التطـــبـيـــع …خيـــانـــــة عــظـــمـــى
الشيخ نــور الدين رزيق /
لقد وصلت الأمة الإسلامية إلى حال من الذل والضعف والهوان وتحكم أعدائها بمصائرها، وأسباب هذا الضعف والهوان ما بينه الحديث النبوي فيما رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم «إذا تبايعتم بالعِينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ورضيتم بالزرعِ وتركتم الجهادَ سلط اللهُ عليكم ذُلًّا لا ينزعُه شيءٌ حتى ترجعوا إلى دينِكم».
لقد فُتحت باب سوق الخيانة ومزاد البيع العلني، وبدأت المساومة على العروش، من يرضخ عرشه محميّ وملكه باق، هؤلاء الذين تمكن حب الدنيا من القلوب على حساب الدين والقيم فهرولوا إلى التطبيع ودعوة صلح الذل والهوان مع كيان الاحتلال والاغتصاب لأرض الأنبياء والرسل.
أصدر أكثر من 200 عالم إسلامي، فتوى تحرم الصلح والتطبيع مع إسرائيل، التي تحتل الأقصى والقدس وفلسطين.
وقالت الفتوى: «إن ما سمي باتفاقيات السلام أو الصلح أو التطبيع (مع إسرائيل) محرمة وباطلة شرعا، وجريمة كبرى، وخيانة لحقوق الله تعالى ورسوله، وحقوق فلسطين أرضا وشعبا، والأمة الإسلامية».
على علماء الأمة الإسلامية أن لا يسلكوا مسلك ما قام به البعض بليّ اْعناق النّصوص، وتحريفها، والخروج عن الثوابت الشرعية إرضاءً للسلطات، والاقتداء بأئمة النهضة الذين لم يَفْتُرُوا يوما في أداء واجب الجهاد بالكلمة في سبيل الله، وفيما يتعلق بقضية المسلمين (فلسطين والقدس) إذ ليس حالنا اليوم من البؤس والضيق أشد مما كنا عليه قبل عقود.
إن كيان بني صهيون نبتة خبيثة غرست في أرض طيبة، فلا تنبت وإذا نبتت فلا مستقر لها.
اعلم عبد الله، أن أرض فلسطين وما حولها أرض مباركة، وصفها الله سبحانه بذلك في خمسة مواضع من كتابه، وفيها المسجد الأقصى: أولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، افتتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحرّرها صلاح الدين رحمه الله، فهي مملوكة للمسلمين، وأرضها وقف عليهم، والحق فيها لله عز وجل، ليست حقاً شخصياً لأحد كائناً من كان حتى يتنازل عن شيء منها، لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث.