حكم إطلاق النار من البنادق، والألعاب النارية العشوائية
الشيخ محمد مكركب أبران
Oulamas.fetwa@gmail.com/
الفتوى رقم: 538
الســـــؤال
قال السائل: تكثر الألعاب النارية في ذكريات ومناسبات الأفراح، والولائم، والأعراس، وبعض الناس يستعملون إطلاق النار ليعبروا عن فرحهم ـ كما يقولون ـ يطلقون النار بطريقة عشوائية، وكثيرا ما تقع حوادث محزنة، بسبب المصابين بجروح وعاهات أو موت. وعندما ينصحون يقولون: الشباب يريد أن يفرحوا، فلا تفسدوا عليهم أفراحهم. وسؤالي: هل إطلاق النار والمفرقعات في الأفراح يجوز؟ أم أنه من المنكر؟ وخاصة في مناسبة ذكرى ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام.
الجـــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: ما هي الألعاب النارية؟ الألعاب النَّاريّة: موادّ تُحضَّر كيماويًّا وتُحْدث عند اشتعالها دويًّا صارخا وضياءً مُشِعًّا، وهي تُستخدم في الأعياد والمناسبات، عند من بلغوا مستوى من الترف، والتقدم الاقتصادي. أما البلدان المتخلفة فلا يحق لها أن تلعب، بل يقال لأهلها: اقرؤوا واكتبوا، وازرعوا واصنعوا، لتخرجوا من التخلف ثم عندما تصيروا أنتم الذين تصنعون وسائل الألعاب النارية وتبيعونها لغيركم وتكسبون منها الملايير، حينها يجوز لكم أن تتساءلوا كيف وبم تفرحون.؟؟
ثانيا: هذا السلوك، سلوك الألعاب النارية، منكر ومذموم، ولا يجوز فعله، لعدة علل، منها: أنه صرف أموال بغير وجه حق، فهو تبذير، والتبذير محرم. ومن العجب أن هذا الفشك، والمفرقعات، ووسائل الألعاب النارية يستوردونها من بلدان بلغوا الذروة في القوة الاقتصادية، فالمتقدمون الأقوياء يصنعون الألعاب ويبيعونها للمتخلفين الضعفاء ليلعبوا بها؟؟؟. وبقي المتقدمون في القمة يصنعون، والمتخلفون في الوادي يلعبون!!! فننصح بعدم استيراد هذه المفرقعات والفشك، ولا يجوز إطلاق النار من البنادق والمسدسات، في الولائم والأفراح، حفاظا على الأبدان والأرواح. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: التعبير عن الفرح لا يكون بالنار، إنما يكون بالهدايا الثمينة والأزهار، يكون بإطعام الطعام، وإدخال السرور على الفقراء والمساكين والأيتام. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
رابعا: التذكر والاتعاظ والاعتبار في ذكرى الميلاد لا يكون بالمفرقعات، والفشك، والألعاب النارية، إنما يكون بدراسة التاريخ والسيرة النبوية، إحياء الذكريات، والفرح في المناسبات، يكون باللقاءات والمجالس العلمية، وليس بالطلقات النارية، يكفي الشعوب المتخلفة ما بها من نار العداوة والبغضاء، ويكفيها من هموم التخلف والأحزان. فلا يجوز إطلاق النار من فشك، ولا مفرقعة، ولا ألعاب نارية في ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم. ولو أن طفلا أصيب بعاهة بسبب تلك الألعاب والمفرقعات، لكان المسؤولون عن ذلك: الآباء والأمهات، والفاعل الذي أوقد نار الفشك، والبائع الذي باع تلك المفرقعات، والمسؤول الذي رخص له لاستيرادها وبيعها. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
خامسا: وحكم الملايين التي تصرف في تلك الألعاب أنها تبذير، والمحاسبون عنها هم الأربعة المذكورون أعلاه. ثم إن خطورتها في التأثير على الصحة البدنية والصحة النفسية، فتلك الألعاب النارية، تصنع من المواد الزفتية أو القارية (النفطية). والقذيفة الناريّة التي تستعمل في الألعاب النَّاريّة، قد يصل ثمنها إلى قيمة صاع من القوت. والذي يشتريها وليس هو الذي يصنعها ولا تصنع في بلده، في كل طلقة نارية يفسد قيمة صاع من القوت وهو يضحك، وضحكه مردود على نفسه!! فمن يلعب بما يصنع غيره، كأنما يلعب بنفسه. أنفقوا المال والوقت في تعلم الحرف واكتساب الخبرات، والتدريب على الصنائع والمخترعات.
سادسا: قال السائل:(هل إطلاق النار والمفرقعات في الأفراح يجوز؟ وفي ذكرى الميلاد) قلت: لا يجوز، لأن فيه أخطارا، ويكفيه أنه من النار.!! وفي تلك الألعاب النارية تبذير، والتبذير فساد وتخسير. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.