منتدى سيّدي أبي مدين للأخوّة الجزائرية الفلسطينية يندّد بالقرار البريطاني

السيّد محمد المأمون القاسمي الحسني/
قال تعالى:{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}[الأنفال/72]
على إثر القرار الظالم الّذي اتّخذته بريطانيا، صاحبة وعد بلفور المشؤوم، ويقضي بفرض حظر شامل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، ويصنّفها ضمن الحركات الإرهابية، عقد منتدى الأخوّة الجزائرية الفلسطينية اجتماعا طارئا، أصدر في ختامه البيان الآتي:
إنّنا، في منتدى سيّدي أبي مدين للأخوّة الجزائرية الفلسطينية، ندين هذا القرار، الّذي ينحاز لكيان الاحتلال؛ ويتجاهل حقّ الشعب الفلسطينيّ في كفاحه المشروع من أجل استرجاع وطنه السليب. إنّه قرار متجنٍّ يندرج ضمن المشاريع الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين، بتصفية حركة المقاومة قانونيا، بعد فشل محاولات تصفيتها ميدانيا، في ستّ حروب متتالية، سخّر فيها العدوّ الصهيونيّ أعتى أسلحته المدمّرة؛ وآخرها معركة “سيف القدس” المظفّرة، الّتي قلبت الحسابات؛ وأحبطت المؤامرات؛ وأفشلت مشاريع التطبيع؛ وبعثت الرّوح والحيوية في القضية الفلسطينية؛ وأبرزت حجم التعاطف والتضامن معها، في المستويين الشعبيّ والرسميّ، في شتّى بلدان العالم، لتعود هذه القضية العادلة، مرة أخرى، وتفرض نفسها في أروقة الأمم المتحدة، وفي القمم الّتي تنعقد بين رؤساء الدول المختلفة.
إنّ هذا الإجراء الآثم غير شرعيّ ولا قانونيّ ولا أخلاقيّ. وما هو إلاّ محاولة بائسة يائسة لإقصاء مكوّن رئيسيّ من مكوّنات الشعب الفلسطينيّ، وتحييد فصيل نضاليّ قويّ ومَرِن، عرف كيف يحافظ على ثوابت الشعب الفلسطينيّ وحقوقه التاريخية، في أرضه ومقدّساته، على قاعدة “المقاومة المشروعة”، الّتي أقرّتها كلّ الشرائع السّماوية، وكذا القوانين الوضعية، والاتّفاقات الدّولية.
لقد عرفت حركة المقاومة كيف تمسك بدفّة شراع السفينة الفلسطينية، وهي تمخر عُباب بحر المكائد والمؤامرات، مع قلّة الزاد، وانعدام النصير، إلاّ من فئة قليلة، بقيت ضمائرهم حيّة، في أمّتنا العربية والإسلامية، ومعهم الشرفاء من أحرار العالم؛ وقدّمت المقاومة الأبرار من قادتها، قبل جنودها، ليرتقوا شهداء على مذبح الحرّية، والكفاح المرير لاستعادة الحقّ السّليب.
إنّنا نندّد بهذا القرار، وما يتبعه من إجراءات التّضييق على حركة المقاومة، وعلى أنصارها في ربوع العالم بأسره. وإذ ننوّه بموقف الجزائر الثابت، الشعبيّ والرسميّ؛ من قضية فلسطين؛ ونشيد بصموده أمام الاختراقات الصهيونية، الّتي وصلت إلى عقر ديار المغرب العربي، محضن النضال وينبوع التحرّر من قيد الاحتلال الأجنبيّ. نهيب بالدول العربية والإسلامية أن تتمسّك بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي طليعتها قضية القدس والأقصى المبارك، وقضية اللاّجئين، وحقّ جميع أبناء فلسطين في العودة إلى ديارهم، في مدنهم وبلداتهم، وإقامة دولتهم المستقلّة، بكامل سيادتها، وعاصمتها القدس الشريف.
والله يقول الحقّ وهو يهدي السّبيل. له الأمر من قبل ومن بعد.
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم.
حرر يوم 15ربيع الثاني 1443ه الموافــق 20 نوفمــبر 2021م
رئيس المنتدى
السيّد محمد المأمون القاسمي الحسني