شعاع

أفكــار حــول «معرض الجمعية»… في الصالون الدولي للكتاب

يكتبه: حسن خليفة/

 

من المزمع تنظيم المعرض الدولي للكتاب (أو صالون الكتاب الدولي) في شهرمارس القادم بحول الله تعالى، إلا إذا حال حائل من زحف الجائحة، وتفاقم انتشـارها، وارتفاع منحنى الإصابات فيسري المنع حينئذ، على كثير من الأنشطة والفعاليات، وليس على معرض الكتاب فحسبُ.
ولكن تحسّبا لافتتاح المعرض(وهو المأمول )…قد يكون من الضروري أن نفكر في مشاركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بشكل قوي ومؤثرودالّ ومفيد ونوعي ، وبمستوى عال من الجدية وقوة الأداء.
ويجب التذكير هنا أن الجمعية للأسف الشديد، تأخرت في الطبعات السابقات عن المشاركة المباشرة الفاعلة؛ لأسباب وظروف، مهما كانت وجيهة، فإن الخسارة لاحقت الجمعية، من التفريط في هذا الموعد الدولي الثقافي الفكري الكبير.
ويجب التأكيد هنا أن مشاركة الجمعية ليست وقفا على المكتب الوطني وقيادة الجمعية فقط، بل هي مسؤولية ومهمّة كل أبناء الجمعية وبناتها، في مختلف الشعب الولائية، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا؛ ذلك أن «سمعة الجمعية» مسؤوليتنا جميعا، وصيتها وربحها يهمنا جميعا، كما أن خسارتها وانكفاءها وما يمسّها من ضررو سوء، يمسّنا جميعا، ما يقتضي أن نحرص كلنا على «النجاح» والكسب.
إن هذا التجمع الثقافي والديني والفكري الكبير هو مناسبة جميلة للجمعية من أجل أن تقدّم نفسها للناس، ومن أجل أن تقدّم رجالاتها، وإنتاجها، وتراثها، ومن أجل أن تقول بالصوت والصورة وبشكل مباشر، ودون وسيط: هذه هي الجمعية، من خلال الفكر والأدب والإنتاج العلمي والإعلامي، وهاهنا يجب أن نشير إلى أنه من الخطأ في الرأي أن نظن أن الجمعية معروفة على نطاق واسع عريض، بالنظر إلى الجهود التي بذلتها على أكثر من جبهة ومستوى، وخاصة جهودها (المأجورة إن شاء الله) في مجابهة وباء كوفيد،وهو شيء يقرّه الأصدقاء والخصوم على السواء.
في الواقع، ومهما كانت الجهود، فإن الجمعية ما تزال لا تُعرف بالشكل المطلوب على الأقل، على النطاق الواسع، ولذلك فاهتبال كل فرصة، ومنها فرصة هذا التجمّع الدولي الكبير(المعرض) إنما هو عين الصواب وعين الحكمة.
فالمعرض كما نعرف جميعا يقصده عشرات الآلاف من مختلف الأعمار والشرائح، ومن مختلف جهات وولايات الوطن، فضلا عن الأشقاء من العرب وغيرهم من الزوار والعارضين من بلدان كثيرة..
إذن هي فرصة جميلة ونادرة للتعريف والتسويق والترويج وإيصال صوت الجمعية وصورتها وحقيقتها وآثارها إلى كثير من هؤلاء الذين يزورون المعرض.
وكما أشرتُ فإني متصوّر أنّ أمر المشاركة الجادة القوية في المعرض مسؤوليتنا جميعا، ومن ثمّ يمكن التعاون فيه، كل من جهته، وبما لديه من أفكار وخطط، وبما يتعين له القيام به في هذا المعرض، لتكون مشاركة الجمعية، أكبر وأعلى من مجرد تسجيل حضور، كما تفعل، مع الأسف بعض الهيئات والمؤسسات الإسلامية ،وكلنا لاحظ ذلك، إذ تكتفي بالمشاركة الرمزية تقريبا، بجناج بسيط مغيّب في أماكن بعيدة، في الغالب لا أحد فيه، وهذا نقد إيجابي، مبعثه الغيرة على الدين والقيم، ويُراد منه التنبيه إلى أهمية القيام بالعمل المسؤول من تلك الهيئات الإسلامية الشقيقة كـ (المجلس الإسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية، والمجلس الأعلى للغة العربية كأمثلة فقط).
ويمكن الإشارة إلى بعض الأمور الواجبة في سياق هذه المناسبة إعدادا واهتماما:
• تكلف قيادة الجمعية فريقا يشرف على المعرض ويُعدّ له من الآن.
• من الممكن أن يكون هذا الفريق(التنظيمي) من عدد من أعضاء الشُّعب الولائية النشطة في مجال المعارض والنشاطات الجمعوية الجماهيرية.
• يجب أن يشتمل المعرض على كل ما يتصل بالجمعية من قريب أو بعيد: الكتب، السندات، المجلات، الوثائق، ويجب التفصيل هنا بالقول: إنه من حقّ الجمعية أن تكون لديها كل المؤلفات والآثار الخاصة بشيوخ الجمعية ورجالها وعلمائها السابقين والمعاصرين؛ حتى ولو كانت مطبوعة في دور نشر مختلفة، بل لعلها مناسبة للحديث مع تلك الدور على حقّ الجمعية، المعنوي على الأقل، في تلك المؤلفات، باعتبارها وريثة الجمعية التاريخية كمــا يـنص على ذلك القانون(المادة 1من القانون الأساسي لجمعية العلماء).
ومع أن هذا موضوع آخر، لكن آن الأوان لتسترد الجمعية بعض حقها من الغير، دون أن يعنيّ ذلك أنها ستحتكر طبع ونشر وتوزيع مؤلفات وآثار الأعلام الماهدين.
وإنما أردتُ هنا التأكيد على وجوب أن تكون معظم المؤلفات والمطبوعات حاضرة في جناح الجمعية، والحصول عليها ميسور، بطلبها من دور النشر، وبيان أن الجمعية ستشارك في المعرض تعريفا وترويجا في الأساس، وإن كان هناك بيع فالأمر بسيط بين الناشرين في تقاسم الأرباح (اليسيرة) في الأصل.
وهدف الجمعية هو الربح المعنوي، بترسيخ انطباع أن ما يبحث عنه الدارسون والمهتمون وطلبة العلم من آثار أعلام الجمعية سيجدونه في جناحها.
• وبالطبع يجب أن يشتمل الجناح على كل المطبوعات التي تصدرها الجمعية (المجلات ـ السندات ـ مختلف الإصدارات الأخرى …)
• ينبغي أن يحرص الفريق المشرف على المعرض على الحصول على مكان مهم وواسع في الجناح المركزي (لأن الإقبال عليه أكثر). والجمعية ليست مجرد دار نشر تتاجر في الكتب والمطبوعات، ولكنها خيمة وارفة الظلال ومكوّن رئيس من مكوّنات المجتمع الجزائري، وذلك حق يتناسب مع قيمتها التاريخية والحاضرة.
• من الضروري وجود وحضور قيادات الجمعية يوميا (بالتناوب) في المكان المخصص للجمعية، على أن يكون فيه ما يكفي من وسائل الراحة، لاستقبال الزائرين والحديث معهم، وقد يكون هناك ضيوف كبار (من الزوار) فالحاجة إلى مكان مناسب وظروف مناسبة (للجلوس والحديث) مما ينبغي التفكير فيه بجدية.
• من المفيد جدا أن تُنظّم بعض الأنشطة النوعية: ندوات، عرض فيديوهات وأفلام وثائقية، محاضرات وسواها تكون مرافقة للمعرض.
• من جهة ثانية سيكون من المفيد أن تنظم الشعَبُ الولائية زيارات مبرمجة إلى المعرض، وإلى جناح الجمعية، وتحرص على أخذ نصيبها من المطبوعات، والمؤلفات، والوثائق..فيكون الربح أرباحا : التعريف بالجمعية للخَلف من التلاميذ والطلاب، والرجال والنساء أعضاء الجمعية ومحبيها ومناصريها، والحصول على الجديد مما له علاقة بفكر الجمعية وتراثها العلمي والأدبي والثقافي، علما أن هناك الجديد دائما في مجال المطبوعات، وطنيا ودوليا.
إن كون الجمعية جمعية دعوية يقتضي الحرص على هذا البُعد (الدعوي) الذي يتكيء على الإبلاغ والبلاغ والتسويق والترويج والاتصال والإيصال والتواصل …وفي ذلك خير كثير …كثير.
نسأل الله أن يوفقــنا إلى الخير

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com