شعبة ولاية تيزي وزو تختم حملة توزيع المساعدات

تقرير: أ/م. ص لحضيري/
أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية تيزي وزو ابتداء من يوم الأربعاء 28 ديسمبر 2021م اختتام حملة توزيع المساعدات على المناطق المتضررة بعدما اطمأنت على وفرة المواد الغذائية في بيوت العائلات المنكوبة. وهذا تقرير مفصل حول حملة توزيع المساعدات على سكان القرى من 11 أوت إلى 28 ديسمبر 2021م.
بمجرد سماع خبر اندلاع الحرائق سارعت شعبة ولاية تيزي وزو إلى عقد جلسة طارئة يوم الأربعاء 03 محرم 1443ه الموافق لـ 11 أوت 2021م بمقر الجمعية تحت إشراف رئيس الشعبة م. ص. لحضيري بحضور بعض أعضاء الشعبة هم السادة: مهانة نايت يوسف نائب الرئيس وحمداد اعمر رئيس لجنة التراث ومحند اكلي سي سعيد رئيس التنظيم وحكيم حرشاوي رئيس لجنة الإرشاد والإصلاح ومصطفى خوجة رئيس لجنة الإعلام والشباب وسي حاج محند الطيب رئيس شرفي، للتشاور وإعداد خطة العمل التي تمكنها من مواجهة المحنة بكل الوسائل الممكنة ماديا ومعنويا فكان الاتفاق كما يلي:
1. تشكيل خلية أزمة لمتابعة الأحداث عن قرب.
2. توجيه نداء عاجل إلى قيادة الجمعية بإرسال قافلة تضامنية في أسرع وقت ممكن حتى تكون حاضرة في الحدث.
3. التعامل مع لجان القرى المتضررة مباشرة عند توزيع المساعدات لضمان وصولها إلى المعنيين.
4. إعداد قائمة الحاجات الضرورية التي ينتفع بها الصغير والكبير، الرجل والمرأة في هذه الظروف الصعبة.
5. استقبال قافلات الشُّعب الولائية التي تريد التنسيق مع شعبة ولاية تيزي وزو داخل إطار الجمعية.
6. حرص شعبة ولاية تيزي وزو على توزيع معدات القوافل بمعية لجان القرى المتضررة مباشرة دون أي وسيط آخر حفاظا على الأمانة.
7. توثيق عملية التوزيع بسندات التسليم وتوقيع المستلم بالاسم والخاتم.
وفور انتهاء اجتماع المكتب الولائي المصغر، وجه رئيس الشعبة السيد محند صالح لحضيري نداء عاجلا إلى قيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يدعوهم فيه إلى المشاركة في الحملة التضامنية، والوقوف إلى جانب العائلات المتضررة من الحرائق المدمرة، التي تجتاح كامل الريف بمنطقة القبائل، والإسراع في تقديم المساعدات الضرورية والمستعجلة كالماء والدواء والدقيق والحليب للصغار والكبار والمواد الغذائية الأخرى والأفرشة والأغطية، لرفع الغبن عن المنكوبين.
وألح رئيس الشعبة على قيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن تكون من السباقين لمواكبة الحدث. وجه كذلك نفس النداء إلى شُعب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبر ولايات الوطن للمشاركة في الحملة التضامنية مع إخوانهم بمنطقة القبائل التي حاصرتها النيران من كل جانب وتنسيق العمل التضامني داخل إطار الجمعية من أجل ضمان وصول الإعانات إلى مستحقيها.
وكما هو منتظر، وصلت أول قافلة تضامنية تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين قادتها شعبة بلدية دلس ولاية بومرداس يوم الأربعاء 11 أوت 2021م. وكان في استقبالها رئيس شعبة ولاية تيزي وزو السيد محند صالح لحضيري برفقة السيد اعمر حمداد عضو في المكتب الولائي، اللذين رافقا القافلة إلى منطقة (بني دوالة) التي تضررت كثيرا، حيث سلّمت المساعدات إلى اللجنة المكلفة بالتوزيع بالمنطقة في جوّ أخوي مليء بمشاعر الودّ والعطف..
وبعد 48 ساعة تقريبا، استقبل رئيس الشعبة السيد محند صالح لحضيري برفقة الاخوة السيد حكيم حرشاوي والسيد اعمر حمداد والسيد فيصل حمودي والسيد محند أمزيان سي يوسف قافلة جدّ معتبرة من لجنة الإغاثة التابعة للمكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين محملة بكميات هائلة من المساعدات المستعجلة التي تتمثل في: (الدقيق– الماء المعدني “سعيدة”– أغطية من نوع كويت ومواد غذائية متنوعة وكمية معتبرة من الدواء الخاص بالحروق…).
وفور استلام المساعدات، اتصل رئيس الشعبة بممثلي لجان قرى المناطق المتضررة، للتنسيق معها والإسراع في عملية التوزيع.
وقد تلاحقت قوافل أخرى من شعب بعض ولايات الوطن إلى مقر التوزيع شعبة ولاية تيزي وزو بواد عيسي وهي: (قافلة شعبة ولاية تيسمسيلت – وقافلة شعبة ولاية مستغانم – وقافلة شعبة ولاية وهران – وقافلة شعبة ولاية معسكر) كما وصلت قوافل شعب أخرى إلى مركز التوزيع الجديد (بقاعة الحفلات حمودي فيصل) الواقع بمدينة بوغني وهي (شعبة ولاية البويرة – شعبة ولاية تلمسان في “زيارتين” – والفرع النسوي الأهرام التابع لشعبة ولاية قسنطينة في “زيارتين”). وكان في استقبال كل الشعب المشاركة رئيس شعبة ولاية تيزي وزو وبعض أعضاء المكتب الولائي.
وكما كان مبرمجا فقد نسقت شعبة ولاية تيزي وزو العمل التضامني مع ممثلي لجان المناطق المتضررة التالية: (منطقة الأربعاء ناث إيراثن، ومنطقة عين الحمام ، ومنطقة بوزقان، ومنطقة أقبيل، ومنطقة واضية، ومنطقة واسيف، ومنطقة بن يني) حيث استفادت حوالي 15000 عائلة من المساعدات المتنوعة المتعلقة بالمواد الغذائية ومواد التطهير والنظافة والأفرشة والأغطية وبعض لوازم الطبخ والأواني وبعض ملابس الأطفال والنساء من جهة، ومن جهة أخرى تمّ توزيعُ أكثر من 250 محفظة مجهّزة بكل الأدوات على أبناء العائلات المنكوبة، تبرّعت بها شعبتا تلمسان وقسنطينة.
إن شعبة ولاية تيزي وزو سجلت حضورها بفضل الله عزّ وجلّ في الميدان بتميز، حيث رافقت العائلات المنكوبة طوال شهور مما جعل العائلات تشعر بالطمأنينة والأمان …
وحرصا من شعبة ولاية تيزي وزو في تخفيف آلام وأحزان أهالي منطقة الريف المنكوبة قام وفد رسمي ممثلا من رئيس شعبة ولاية تيزي وزو السيد محند صالح لحضيري وبعض أعضاء المكتب الولائي السيد مهانة نايت يوسف نائب الرئيس والسيد محند أكلي سي سعيد رئيس لجنة التنظيم والسيد فيصل حمودي أمين المال والسيد حكيم حرشاوي رئيس لجنة الدعوة والإرشاد بالتنقل إلى منطقة اخليجن بالأربعاء ناث ايراثن المتضررة كثيرا حيث تفقّد أحوال سكان القرية واطلع على الخسائر البشرية والمادية، وقدم رسالة التعزية والمواساة إلى أهالي الضحايا تغمّدهم الله تعالى بواسع رحمته.
كما سجلت الشعبة بفخر واعتزاز ردود أفعال مشجعة جدّا من مختلف مناطق الريف على لسان ممثلي لجان القرى وأعيانها على المرافقة المتواصلة إلى اليوم.
ونذكر كذلك في هذا التقرير بأن وفدي شعبتي تلمسان وقسنطينة قاما بمعاينة بعض المناطق المتضررة من الحرائق وهي «منطقة تاخوخت» بالنسبة لوفد تلمسان، «ومنطقة بن يني» بالنسبة لفرع الأهرام قسنطينة.
وقد تأثّر الوفدان كثيرا بهول الحرائق التي تسببت في خسائر فادحة في الزيارة الأولى. وأما في الزيارة الثانية لكليهما، فقد زار الوفدان التلمساني والقسنطيني المنارة الدينية والعلمية (زاوية سيدي علي أويحي أث كوفي) التي تقع في أسفل جبال جرجرة ببلدية بوغني، فحظيا باستقبال أخوي، واستمعا إلى أحد القائمين على الزاوية وهو يتحدث عن مختلف النشاطات التي تمارسها، منها الدورة الصيفية التي تستقطب كثيرا من الطلبة الجامعيين خاصة الإناث من مختلف مناطق الوطن. في آخر كل دورة ينظّم حفل بهيج توزع فيه شهادات وإجازات في تجويد القرآن الكريم بحضور مشايخ أجلاء نذكر على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الجليل الطاهر آيت علجت حفظه الله والدكتور سعيد بويزري والدكتور محمد بلغيث وغيرهم …
وقد علق الأستاذ الفاضل حسن خليفة – منسق ولايات الشرق الذي قاد وفد شعبة ولاية قسنطينة – عقب هذه الزيارة عن إعجابه وانبهاره بهذا الصرح العلمي الديني الذي مازال يحافظ على المقومات الإسلامية في المنطقة. ووجه دعوة كريمة إلى قيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بزيارة هذا المعلم الحضاري الديني الأصيل الذي يؤكد المرجعية الدينية للشعب الجزائري.
وتتشرف وتتكرم شعبة ولاية تيزي وزو بتوجيه رسالة شكر وتقدير وعرفان إلى اللجنة الوطنية للإغاثة التابعة للمكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي كانت من السباقين الأوائل في تقديم الحاجات الضرورية وبكميات هائلة وفي وقت مستعجل ساعد كثيرا في رفع الغبن على كثير من العائلات المتضررة، فكانت الوقفة مشرفة فعلا. وإلى شعبة تلمسان نوجِّه أجمل التحيات وأسمى عبارات التقدير والعرفان إلى رئيسها الأخ الفاضل عبد الله غالم وجميع أعضائها على المساعدات المتميزة والمشرفة التي فاقت التوقعات سواء في الجانب المادي أو المالي، – التي تجسدت في زيارتين متتابعتين – فتحيات زكيات طيبات لأهلنا بولاية تلمسان، وتحية ودّ ووفاء لفضيلة الشيخ الجليل بن يونس حفظه الله ورعاه، الذي بعث إلينا عن طريق البث المباشر، (اللايف)، رسالة عبّر من خلالها عن تضامنه ووقوفه إلى جانب إخوانه بولاية تيزي وزو جراء هذه المحنة.
والشكر والتقدير والعرفان موصولة كذلك إلى فرع الأهرام النسوي التابع لشعبة قسنطينة على رأس الوفد الأخت المحترمة السيدة إلهام علام وجميع زميلاتها اللائي وقفن وقفة تضامنية تاريخية مشرفة عبّرن من خلالها على حضور المرأة القسنطينية من جهة، وتوكيد مشاركة المرأة الجزائرية في الميدان مع أخيها الرجل، وهم يسارعون في تقديم المساعدات الضرورية للعائلات المنكوبة في عين المكان.
كما نحيي الجناح الثاني من وفد شعبة ولاية قسنطينة الإخوة الأكارم الأستاذ الفاضل حسن خليفة (ضيف الشرف) وعمار بوكلوة وعبد الكريم بن صالحية وكل المرافقين لهم الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هذه الحملة التضامنية بصحبة أخواتهم من فرع الأهرام، حيث كان في استقبال الوفد رئيس شعبة ولاية تيزي وزو السيد م.ص.لحضيري بمعية السيد فيصل حمودي أمين المال بمركز التوزيع “قاعة الحفلات حمودي”، فكان اللقاء مفعما بالمشاعر الأخوية العالية، تزيد في توطيد علاقات التعاون…
فشكرا لوفد قسنطينة على تحمله عناء السفر في زيارتين متتابعتين، مما يبين قوة حرصهم على مؤازرة إخوانهم في هذه المحنة.
والشكر والتقدير والاحترام للأخ الكريم الأستاذ الفاضل عبد العزيز شلي رئيس شعبة ولاية قسنطينة الذي كان وراء هذا العمل الشريف الذي يعبّر بصدق على الروابط الأخوية بين شُعب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مثل هذه الظروف العصيبة. عملا بوصية النبي عليه الصلاة والسلام فيما جاء عن النعمان بن بشير عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ونعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
والشكر الجزيل موصول إلى شعب الولايات التي تضامنت مع شعبة ولاية تيزي وزو بالوقوف إلى جانبها وتدعيمها معنويا وماديا في المحنة التي أصابت منطقة الريف بولاية تيزي وزو وهي: ” شعبة بلدية دلس ولاية بومرداس –وشعبة ولاية تيسمسيلت – وشعبة ولاية مستغانم – وشعبة ولاية وهران –وشعبة ولاية معسكر – وشعبة ولاية البويرة “.
كما نحيّي لجنة الإعلام الممثلة من الأخت “فاطمة طاهي والأخ عبد الغني بلاش”، اللذين تنقلا إلى المنطقة الأكثر تضررا وهي منطقة “اخليجن الأربعاء ناث ايراثن” فقاما بتصوير المشاهد المؤلمة والمروعة التي تبين فظاعة الخسائر المادية والبشرية وتغطية لقاء رئيس الشعبة بأعيان قرية اڤلميم حيث جدّد لهم عزم جمعية العلماء في مواصلة الدعم إلى انتهاء الأزمة بإذن الله تعالى. كما وقف الوفد وقفة ترحم على الضحايا وقراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم الطاهرة والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
وإلى كل الذين سارعوا إلى مدّ يد العون من بعيد أو من قريب من مختلف جهات الوطن دون استثناء. وإلى جميع ممثلي لجان القرى والمداشر نخصّ الأخت الفاضلة سعيدة بلعباس رئيسة “جمعية أسيرم” الذين كانوا بمثابة همزة وصل بيننا وبين كل المناطق التي تضررت كثيرا، حيث أدّوا دورا أساسيا في إيصال الإعانات إلى مستحقيها بأمان، فشجعونا على مواصلة الدعم بدون ملل ولا كلل، فتحية تقدير واحترام إلى كل هؤلاء الفرسان الشجعان.
وتحية خاصة بالود والوفاء إلى جميع أعضاء شعبة ولاية تيزي وزو على الروح الأخوية العالية والعزيمة الصادقة التي أظهروها في مواجهة المحنة بدون توقف ولعل زياراتنا الميدانية خير دليل على حرص أعضاء الشعبة على سلامة وأمن المواطنين الذين يعانون الأمرّين. فقدان المأوى وفقدان الأعز من الأهل والخلان…
كما نثمن الروح التضامني الجماعي داخل إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين المتمثل في اللحمة الأخوية بين اللجنة الوطنية الموقرة للإغاثة وشعب بعض ولايات الوطن التي سارعت في تقديم الإعانة إلى إخوانهم المنكوبين بمنطقة الريف بولاية تيزي زوز.
كما نشيد بفخر واعتزاز ما تلقته الشعبة من شكر وتقدير من أهالي مناطق الريف اعترافا بما قدمته جمعية العلماء من سند وعون ودعم للعائلات المنكوبة طيلة هذه الفترة.
وفي الأخير، نسدي وسام التضامن للسيد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فضيلة الشيخ عبد الرزاق قسّوم على الفيض الخيري التضامني الذي تكرّمت به يد الجمعية، مكّن شعبة ولاية تيزي وزو من الوفاء بالوعد الذي قطعته على نفسها بمرافقة سكان القرى المنكوبة في الميدان بتقديم الدعم الممكن إلى نهاية المحنة. وقد وفقنا الله عز وجل بفضله ومنّه في تحقيق هذه الغاية بشهادة ممثلي لجان القرى الذين تلقينا منهم رسائل وشهادات حية من الشكر شفاهية وكتابية. والحمد لله رب العالمين.
قال الله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصُطُ وإليه ترجعون)[سورة البقرة 245].
الاثنين 29 جمادى الأولى1443ه الموافق لـ 03جانفي 2022م