الحدث
الكاتب الإسلامي باللغة الفرنسية الجزائري الدكتورالهبري بوسروال في ذمة الله
محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا/
ببالغ الحزن والأسى وتسليم بقضاء الله وقدره، تلقت الجالية العربية والمسلمة في أوروبا نبأ وفاة الكاتب الإسلامي الجزائري باللغة الفرنسية، الدكتورالهبري بوسروال بفرنسا، حيث رحل جثمانه الطاهر منذ أيام ليدفن في مقبرة زمورة بولاية غليزان عن عمر ناهز 77 سنة، في سمط إعلامي مطبق على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، علما أن وسائل اعلام الضفتين الناطقة بالفرنسية خاصة كانت تقتات من حين لآخر من موائد قلمه وفكره وذلك منذ سنين!! ..
المرحوم طبيب مختص في طب العيون مقيم بباريس منذ عقود، وكانت له رغبة جامحة في بداية مشواره الطبي للعودة للوطن، لكن ورغم محاولات متكررة لفتح عيادة متخصصة بالغرب الجزائري، لم يُمكن من ذلك، جراء عراقيل بيروقراطية واهية، لا تغيب على نباهة القارئ الكريم في دول العالم الثالث.
فآثر الدكتور الهبري البقاء والعمل في فرنسا من باب “مكرها أخاك لا بطل”، عملا بالمبدأ الحكيم”ما لا يدرك كله لا يترك جله”، إذ حبا لأرض الوطن ومسقط رأسه وخدمة لأبناء بلده عموما، أخذ على نفسه عهدا لرد الجميل و”لو بالتقسيط”، على حد تعبير بعض معارفه، حيث كان كلما عاد في عطلته للجزائر إلا وهو مصطحبا معه حقيبته الطبية الضخمة قصد معالجة مرضى العيون المحتاجين مجانا، وتوزيع نظارات وأدوية مجانا أيضا للمحتاجين، كما عرف عنه فعل الخير ومساعدة الفقراء بسخاء منقطع النظير، مهما كانت المبالغ المطلوبة أحيانا، على حد تعبير بعض من خالطه عن قرب.
وبالإضافة الى تخصصه الطبي العلمي الصرف، كان أيضا باحثا و مدرسا وأستاذا في الجامعات الفرنسية لطلبة طب العيون ومنهم كوكبة من العرب والمغاربة العاملين حاليا خارج فرنسا.. كما واصل المرحوم بحوثه حتى في مجال الطب البديل، أو الطب النبوي ، لما لا وهو حامل لكتاب الله ومفسرا له بجدارة، مكنه من إثراء المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب باللغة الفرنسية في مواضيع مختلفة وكذا مئات الدراسات والبحوث العلمية ، طبع منها العشرات وفيها ما هو قيد النشر، طبعا عموم منشوراته تتعلق برسالة الإسلام والعصر وعلوم الطب والأعجاز و كذا فنون الدعوة الإسلامية العلمية عموما، مع بذله مجهودات مباركة مشكورة في ترجمات بعض أمهات المراجع من العربية للفرنسية، كترجمة بعض كتب بن القيم الجوزية وملخصات من تفاسير القرآن .. وقد كرس حياته أيضا للدعوة للإسلام من خلال محاضراته للجالية وفي العديد من دول العالم وقاراته من فرنسا بأوروبا الغربية إلى إندونيسيا شرق آسيا، وكان سببا في اعتناق عدد كبير منهم للإسلام..
ومن كتبه المتنوعة المطبوعة والتي لازالت في المكتبات ويعاد نشرها من حين لآخر، على سبيل المثال لا الحصر، نذكر:
1 – القرآن وما يعتقده الغربيون
2- حكمة الاسلام
3 – علماء مسلمون نسيهم التاريخ
4- القرآن وتدريب الذاكرة
5- تفسير الأحلام بعد ابن سيرين (ترجمة)
6 – شرح آيات الكرسي.
7- الإسلام والجاهل
8- ماذا يعني الجهل ؟
9- لماذا حب محمد؟
– 10- محمد و النساء –
11 – محمد (صلى الله عليه وسلم) و الطب
12- لا يفترض على أحد أن يتجاهل الله
13- وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
14- أعتقد أو لا تعقد ..
15- إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
16- الصلاة وفضائلها النافعة على الحالة النفسية والصحية
17 – ماذا يقول الإسلام والعلم عن التبغ والكحول؟.
18 – لماذا لحم الخنزير حرام في الإسلام؟
19 – المخدرات
20- مفتاح البذخ
21- لماذا الحلال ؟.
22- الطب والمثلية الجنسية
23- الاختلاط بالرفقة السيئة.
24- صيام شهر رمضان والطب
25 – عقوق الوالدين
26- الطلاق
27- ما هي السعادة؟
28- هل انت مثل هؤلاء؟
29 – الإسلام والنظافة (الطهارة)
30- الرسول، مختار ومصطفى الرسل.
31- الجنة ( من كتاب بن القيم الجوزية) ترجمة.
32- فتاوى إسلامية (315 فتوى).
وبهذه الفاجعة الأليمة يتضرع إخوانه و طلبته في ” اتحاد الجمعيات الإسلامية في أوروبا ” المجلس العلمي لمؤسسة “السننية للدراسات الحضارية” و”جمعية الشيخ بوزوزو بجنيف” إلى الله تعالى، بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، وأن يرزق ذويه وطلبته و قرائه الصبر والسلوان.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، و”إنا لله و إنا إليه راجعون.”