الذنب الرافع الباسم…
مداني حديبي/
حينما تضع برنامجا إيمانيا وتقبل على الله وتشرق أحوالك وتبتهج روحك ويرتفع منحنى إيمانك صاعدا، سرعان ما تتعثر وأنت في طريق المجاهدة بذنب يشتت خطتك ويبعثر جهودك ويعيدك إلى الصفر ويدفعك إلى اليأس والفشل والحسرة، ولسان حالك يردد قوله تعالى:{ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} حينها يقهقه الشيطان ويعلن انتصاره بعد أن أعادك إلى ما قبيل البدايات.. بعد أن مزق أوراق خططك ودمر صرحك السامق ورسخ في ذهنك أن لا تحاول مرة أخرى اللعب معه لأنه يعرف نقاط ضعفك ومواطن خللك والأحسن لك أن لا تتعب نفسك وتستيقظ باكرا للفجر وتصوم النوافل وتقوم الليل وتحضر الدورات وتكثر من المطالعات..
فضغطة واحدة على نقطة من نقاط زللك في بنيتك الهشة، التي تدعي الصلابة والمقاومة والتحدي، كافية لهدم كل شيء في لحظة واحدة…
هكذا يتكرر المشهد المحبط المؤلم كل مرة .. بعد كل اجتهاد ومجاهدة ويقظة وعزم وحزم..
لكن هناك من يفقه حيل النفس وتلبيسات إبليس فيصنع من الذنب سلما للصعود إلى أعلى من المرتبة التي كان عليها.. لأن الذنب الباسم يحدث له انكسارا واعتصارا وافتقارا واضطرارا وتواضعا وعبودية ودمعا.. فيندم الشيطان لأنه أوقعه في ذنب رفعه إلى العوالي الصوافي وصفاه من مرض الكبر والعجب والرياء والدعوى وحظوظ النفس.