قضايا و آراء

هل هناك من يحبك مثل هذا الحب..؟!

مداني حديبي/

هناك مخلوقات عظيمة نورانية تحبك كثيرا ترافقك كل لحظة..حفظا ورعاية ودعما ودعاء..
قد تنسى وجودها وقربها وحبها وأنت منغمس في يومياتك..لكنها لا تنساك احتواء واهتماما واحتضانا ورفقا.
منها حملة العرش.. رغم مكانتهم السامقة وقدرهم الكبير وعملهم العظيم..يحملون العرش ومن حوله… يسبحون بحمد ربهم.. ومع ذلك يحبونك حبا لا يعادله حب.. وتصف سورة غافر حبهم لك:
يستغفرون للذين آمنوا…يستغفرون لك مع أول ذنب منك.. دون أن توصيهم أو تذكرهم بذلك.
بل يلهجون لرب العزة بحبهم لك: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما، فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك..
ويخافون عليك خوفا شديدا يدل على حبهم لك فيتضرعون ..وقهم عذاب الجحيم… ثم لا يكتفون بذلك بل حبهم لك يشمل كل أسرتك..يريدون لم شملك في الجنان لتتمتع وترتوي وتمتلئ..فلا تكتمل اللذائذ إلا بالاجتماع مع والديك وزوجتك وذريتك في النعيم الخالد:
ربنا و ادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم.
ويضيفون لحبهم لك حرصا عظيما على حفظك وسلامتك من كل ذنب يجعلك تتبعثر وتتشتت وتتكدر وتشقى.. فيلحون على الله بالدعاء لك: وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم..
أرأيت.. هل هناك من يحبك مثل هذا الحب الصادق الدائم، ويهتم بك ذاك الاهتمام العظيم لدرجة أنهم مشغولون بدعاء ينبض حبا وحرصا وشفقة ويفيض رحمة وجنة وخلدا.
ولا يليق بنا أن نقابل حبهم لنا بغفلة وتجاهل وجمود بل ينبغي أن نستشعر وجودهم ونتذوق شفافيتهم ونكرم ضيافتهم ونستأنس بمرافقتهم ونحبهم حبا يليق بمقامهم ولا نؤذيهم ونكرم ضيافتهم وصحبتهم.. ونسارع دائما إلى التوبة والطهر والنقاء ليشموا منا كل عبير جميل وذوق رفيع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com