حوار

الأستــاذ الدكتور مصطــفى عشــوي في حوار معرفي مع”البصائر”

• المدرسة الجزائرية في حاجة إلى مراجعة جدية وشجاعة • التحــوّلات التي مسّت المجتمع الجزائــري عميقة ...ولا بد من متابعتها وتصويب بوصلتها

حاوره : حســن خليفة/

“أقمارنا المهاجرة” كما أحبّ أن أسميّها، وأعني بها هنا “العقول والأمخاخ “التي اغتربت وسافرت وتفرّقت في أقطار الدنيا في القارات الخمس، لأسباب وظروف وسياقات كثيرة متنوعة…
تمثل ـ تلك العقول ـ ثروة عظيمة ورأسمالا كبيرا للوطن والدولة. والاقتراب منها ومحاورتها جزء من الصيغة الممكنة في التواصل معهـا ، ومد جسور الارتباط معها وإبقائهـا قريبة من “القلب” والمقصود قلب الوطـن ، بالطبع مع اجتهاد واسع في إمكانية الاستفادة منها على أكثر من صعيد وفي أكثر من مستوى.
وقد كشفت تلك العقول بنفسها عن اهتمامها بالوطن وانشدادها إليه، ورغبتها في خدمته وتقديم خبراتها وكفاءتها في كل وقت وحيـن، في سبيل تعزيز منسوب “التنمية” الحقيقية، والإقلاع بالوطن في مضمار التقدم والازدهار والنماء؛ خاصة في المجالات العلمية والبحثية.
وإنه من الواجب الأكيد أخلاقيا ووطنيا وعلميا أن نسعى ـ دولة ومجتمعا ونُخبـا ـ في هذا المجال للإبقاء على الروابط الأخوية والوطنية، بيننا في بلدنا، وبين تلك العقول والأمخاخ في أي مكان هي فيه، في مهاجرها التي هي فيها، في العالم العربي أو في الغرب، وذلك أضعف الإيمان.
والأستاذ الدكتور مصطفى عشوي واحد من هؤلاء، هوواحـد من القامات الـتربوية والـفكرية الـمعدودة، حامل لخبرات كبيرة، وصاحب علم مستنير متين، وآفاق معرفية وعلمية متعددة الأوجه. ما أحوج الوطن إليه؛ خاصة في مجالات التدريب والتكوين والإرشاد بأنواعه: الاجتماعي النفسي والثقافي، وأيضا في مجال التوجيه والدراية، في ضوء ما تقدمه علوم النفس خاصة والعلوم الإنسانية عامة… اقتربنا منه وأجرينا هذا الحوار معه، مع الاعتراف هنا أنه كان في جعبتنا الكثير من الأسئلة الضامئة إلى إجابات علمية معرفية، في مسائل نحو:أهمية علم النفس وانتصاراته المعاصرة،مهارات التفكير النقدي الذي يعدّأحد اهتمامات البروفيسور عشوي، تكامل مصالح الأبدان والأنفس(وهو موضوع رائع وذو أهمية في زمننا الصعب)، اختبارات(امتحانات ) بلا توتّرات، التدريب والتكوين العميق ..وهو أيضا من اهتمامات الأستاذ عشوي العميقة …ولكن ظروفا متعددة، وكثرة انشغالاته وقلة وقته لم تسمح لنا بالظفر إلا بهذا النزر اليســير من الإجابات…وإلى الحـوار:

بعد مسيرة طويلة أحبّ أن أعود معك إلى إشكال طرحتَه في أحد كتبك “المدرسة الجزائرية..إلى أين “؟..هل ما يزال السؤال قائما؟ وهل من تحليل للمسألة؟
– إذا عرفنا الفلسفة والأهداف التربوية التي توجه أي نظام تربوي أو مدرسة عرفنا اتجاهها ومخرجاتها ومستقبلها ومدى استفادة المجتمع من مخرجاتها. لذا، فإن هذا السؤال يبقى دائما مطروحا مما قد يشكل قاعدة لمراجعة أهداف المدرسة وأحيانا مراجعة فلسفتها أيضا.
وليس عيبا أن نقف في كل محطة أو خلال عقد من الزمن مثلا لمراجعة موضوعية لأداء المدرسة الجزائرية، وللنظر في مستقبلها على ضوء التجارب العالمية في مجال التربية والتعليم من جهة وعلى ضوء تطور المجتمع الجزائري، وأهدافه المستقبلية من جهة أخرى، وعلى ضوء المحيط الدولي السياسي والاقتصادي الذي يتميز بالتنافس على الموارد البشرية والموارد الطبيعية، والتحكم في أسباب وعوامل التأثير والقوة والنفوذ.
وحسب المعطيات الإحصائية (الكمية) والمؤشرات النوعية المتوافرة، فإن المدرسة الجزائرية في حاجة إلى مراجعة جدية وشجاعة لمستوى جودة مواردها البشرية ومناهجها وبرامجها وإمكاناتها، ولجودة مخرجاتها من شتى الجوانب التربوية الذهنية والوجدانية والأخلاقية والفنية والسلوكية والعلمية والتكنولوجية.
وباختصار، فإن تطور المجتمع الجزائري لن يتحقق إلا بتطوير المدرسة (مناهج وبرامج وإدارة ومعلمين ومعلمات، الخ..) من طرف المختصين والخبراء بالتعاون مع أصحاب القرار وغيرهم من الشركاء الاجتماعيين وعلى رأسهم الأسرة الجزائرية، مما يطرح مسؤولية جماعية وتاريخية على هؤلاء جميعا.
لقد دقّت عدة أمم ناقوس الخطر عندما رأت أمما أخرى تجاوزتها في ميدان التربية والتعليم، فقامت بمراجعات جدية لنظمها التربوية لتسد الفجوة الحضارية التي تفصلها عن الأمم التي تتصدر الريادة في شتى المجالات على المستوى الدولي.
وعليه، من الأجدر بالأمة الجزائرية أن تُراجع نظامها التربوي من التعليم الجامعي إلى التعليم الابتدائي، وأن تقوم بعملية تقويم لهذا النظام وفق مؤشرات رئيسة موضوعية؛ حيث لا يخفى أن ترتيب الجزائر في التعليم حسب مؤشرات تقويم موضوعية دولية لا يسرّ الناظرين، وهذا رغم الجهود المبذولة في نشر التعليم في جميع ربوع الوطن مما أدى إلى تحقيق ديمقراطية التعليم من الناحية الكمية.


ماذا تريد أن تقول بالضبط في هذا الشأن؟
– أريد أن أقول وبصوت مسموع: آن الآوان للتركيز على جودة المخرجات، وخاصة في مستوى التعليم العالي. ولا يمكن تحقيق جودة المخرجات إلا بعد ضمان جودة المدخلات، وتهيئة المحيط المادي والمعنوي لهذه المخرجات لتسهم في التنمية المستدامة لبلادنا؛ وفق أهداف مرسومة للنظم التربوية والاقتصادية والاجتماعية، ووفق خطة إستراتيجية عملية وملائمة لتحقيق هذه الأهداف.
ومن شروط تحقيق هذه الجودة في المدخلات في جميع مراحل التعليم:
–1 إعادة النظر في البرامج والمناهج المعتمدة من الناحية الكمية ومن ناحية المحتوى، إعادة النظر في برامج ومناهج تكوين المعلمين والأساتذة، وبرامج تدريبهم المستمر.
–2 إعادة النظر في طرق توظيف المعلمين والأساتذة وترقيتهم إذ ينبغي أن تطبق شروط موضوعية صارمة في الاختيار والقبول للتدريس والتربية والتعليم.
–3 إعطاء مكانة عالية للمعلم والأستاذ في المجتمع من ناحية الرواتب والاحترام والتقدير.
–4 الاستعانة بالكفاءات الجزائرية في الخارج في التدريس بالمراحل الجامعية المختلفة والإسهام في البحث العلمي وفق شروط موضوعية ومعايير دولية.
–5 الاهتمام بالكتاب الجامعي من حيث التأليف والطباعة والنشر والتوزيع، وتخصيص لكل مادة كتابا مقررا، تدريب المعلمين والأساتذة على طرق التدريس الحديثة واستعمال تكنولوجيا التعليم بكفاءة وفعالية.
–6 تشجيع الطلاب على اكتساب مهارات التفكير المختلفة وقدرات الإبداع والابتكار؛ خاصة التفكير الإبداعي والتفكير الناقد.
–7 تجهيز الجامعات والثانويات وكل المؤسسات التربوية بما تحتاجه من وسائل ومخابر لتحسين عملية التعليم والتعلم، وغير ذلك من الشروط المتعارف عليها في مجال التربية والتعليم كتحسين القيادة التربوية والإدارة التربوية، والهياكل المختلفة.


عنايتك بالنسيج الاجتماعي- النفسي الجزائري كبيرة في كتاباتك ونشاطك..هل يمكن أن نعرف مدى “التحوّلات”التي مست الإنسان في الجزائر على مدار العقود الأخيرة ؟.. وهل تسير نحو الأفضل أم نحو الأسوأ؟
– ليس من السهل قياس وتقويم التحولات التي مست المجتمع الجزائري وأفراده خلال العقود الماضية، وإن كان التغير واضحا في مجالات عديدة نظرا لما عرفته البلاد من أحداث وكوارث قبل استعادة السيادة الوطنية وبعدها. ولاشك، أن هذا التغير في حاجة إلى دراسته موضوعيا من شتى الجوانب: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
وإسهاما في فهم هذه التحولات موضوعيا، قمنا ببحث جماعي حول “الشخصية الجزائرية: دراسة نفسية ميدانية” جمعنا فيه 9000 استمارة (استبيان) من تسع ولايات من مناطق مختلفة من البلاد. وقد تبين من خلال هذه الدراسة أن “الشخصية الجزائرية” سواء على المستوى الفردي أم الجمعي مثل كل “الشخصيات” في العالم، تتميز بصفات إيجابية وأخرى سلبية.
من أهم الصفات الإيجابية التي وجدناها في بحثنا الميداني: التعاون والكرم والشجاعة والوطنية وعزة النفس والتدين… أما أبرز الصفات السلبية: النرفزة والكسل والعنف والأنانية والكذب وعدم احترام المواعيد والوعود…
ورغم هذا، فقد بيّنا خطأ إطلاق الأحكام النمطية القائمة على التعميم على المجتمع الجزائري؛ إذ وجدنا فروقا جوهرية في هذه الصفات وغيرها على مستوى الولايات، ومناطق البلاد المختلفة مما يستنتج منه بالضرورة، وكما تبيّن الدراسات النفسية، وجود فروق فردية بين الأشخاص، وأن لكل فرد شخصيته التي تميزه عن باقي الأشخاص، وإن كانت هناك شخصية بارزة إيجابية وسلبية تميز المجتمع الجزائري عن بقية المجتمعات، مما قد يطلق عليه “الطابع أو الملمح الوطني” للشخصية الجزائرية.
كما وجدنا أيضا أن للعوامل البيئية والتاريخية والصحية تأثيرا في “الشخصية الجزائرية”، وأن لهذه العوامل دورا في وجود اختلافات جوهرية في “الشخصية” الجزائرية حسب المناطق الجغرافية، وحسب العوامل والكوارث المختلفة التي تعرَّضت لها هذه المناطق سواء خلال ثورة التحرير أو بعد استعادة السيادة الوطنية.
ولاشكَّ أنَّ من أهداف النظم التربوية صقل “الشخصية” الفردية والجماعية وتهذيبها وتدريبها، وتزويدها بالمعارف والقدرات والمهارات الضرورية لتصبح قوَّة بناءة للمجتمع وللوطن، وطاقة قادرة على التنافس على المستوى الوطني والدولي وفق مؤشِّرات عالمية للأداء وللجودة.
والموضوع في حاجة إلى بحوث كثيرة ومستمرّة لفهم تركيبة المجتمع والشخصية الفردية والمجتمعية أو “الوطنية” لتصبح هذه البحوث منطلقا لتصميم برامج ومناهج تعليم وتربية وتكوين وتطوير وترقية في شتى الجوانب وعلى كل المستويات: الفردية والتنظيمية (المؤسسات) والمجتمعية.


عنوان أحد كتبك لافت وهو “الصدمات النفسية في الجزائر” حدّثنا عن ذلك الدافع والنتائج التي توصلتَ إليها؟.
– كتب كثيرٌ من علماء النفس عن تأثير “الصدمات النفسية” وما ينجم عنها في الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات من الولادة حتى الشيخوخة. وهذا الكتاب الجماعي الذي كان تحت إشراف الدكتور مصطفى خياطي وإشرافي، هو عبارة عن إسهام متواضع من خلال بعض الدراسات التحليلية والميدانية في فهم تأثير “الصدمات النفسية” التي تعرض لها الجزائريون في صحتهم النفسية وتوافقهم وتوازنهم، وفي بعض جوانب سلوكهم. ومن بين المواضيع التي تطرق لها الكتاب “صدمة الاستعمار” أو الاحتلال الفرنسي للجزائر وتأثيرها في الصحة النفسية للجزائريين وخاصة الأطفال منهم في تلك الحقبة، والآثار الناجمة عنها بعد خروج الاحتلال. وتناول الكتابُ أيضا تأثير الزلازل والعنف وغيرها من الكوارث في صحة الأطفال والمراهقين. وليس الكتاب إلا منطلقا لفهم مدى تأثير الكوارث الطبيعية، مثل الحرائق والزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعة أو الكوارث التي يسببها الإنسان عن وعي أو عن غير وعي، في الصحة النفسية للأفراد، وفي توازن المجتمع.
وينبغي أن ننبه إلى أن لعلم النفس”وغيره من العلوم الاجتماعية دورا في خدمة المجتمع، وترقيته في شتى النواحي بشرط الاهتمام بهذه العلوم كما تفعل ذلك البلدان المتقدمة، وعدم تهميشها.
ومع الأسف، فرغم الجهود الكبيرة التي بذلت لتدريس هذه العلوم في معظم الجامعات بالبلاد، إلا أن تأثيرها العملي ليس في المستوى المطلوب دون الإجحاف طبعا بالجهود التي بذلها أساتذتنا ولا يزال يبذلها تلامذتهم في هذا المجال.
وغنيٌّ عن البيان، أن أي مجتمع لن يتقدَّم إلا إذا كانت موارده البشرية المؤهلة (نظريا وتطبيقيا) أساس هذا التقدم، وإلا إذا كان للعلوم الاجتماعية والإنسانية الأصيلة دورٌ في بناء الإنسان المتكامل جسميا وذهنيا ووجدانيا وروحيا وسلوكيا.


نرجو أن تسمح لنا بسؤال شبه خاص، يتعلق بجمعية ثقافية إصلاحية دعوية كبيرة في الوطن…كيف تقيّم تجربة جمعية العلماء وقد شهدتَ وتابعت بعض أنشطتها وفعالياتها، وبمَ تنصح؟.
– جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مثل كلمة طيبة وشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
ولست في مقام تقويم تجربتها، وإن كان تقويم التجارب وأداء المؤسسات من الممارسات الإيجابية الهادفة للتحسين والترقية والسمو.
وإن كان لابد من عملية التقويم لأداء المؤسسات التي أنصح بها، فإن هذا التقويم من مهمة الجمعية أو غيرها من المؤسسات التي يمكنها الاستعانة بخبراء في مجال تقويم الأداء الموضوعي وفق مؤشرات كمية ونوعية.


كلمة أخيرة:
– الشكر موصولٌ لكم وللمنابر العلمية والإعلامية التي تسعى لترقية الفرد الجزائري ومجتمعه وفق أسس ومؤشرات علمية وثقافية موضوعية بعيدا عن الذاتية والمنطلقات الإيديولوجية البحتة، مما يمكن المجتمع الجزائري من صياغة رؤية جماعية تنظر للمستقبل وفق أهداف مشتركة ومحددة تمكن الجزائريين من المشاركة في بناء البلاد، وترقية المجتمع وتطويره في شتى الجوانب للحاق بركب الحضارة الإنسانية التي نحن جزء منها.
من هو الأستاذ مصطفى عشوي؟
– مصطفى عشوي أستاذ متخصص في علم النفس وعلم الإدارة. تخرج من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1983، ودرس في جامعة الجزائر لمدة 12 سنة ثم درس واشتغل في كل من ماليزيا والسعودية والكويت.
شغل عدة مناصب إدارية وعلمية في كل من الجزائر وماليزيا والكويت. وعلى سبيل التدقيق:
تقلد الدكتور عشوي مناصب ادارية عدة أهمها: نائب مدير معهد علم النفس للشؤون البيداغوجية في جامعة الجزائر، ثم مدير الدراسات والبحث في المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة بالجزائر، وشغل منصب نائب عميد للشؤون اﻻكاديمية، وعميدا لمركز البحث العلمي بماليزيا.
يشغل منذ2011 منصب نائب رئيس الجامعة العربية المفتوحة للبحث والتخطيط والتطوير بالمقر الرئيس في دولة الكويت الشقيقة.
عضو الجمعية العالمية لعلم النفس عبر الثقافات، وزميل الجمعية الأمريكية لعلم النفس.
له مقاﻻت عديدة في مجلات وطنية وإقليمية وعالمية، في علم النفس والتربية والإدارة، وله إسهامات في مجاﻻت اﻻرشاد النفسي والتدريب والتطوير واﻻستشارات اﻻدارية..
من كتبه المنشورة :
– علم النفس المعاصر
– المدرسة الجزائرية الى أين؟
– أسس علم النفس الصناعي التنظيمي
-الإنسان في فكر ابن القيم الجوزية
– مذكرات مجاهد من أكفادو
– البلخي… نفساني سبق عصره (بالاشتراك مع الدكتور مالك بدري).
– الشخصية الجزائرية: دراسة نفسية ميدانية.
ـ مهارات التفكير النقدي لدى طلاب الجامعات العربية.
ـ علم النفس المعاصر.
ـ تكامل مصالح الأبدان والأنفس عند البلخي.
ــ الصدمات النفسية في المجتمع الجزائري…وغيرها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com