مداني حديبي/
هذا عنوان كتاب جميل في سحر التنظيم وإزالة الفوضى للمؤلفة اليابانية ماري كوندو..بعد كتابها المشهور: سحر الترتيب ..بيع أكثر من ثمانية ملايين نسخة في أربع قارات..وفيه فصول ماتعة في كيفية التخلص من الفوضى بدءا من أغراض المطبخ والحمام وصولا إلى أوراق العمل مع طريقة مبدعة في فنون الطي..فالبيت المرتب المنظم يفيض على أهله راحة وفرحا وسرورا.. لكن الفرح الذي يمنحه الترتيب وإزالة الفوضى يبقى مبتورا ناقصا إذا كان القلب ممزقا متعبا حزينا مكسورا.. والروح مبعثرة مشتتة..ذلك لأن الفرح والسعادة والبهجة تنبعث من داخل القلب إذا كان مرتبا متناغما زكيا نقيا مبتسما..لذلك ركزت النصوص القرآنية والنبوية على بيت القلب وإعادة بنائه وتشكيله وترتيبه..ففي الجسد مضغة إذا صلحت، صلح الجسد كله… لهذا ركز ابن القيم على نشر الفرح من خلال ترتيب القلب وإزالة فوضاه وتنقيته.. (في القلب شعث: لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن: لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة: لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!..).. والأجمل والأحسن أن ننشر الفرح في البيت بترتيبه وفق قواعد المبدعة اليابانية ماري كوندو وننشر الفرح في القلب ابتداء وفق منازل ومدارج السالكين وحكم بن عطاء ورسالة القشيري وإحياء علوم الدين..فنجمع بين الفرحين والسعادتين ظاهرا وباطنا..
