حوار

ياسمين تحسين زياده ناشطــــة في قضايــــا الـمرأة، ومــؤسـِســة مبادرة إنصاف الالكترونية في حـــوار مع البصائر

حاورتها أمال السائحي/

 

أولى الإسلام المرأة اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال، وحفظ لها مكانتها في الجد والاجتهاد مع أخيها الرجل فاليوم نجدها المحامية والطبيبة والناشطة في مجالات عدة ومعنا اليوم السيدة ياسمين زيادة السورية الأصل، المصرية الموطن معنا في حوار شيق إليكموه ….

– بداية من هي السيدة ياسمين زيادة؟
-سورية أقيم في مصر، متزوجة من رجل مصري، درست في كلية الشريعة جامعة دمشق، وأعمل منذ 12 عاما في مجال إدارة المؤسسات التعليمية في سوريا ومصر.
تدربت على أيدي مدربين كبار في التربية والقيادة والتواصل وطرائق التعليم (توت) والبرمجة اللغوية العصبية مع المدرب المعروف طارق السويدان والدكتور مصطفى أبو السعد، ودربت في تلك المجالات في نطاق ضيق، بالإضافة للنشاط في قضايا المرأة وحقوقها تحت ظل الشريعة الإسلامية وقضايا الأسرة.
– حدثينا الآن عن مبادرة إنصاف، لماذا هذه التسمية؟ وماذا تقدمينه للأسرة والطفل والمجتمع في عالمنا العربي؟
-مبادرة إنصاف هي مبادرة الكترونية، لإنصاف المرأة ضمن أحكام الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة، وأفعال الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وأقوال المجتهدين في العصور القديمة، والعصر الحديث، بما يتوافق مع روح الشريعة ومقاصدها وقطعيات الدلالة بما يعيد للمرأة مكانتها بشكل وسطي دون إفراط ولا تفريط وبما يتناسب مع متطلبات العصر للمرأة، ولا نتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية ولا نهدف لربح ولا نتبع لأي تيار ديني إنما نحن مجموعة أصدقاء كتاب وكاتبات مثقفين ومثقفات ناشطين وناشطات في قضايا المرأة اجتمعنا على نفس الهدف ونتوجه بذلك لجيل الشباب والشابات ليكون عندهم الوعي الأكبر لبناء مجتمع إسلامي سليم.
– كمربية ومديرة مدرسة ما رأيكم في المنهاج الدراسي في الوطن العربي ككل؟ هل ترينه يستجيب لحاجيات ومطامح شعوبه؟
-المناهج في الوطن العربي تتطور للأفضل بطريقة العرض واعتماد أساليب التعليم الحديث والتعلم باللعب والاكتشاف والبحث.
ولكن للأسف ينقص الإمكانيات سواء المادية أو التأهيلية للمعلمين لتنفيذ تلك المناهج على النحو الصحيح وربطها بالواقع. وتحتاج الدول العربية للاهتمام بتحديد مهارات وهوايات الطفل التي ستؤثر في اختيار ما يحب من عمل.
– هل هو يتماشى مع استعدادات الجيل الحالي وما تفرضه عليهم التكنولوجيات المتطورة الحديثة من خبرات للتكيف مع العصرنة؟
-نعم نوعا ما تحاول الدول مواكبة التقنيات الحديثة والتعليم من خلالها، لكن ينقص الاعتماد على الذات في صناعة البرامج والتكنولوجيا ومازلنا مجرد مستفيد ومستهلك لها، ولكن الجميل في بعض المحاولات التي تحصل في البلاد.
– وما رؤيتكم المستقبلية لهذا الجيل والمدارس السعيدة؟
-أنا من الأشخاص الذين لديهم التفاؤل بثقافة ووعي الجيل القادم والطموح والاعتماد على النفس والتحدي رغم المفسدات والمغريات…ولكن بجهودنا بتوجيههم نحو طموح وهدف لبناء دولته والتأثير بمجتمعه
– أنت كمدربة وناشطة في حقوق المرأة والأسرة والطفل، كيف تباشرين نشاطاتك في هذا المجال؟
-أعمل على مسارين على حد سواء:
الأول: من خلال عملي كمديرة مؤسسة تعليمية كبيرة ومتطوعة في مؤسسة مجتمعية وعدة أنشطة مجتمعية، أمكن على أرض الواقع من خلال دعم استشاري ونصائح، ومن خلال توفير فرص عمل أو توفير علاقات..
والمسار الثاني: من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والانستجرام بمقالات مدروسة وفيديوهات تواكب العصر وتشد للتوعية عن حقوق المرأة والتعامل معها والتوعية للتربية المتوازنة والوعي للتعامل مع النفس وعلاج أي اضطراب والانتباه له منذ الصغر لكي لا ينتج ذكورا وإناثا غير أسوياء يدمروا أطفالهم وبالتالي يدمروا المجتمع.
– هل ترين أن جهودك وجهود زميلاتك في هذا المجال، قد أثمرت وأفضت إلى نتائج معتبرة؟
-نوعا ما وبشكل نسبي البعض كان حيينا على الفكر المتجدد الإسلامي للنهضة بالمرأة وجعلها فاعلة مثقفة مشاركة، وليس الاقتصار على دور الأمومة، على أن الهجوم مازال موجودا من عدة أنواع من الرجال والنساء:
نوع يخاف من تغيير العادات ومرتاح ولا يريد أن يكافح للتغيير، ونوع يخاف من أن تذهب سلطته وسيادته على المرأة وذلك يهز كيانه، ونوع يرى أنه يدرأ المفاسد ويسد الذرائع لأنه يرى المرأة أساس الإغراء والإفساد ..نحاول قدر المستطاع والجيل الصاعد هو المتجاوب.
– إلام ترجعين تردي أوضاع المرأة والطفل في الوطن العربي؟
-هي موروثات ذكورية وعادات ألصقوها بالشريعة الإسلامية وفهم خاطئ لأحكام الشريعة، أو الأخذ بالاجتهادات التي فيها بعض التعسف واعتبارها هي التشريع وعدم تقبل أي اجتهادات أخرى تذرعا بأن هذا هو الأصلح للمجتمعات العربية.. وتجربة الغرب في التفلت والخروج عن الفطرة والشريعة جعلت للبعض ردة فعل على أي حركة تحرر ولو كانت ضمن الشريعة.
تردي أوضاع الطفل ترجع أيضا لجهل المجتمعات في أصول التربية وعدم التهيئ للمؤسسة العظيمة وهي مؤسسة الأسرة ..أسهل شيء على العرب الزواج والإنجاب مع أنه أصعب مشروع في الحياة يجب التدريب عليه عن كيفية التعامل مع الأطفال وعن كيفية التعامل بين الزوجين والحقوق والواجبات، وحتى معرفة الشرع والقوانين في ذلك.
والعنف المنتشر تحت غطاء دعاوى المحافظة والدين وتحت غطاء الوصاية على الطفل هي التي تؤدي بمجتمعاتنا إلى التردي.
– لماذا يسيء الشباب العربي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي؟
-عدم وجود القدوة والهدف والطموح عند تأسيسهم لتنمية الذات والتواصل والقيادة، وعدم توجيههم للحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية الفراااااغ الفراااااغ كل ذلك عوامل مساعدة.
– ألا ترين أن وجود قوانين تحظر المواقع الإباحية سيكون عاملا مساعدا لالتفاتهم إلى المواقع المعرفية الجادة التي تسهم في تنمية معارفهم وتطوير مهاراتهم؟
-نعم أنا أؤمن بمقولة الأخلاق والمواعظ وحدها لا تصنع شعوبا ودولا ومجتمعات سليمة ومتوازنة، القوانين تحكم أي مجتمع لكن إذا وجد الدين والرادع الديني والأخلاقي طبعا هو عامل مساعد كبير..
وتطبيق القوانين دون فساد طبعا وبجدية يورث مجتمعا سليما بجانب الإيمان والدين والأخلاق على حد سواء، فذلك بالتالي سينعكس على الحد من الإباحية والظلم في الأسر والتعدي والعنف والتفلت والغلط، الدعاة والقانونيين لهم دور أساسي في ذلك.
– أي الشخصيات ساهمت في بناء شخصيتك وكان لها الأثر الواضح في توجيه اهتمامك إلى هذه الميادين؟
-طبعا من الماضي شخصيات ملهمة طبعا بعد قدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا عمر بن الخطاب العادل صاحب الحق حتى لو كان على هواه واحترامه للمرأة وعبد الرحمن الداخل وطموحه غير المتناهي، السيدة عائشة الجريئة المتعلمة المعلمة المجاهدة.
أما من هذا العصر فالدكتور طارق السويدان والدكتور مصطفى أبو السعد وأحمد الشقيري، والشيخ علي الطنطاوي الدمشقي رحمه الله وستيف الإعلامي المشهور وأوبيرا وينفري الإعلامية العالمية كل منهم بجانب معين أثر في عقليتي وسلوكي.
– كلمة لجريدة البصائر، وهل أنت من قرائها؟
-طبعا شرف لي أن أشارك في هذا اللقاء العظيم مع أمال السائحي التي فعلا شرفتني باختيارها لي وعرفتني على جريدتكم الفاضلة وسرني منهجها وتوجهها، وبإذن الله بالنجاح والتوفيق للجميع ويسرني أن أتعاون في أي وقت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com