شملت شعب الغرب والجنوب الغربي ندوة جهوية خاصة بالتسيير الإداري والمالي بتلمسان
تقرير: أ. محمد الهاشمي/
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كما كتب أحد الصحافيين: “إن الجزائر حاجتها إلى جمعية العلماء كحاجة التراب للماء والهواء” وهذا هو ديدن جمعية أسسها الأخيار وبعثها الأبرار ويعلي اليوم صرحها الأخيار، وبمثل هذه اللقاءات التكوينية يكون البناء الحقيقي لنهضة وطنية، إن شاء الله تعالى، ودورة اليوم هي دورة تكوينية جهوية خاصة بالتسيير الإداري والمالي لشعب ونوادي الجمعية، وقد استهل اللقاء بتلاوة آيات قرآنية تلاها أحد براعم التاشفينية “مهدي محمد اسلام فار الذهب”، ثم تبعت بالنشيد الوطني ونشيد الجمعية وبعدها كانت الكلمة الترحيبية للشيخ عبد الله غالم رئيس المكتب الولائي للجمعية بتلمسان، إذ عرف بالتاشفينية التي كانت تعد ضمن المدارس الكبيرة في شمال إفريقيا القيروان والقرويين والتاشفينية بتلمسان، وظلت هذه التاشفينية من العطاء حوالي خمسة قرون، ولكن الاستدمار الفرنسي غاضه وجود أمر هذا المعلم الحضاري فقرر تدميره وحوله إلى قاعة للحفلات ودار للبلدية، بحجة توسيع الطرقات في المدينة، ثم كانت الكلمة الافتتاحية للشيخ الفاضل “بن يونس آيت سالم” نائب رئيس الجمعية – عضو المكتب الوطني – فقال:” نلتقي اليوم لنتحدث عن المال وعن التربية، والحديث في هذين الموضوعين ذو أهمية بالغة في بناء الأوطان والصروح، والناظر في القرآن الكريم يجده يتحدث كثيرا عن المال في مواطن شتى وبأساليب متنوعة، فالمال هو أحد الكليات الخمسة، وهو عصب الحياة وبدونه لا تتحقق التنمية ولا يرفع البنيان، أما التربية -مستشهدا بالآية {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، فالعلم الصحيح والخلق المتين هما الأصلان اللذان يبنى عليهما الكمال البشري، مستشهدا بقول الشيخ البشير الإبراهيمي:” إذا جاز أن نرضى بسوء التغذية لأبنائنا فإننا لا نرضى لهم بسوء التربية”، وإذا كان الجهل لا يغلب العلم فإن الفوضى لا تغلب النظام، متحدثا عن أسباب نجاح الجمعية أنها كانت مبنية على أساس من التخطيط رافضة للارتجال، ثم جاءت كلمة الدكتور عبد الحفيظ بورديم ليوجه نداء إلى الأمة للعودة للأصل، ثم تبعت بمداخلة المكلف بالمالية في المكتب الوطني للجمعية الشيخ الفاضل “نور الدين رزقي” والتي تحدث فيها عن التعاملات المالية داعيا إلى حسن تسيير المال لأن كثيرا من الجمعيات ما أوتيت ولدغت إلا من هذا الجانب لجهلها بالتسيير، وذكر بإعداد ميزانية تقديرية وطنية لما لها من أهمية وإعداد تقارير مالية كل ثلاثة أشهر واستعمال الوصولات التي أنتجها المكتب الوطني ومتابعة الاشتراكات الشهرية والتبرعات واستلام هذه التبرعات العينية وجردها، ثم تبعت بمناقشة عامة دارت كلها حول المعاملات المالية وعن الوصولات استقبالا وصرفا وعن التوثيق وعن الضمان الاجتماعي، ثم كانت الاستراحة لتستأنف الجلسة الثانية بتدخل المكلف بالتربية في المكتب الوطني للجمعية الدكتور “فاروق الصايم” الذي تحدث أولا عن الأرضية الرقمية، ثم عن الخطة الخماسية البعيدة المدى ثم تحدث عن ضبط المدارس، عددها وعدد المتمدرسين، والطاقم التربوي وترقية مستوياتهم، أما المرحلة الأخيرة الاهتمام بالمنهج التربوي لمواصلة المهمة طالبا من الحاضرين التجاوب والنقد البناء، كما ذكر بأن الأرضية ستفتح بها بوابة للمالية وبوابة للتنظيم، ثم تحدث عن الاعتمادات قد اتسم كلام الدكتور بوضوح، تبعت بمناقشة مستفيضة، وختمت الجلسات بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم تلاها الأستاذ الإمام راشدي من شعبة سعيدة، وفي الأخير إن جمعية العلماء انتصرت في معركة التنوير والتحرير وهي تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من قوة في معركة التعمير المبنية أساسا على العلم في مواجهة التخلف والتسيب ونوادي الجمعية هي اللبنة الأولى لبناء جيل جديد رسالي، لبناء نهضة الأمة ومستقبلها الزاهر، وهدفنا أن نربي ونعلم الأمة لتصير جديرة بالحرية وقادرة على حمايتها والدفاع عن هويتها، وجمعية العلماء فيها الثابت والمتغير، فالثابت نعض عليه بالنواجذ لأن جمعية العلماء تتجدد ولا تتبدد، فقد كانت قديما حربا على الاستعمار وحربا على الجمود والتخلف والشعوذة، وهي جديرة أن تقوم اليوم في وجه الاستعمار الجديد، الاستعمار الثقافي والجمعية حارسة وحريصة.
رأي الشيخ بن يونس في اللقاء: كان لقاء ناجحا من حيث الحضور إذ حضرت 12 ولاية من بين 14 ولاية، وكان ناجحا إلى حد كبير من حيث المعلومات المقدمة والنقاش الثري وأتوجه بالشكر إلى المكتب الولائي بتلمسان وبخاصة المكتب البلدي ونادي التاشفينية والقائمين عليه .
الشيخ نور الدين رزيق يقول:” إن هذا الملتقى الجهوي لشعب الغرب الخاص بالتسيير المالي ونوادي الجمعية، كان في مستوى الحدث إذ تجاوب أعضاء الشعب وعالج كثيرا من الإشكاليات التي كانت عالقة، وفتح بابا للجمعية وهو الدعوة إلى الاستثمار في ميدان التربية والتكوين وهذا ديدن الجمعية وميدانها .
رأي الدكتور فاروق الصايم:” سعدت باللقاء الجهوي الرابع لشعب الجمعية بالغرب الذي يعد قاعدة أساسية تمهيدية للعمل الجمعوي الذي تعتمد عليه الجمعية من أجل التواصل المباشر والعمل المشترك بين كل أعضاء جمعية العلماء للنهوض بكل شرائحها الذي هو في أمس الحاجة إلى التوعية التي تؤدي إلى معالجة العديد من المعضلات: الأخلاقية الثقافية والتي يعاني منها المجتمع الجزائري .
رأي الشيخ عبد الله غالم – رئيس المكتب الولائي -:” بتوفيق من الله عز وجل تم عقد اللقاء الجهوي لأمناء التربية والمالية وقد كان ناجحا إلى أبعد الحدود من خلال العروض التقنية الواقعية ومن خلال النقد البناء، بحيث اتسمت معالم المسار المستقبلي فيما يتعلق بالجانبين المذكورين سالفا المالي والتربوي، وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر إلى المكتب البلدي والقائمين على نادي التاشفينية لجودة التحضير والتنظيم والإكرام، بارك الله في الجميع”.
الشيخ المختار بن عامر:” تزين اليوم نادي التاشفينية للقرآن الكريم وعلومه بتلمسان باحتضان فعاليات اليوم التكويني للجان المالية والتربية لشعب لولايات الغرب والجنوب الغربي، وكان اللقاء مميزا، أثيرت فيه الكثير من القضايا المطروحة في الساحة في الجانب المالي والتربوي، واتسمت المناقشة بالموضوعية والشفافية التامة، بارك الله في الضيوف والمضيفين، ونخص بالذكر شباب النادي، والمشرفين عليه، ورجال الجمعية عموما”.
وفي الأخير نتوجه بالشكر لكل من تجشم مشقة السفر ولكل من حضر وحاضر وحضر والله ولي التوفيق.