحركات المناضلين والوطنيين عن طريق تجنيد العملاء والمخبرين، وقد أعدت بناءً على معلومات قدمها أحد الجواسيس الذين يشتغلون لفائدة السلطات الاستعمارية الفرنسية.
وخصص موضوع هذه الوثيقة للعلماء، وقد تم إعدادها بناء على مذكرتي الاستعلامات م 1010 المؤرخة في 16 جوان 1956م، وتشير إلى أن الشيخ العربي التبسّي المتواجد خلال تلك الفترة في مدينة الجزائر يساهم مساهمة كبيرة في تزويد خزينة جبهة التحرير الوطني بالمال، عن طريق جمعه من التجار وأصحاب المصانع المسلمين، مثل السيد طيار، وطامزالي بالخصوص، كما أنه يطلب مساعدات بعض التجار (اليهود)، منهم التاجر هنري سرور، وهو أحد أصحاب العلامات التجارية الكبيرة.
ويكشف الجاسوس الذي أوصل هذه المعلومات بأن الشيخ التبسّي اشترى شاحنة من نوع هوتشكيس حمولة 2 طن و500 كلغ، تحمل رقم التسجيل: “665EX 91″، ورقم بطاقتها الرمادية 87 – 4 الصادرة بتاريخ 19 جوان 1956م، في شهر ماي، وسجلها باسم إبنه: جدري لمين الذي يشتغل في شركة طيار، ويقوم بنقل الماشية من منطقة تبسة إتجاه مدينة الجزائر، وكلف رويقي رابح المولود في سنة 1916م بدوار تروبية ببلدية تبسة المختلطة بسياقة هذه الشاحنة.
في إطار متابعة مختلف النشاطات التي يقوم بها الشيخ العربي التبسّي في سبيل تقديم الدعم لصالح الثورة التحريرية الجزائرية، قام رئيس دائرة تبسة في يوم 28 ماي 1956م بإصدار مذكرة استعلامات سرية تم كتابة محتواها بعد الحصول على معلومات أدلى بها أحد الجواسيس الموثوق جدا في صحة الأخبار التي يجمعها، وجهت هذه المذكرة لمركز الاتصال والاستغلال للدائرة رقم: 812/ س، ويتحدث موضوعها عن “تواطؤ” جبهة التحرير في تونس وهي مخصصة لنشاط العلماء.
وتشير هذه المذكرة إلى أن الشيخ العربي التبسي موجود دائما في الجزائر وهو يقوم بنشاطات مكثفة وبشكل متزايد لصالح جبهة التحرير الوطني، وبأنه يناور بصفة خاصة في أوساط حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائر والعلماء حتى تكون مساهمتهم أكثر فاعلية وتأثيرا في تحطيم المواقف الفرنسية في إفريقيا الشمالية، وإن الشيخ العربي التبسي متأثر للغاية لأنه لم يستطع الحصول على جواز سفر، للتنقل إلى مصر، حيث كان يريد الالتحاق بفرحات عباس وتوفيق المدني، وبأنه يقترح الانتقال إلى القاهرة تحت ذريعة السفر لأداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة، وإنه يعمل حاليا على تحفيز وتعبئة الأوساط التونسية التي تساهم في مساعدة الثوار الجزائريين، ولقد قام بإرسال كل من: المحامي آيت حسن أكلي، وهو محام جزائري شاب وروابحية سي إبراهيم أصله من أولاد عبودة، دوار الدكان وهو معلم سابق في مدرسة العلماء وهو معروف في تبسة، تمت ترقيته مؤخرا كمفتش لمدرسة العلماء في قسنطينة إلى تونس، حيث إلتحق آيت حسن وروابحية إبراهيم بكل من سلطاني عيسى وبولكرم إبراهيم المتواجدان في تونس، ويقيم روابحية إبراهيم في حلق الواد، 103 الشارع الكبير، في شقة وفرها له أحد التونسيين صهر الباشاغا مشري لمدينة المريج.
وقد وضعت المخابرات الاستعمارية الفرنسية على عاتقها مراقبة مختلف الأنشطة التي كان يقوم بها الشيخ العلامة العربي التبسّي، حيث كانت تعتمد على عملاء كانوا مكلفين بمهمة جمع المعلومات عنه وعن تحركاته، وتحتوي مذكرة استعلامات هامة تحمل الطابع السري وقيمة موثوقا فيها لدى السلطات الاستعمارية الفرنسية، معلومات عن نشاطات الشيخ الشهيد العربي التبسي رحمه الله صادرة يوم 31 جويلية 1956م عن مصلحة الاتصالات والاستغلال للدائرة “CLEA” موقعة ومختومة من طرف جورج هيرتز رئيس دائرة تبسة، وكانت هذه المصلحة مكلفة بالتجسس ومراقبة الجزائريين، وبجمع المعلومات عن تحركات المناضلين والوطنيين عن طريق تجنيد العملاء والمخبرين، وقد أعدت بناءً على معلومات قدمها أحد الجواسيس الذين يشتغلون لفائدة السلطات الاستعمارية الفرنسية.
وخصص موضوع هذه الوثيقة للعلماء، وقد تم إعدادها بناء على مذكرتي الاستعلامات م 1010 المؤرخة في 16 جوان 1956م، وتشير إلى أن الشيخ العربي التبسّي المتواجد خلال تلك الفترة في مدينة الجزائر يساهم مساهمة كبيرة في تزويد خزينة جبهة التحرير الوطني بالمال، عن طريق جمعه من التجار وأصحاب المصانع المسلمين، مثل السيد طيار، وطامزالي بالخصوص، كما أنه يطلب مساعدات بعض التجار (اليهود)، منهم التاجر هنري سرور، وهو أحد أصحاب العلامات التجارية الكبيرة.
ويكشف الجاسوس الذي أوصل هذه المعلومات بأن الشيخ التبسّي اشترى شاحنة من نوع هوتشكيس حمولة 2 طن و500 كلغ، تحمل رقم التسجيل: “665EX 91″، ورقم بطاقتها الرمادية 87 – 4 الصادرة بتاريخ 19 جوان 1956م، في شهر ماي، وسجلها باسم إبنه: جدري لمين الذي يشتغل في شركة طيار، ويقوم بنقل الماشية من منطقة تبسة إتجاه مدينة الجزائر، وكلف رويقي رابح المولود في سنة 1916م بدوار تروبية ببلدية تبسة المختلطة بسياقة هذه الشاحنة.
2/ جهود الشيخ الغسيري عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
في إطار متابعة نشاط الشخصيات الفاعلة في الجزائر إبان الثورة التحريرية الجزائرية أصدرت مصلحة الاتصالات الشمال افريقية “SLNA” وهي مصلحة مخابرات يشرف عليها يشرف عليها العقيد بول شون وهو ضابط مختص في الشؤون الأهلية، يتكلم العربية والأمازيغية بطلاقة، بقي على رأس هذه المصلحة من سنة 1947 إلى سنة 1960م، ويعد من أخطر الضباط في ميدان الاستعلامات والحرب النفسية، وثيقة استعلامات عن الشيخ الغسيري عضو جمعية العلماء المسلمين ممضية من طرف رئيس الدائرة مدير الديوان شادو، مؤرخة في 30 ماي 1956م.
وقد جاء في نص هذه الوثيقة ما يلي: “يشرفني أن أحيطكم علما، أنه حسب المعلومات الأولية التي استطعت الحصول عليها بعد الإعلان عن سفر الشيخ الغسيري إلى القاهرة، يبدو أنه قد توجه أولا إلى فرنسا، ثم من بعدها إلى سويسرا، ومن هناك تنقل إلى القاهرة، ويعد الشيخ الغسيري من العلماء الصادقين، وقد تبنى مواقف عدائية للغاية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، وبعض المعلومات الواردة في الفترة الأخيرة، التي تم إرسالها إلى المصالح المؤهلة، تشير إلى تواجده في مدينة قسنطينة حيث جمع في معهد ابن باديس ثلاثمائة (300) طالب، وألق على مسامعهم خطابا مجد فيه شجاعة وتضحيات “المجاهدين” وأكد لهم على الانتصار القريب “لجيش التحرير الوطني”، الشيخ الغسيري يحترم كثيرا بن الشيخ حسين عباس، ومن المحتمل أنه سافر إلى القاهرة حتى يضع نفسه تحت تصرفه [وفي خدمته]. فلقد كان كاتبه الخاص خلال فترة معينة، وهو من المخلصين له” ويختم معد هذه الوثيقة كلامه قائلا: “لن أتوانى عن إرسال أي معلومات تكميلية نتحصل عليها حول الشيخ الغسيري”.
*باحث في تاريخ الثورة الجزائرية. الشريعة-ولاية تبسة
في إطار متابعة نشاط الشخصيات الفاعلة في الجزائر إبان الثورة التحريرية الجزائرية أصدرت مصلحة الاتصالات الشمال افريقية “SLNA” وهي مصلحة مخابرات يشرف عليها يشرف عليها العقيد بول شون وهو ضابط مختص في الشؤون الأهلية، يتكلم العربية والأمازيغية بطلاقة، بقي على رأس هذه المصلحة من سنة 1947 إلى سنة 1960م، ويعد من أخطر الضباط في ميدان الاستعلامات والحرب النفسية، وثيقة استعلامات عن الشيخ الغسيري عضو جمعية العلماء المسلمين ممضية من طرف رئيس الدائرة مدير الديوان شادو، مؤرخة في 30 ماي 1956م.
وقد جاء في نص هذه الوثيقة ما يلي: “يشرفني أن أحيطكم علما، أنه حسب المعلومات الأولية التي استطعت الحصول عليها بعد الإعلان عن سفر الشيخ الغسيري إلى القاهرة، يبدو أنه قد توجه أولا إلى فرنسا، ثم من بعدها إلى سويسرا، ومن هناك تنقل إلى القاهرة، ويعد الشيخ الغسيري من العلماء الصادقين، وقد تبنى مواقف عدائية للغاية ضد الوجود الفرنسي في الجزائر، وبعض المعلومات الواردة في الفترة الأخيرة، التي تم إرسالها إلى المصالح المؤهلة، تشير إلى تواجده في مدينة قسنطينة حيث جمع في معهد ابن باديس ثلاثمائة (300) طالب، وألق على مسامعهم خطابا مجد فيه شجاعة وتضحيات “المجاهدين” وأكد لهم على الانتصار القريب “لجيش التحرير الوطني”، الشيخ الغسيري يحترم كثيرا بن الشيخ حسين عباس، ومن المحتمل أنه سافر إلى القاهرة حتى يضع نفسه تحت تصرفه [وفي خدمته]. فلقد كان كاتبه الخاص خلال فترة معينة، وهو من المخلصين له” ويختم معد هذه الوثيقة كلامه قائلا: “لن أتوانى عن إرسال أي معلومات تكميلية نتحصل عليها حول الشيخ الغسيري”.
*باحث في تاريخ الثورة الجزائرية. الشريعة-ولاية تبسة