مساهمات

في ظــــلال السنـــة النبويـــة الشريفـــة / حقــــوق الأخـــــوة بين المؤمنين1

أ.د/ مسعود فلوسي*/

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ)، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ) [رواه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام، حديث رقم: 4023].

طبيعة العلاقات بين المسلمين
يتميز المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات البشرية، بنوعية العلاقات التي تربط بين أفراده، تلك العلاقات التي لا تقوم على روابط النسب أو العرق أو البيئة أو القبيلة، وإنما تقوم على أساس المبدأ الذي يدين به هذا المجتمع، ألا وهو الإسلام والإيمان.
فالمسلمون جميعا إخوة، بمقتضى كونهم مسلمين، مهما تباعدت بهم الديار ومهما فرقتهم الأوطان ومهما تنوعت بهم الأعراق والأجناس، وهذا ما قرره الحق سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم، حيث قال جل جلاله: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)) [الحجرات: 10].
وقد وصف الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام طبيعة العلاقة التي تربط بين المسلم وأخيه المسلم، فشبهها باللبنات التي لا يمكن لواحدة منها أن يعلو بها بنيان، ولكنها مجتمعة قد يُرفع بها بنيان سامق أو صرح شامخ. فعن أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ [صحيح البخاري].
وهكذا، فالمؤمنون قلوبهم على بعضهم البعض، يفرح المؤمن لفرح أخيه ويحزن لحزنه، يسعد بما يسعده ويتألم مما يؤلمه. وهذا ما يؤكده حديث الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فعن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) [صحيح مسلم].
إنه لتصوير رائع ودقيق يكشف عن مكانة المؤمن في قلوب إخوانه المؤمنين، ويبرز نوعية المشاعر التي تجمع بين قلوب أهل الإسلام والإيمان، ويظهر صورة المجتمع حين تسوده العقيدة الإسلامية وتصبغ العلاقات بين أفراده وفئاته.
والحق أن هذه الصورة لا يمكن أن تتحقق، وهذه المشاعر الإيمانية لا يمكن أن توجد في الواقع إلا حين يؤدي كل مؤمن واجبه في إطار المجتمع المسلم، فيعيش في هذا المجتمع قائما بواجباته مراعيا لحقوق غيره، مدركا بأن الإسلام معاملة اجتماعية إلى جانب كونه اعتقادا قلبيا.
وحتى تتحقق الأخوة الإيمانية بين المسلمين، فلابد أن يؤدي كلٌّ منهم واجبه تجاه إخوانه فيحفظ لإخوانه حقوق الأخوة ويؤديها لهم كاملة غير منقوصة.
حديث جامع
وهذه الحقوق هي التي يجمعها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ)، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ).
يحدد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أهم حقوق الأخوة الإسلامية، ويشير إلى العلاقات التي يجب أن تسود بين المؤمنين حتى تأتلف قلوبهم على المودة والمحبة، وتتوافق مشاعرهم على التراحم والتعاون فيما بينهم. وهي حقوق بسيطة في صورتها، ولكنها عظيمة في معانيها، عميقة في مدلولاتها، شديدة التأثير في نفوس المؤمنين وفي ربط العلاقات بينهم. وهي على الرغم من سهولة القيام بها، إلا أننا كثيرا ما نستهين بها ولا نقوم بحقها ولا نؤديها لبعضنا البعض، مما جعل العلاقات بين المسلمين يسودها الفتور واللامبالاة، بل كثيرا ما تتعرض للانقطاع. وهكذا، فبدلا من أن يعطي المسلمون المثل في التآخي والتعاون والتآزر في السراء والضراء، صاروا يعطون المثل في التحاسد والتباغض والتقاتل، كل ذلك بسبب استهانتهم بحقوق الأخوة الإسلامية وعدم حرصهم على القيام بها تجاه بعضهم البعض، ناسين أو متناسين أن هذه الحقوق جزء لا يتجزأ من الإيمان وركن ركين من أركان الإسلام.
الحق الأول: إفشاء السلام
(إذا لقيته فسلم عليه): هذا أول حقوق الأخوة الإسلامية؛ أن يحيي المسلمون بعضهم بعضا بتحية الإسلام، وهي (السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته)، وأن يرد بعضهم على بعض التحية (وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته).
والحق أن التحية بالسلام هي أفضل التحايا، لأن فيها إشعارا للمحيَّى بأنه في أمان وسلام واطمئنان وأنه لا ينبغي أن يخشى أي خطر من أخيه ولا أن يتوجس في نفسه أي خيفة منه. وكذلك في رد السلام طمأنة للمحيِّي بأن من حيَّاه يبادله نفس الشعور، ويؤكد له أنه هو الآخر لا يحمل له أي حقد أو ضغينة وليس له في قلبه إلا كل مودة ومحبة واحترام. وحين تنتشر التحية بالسلام في المجتمع المسلم تسوده الطمأنينة ويشعر الناس بالأمان على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، فتسود بينهم مشاعر المودة والمحبة. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا) [مسند أحمد].
لذلك كان إفشاء السلام من خير أعمال الإسلام، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْإِسْلاَمِ خَيْر؟ٌ قَالَ: (تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ) [صحيح البخاري].
والرجل المؤمن المخلص الذي يحرص على إفشاء السلام وبَذْلِه لكل من يتوسَّم فيه الإيمان والإسلام، عرفه أم لم يعرفه، هذا الرجل هو أحب الناس إلى الله عز وجل وأقربهم إليه، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلاَمِ) [سنن ابن ماجه].
فالسلام هو رسول المحبة والرابط الذي يوثق مشاعر الأخوة الإيمانية بين المسلمين ويرتقي بهم إلى الدرجة التي يستحقون معها أن يكرمهم ربهم سبحانه وتعالى بجنته ورضوانه. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ) [صحيح مسلم].
إن الابتداء بالسلام بين المسلمين سنة مؤكدة، ولكن رده فرض واجب لا يُعذر بتركه، فقد قال سبحانه وتعالى وقوله الحق: ((وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)) [النساء: 86].
وإنه لمؤسف حقا أن يشيع بين المسلمين التهاون في شأن السلام، فكثير منهم لا يلقون هذه التحية معتبرين ذلك دليل التقدم والتطور والانفتاح على الآخرين، كما أن كثيرين منهم يستنكفون أن يردوا السلام إذا حُيُّوا به، معتبرين من يلقيه عليهم متخلفا أو متطرفا لا يستحق أن ترد تحيته. وهو ما أدى إلى أن تنتشر بين المسلمين أسباب الشقاق، وأن تتقطع العلاقات بينهم، وأن تعشش الآفات الاجتماعية في المجتمع المسلم.
الحق الثاني: إجابة الدعوة
ما أكثر الولائم في مجتمع المسلمين، بمناسبة زواج أو نجاح أو ولادة أو ما إلى ذلك، ومن العادة أن يدعو المسلم بعض إخوانه المسلمين إلى وليمته، ويسره كثيرا أن يجيبوا دعوته ويدخلوا بيته ويتناولوا من طعامه، إنه حينئذ يشعر بأهميته في نفوسهم وقيمته في قلوبهم، فيزداد حبه لهم وتعلقه بهم.
والحق أن المسلم لا يدعو أخاه المسلم لدخول بيته وتناول طعامه إلا إذا كان يحبه ويحترمه ويحرص على مودته. ولتمتين هذه الروابط وتوثيق هذه العلاقات بين المؤمنين، وترسيخا لمشاعر المودة والمحبة بينهم، حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين على أن يجيب بعضهم دعوة بعض، وشنع على من يرفض إجابة الدعوة أو يستهين بها، معتبرا ذلك سلوكا يغضب الله عز وجل ودليلا على نقص الإيمان في قلب المدعو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا) [أخرجه البخاري ومسلم]. وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ يَقُولُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُجِبْ عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَه) [صحيح مسلم]. وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ) [صحيح مسلم]. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْمَسَاكِينُ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» [موطأ مالك].
ذلك أنه كما أن إجابة الدعوة دليل المحبة والاحترام والتقدير، فإن عدم إجابتها بلا عذر ولا سبب معقول دليل على استهانة المؤمن بأخيه المؤمن وعدم شعوره بقيمته، بل واحتقاره له في نفسه. ولا شك أن شعورا كهذا محرم شرعا ومما يغضب الله عز وجل ويسخطه على عبده، وهو دليل على ضعف الإيمان في قلبه وعدم مراقبته لله عز وجل وعدم خشيته له. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُه.ُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) [صحيح مسلم].
إن المسلم المخلص لربه عز وجل، الصادق في إيمانه، لا يرى لنفسه فضلا على إخوانه المؤمنين، بل إنه يرى نفسه أقلهم شأنا وأدناهم مكانة وأضعفهم قوة، ولذلك فهو حريص على ما يربطه بهم، دائب فيما يقوي علاقته بإخوانه.
الحق الثالث: بذل النصيحة
لا يستطيع الإنسان أن يدرك وجوه الخير والفضل كلها بنفسه، ولذلك فهو بحاجة إلى غيره ممن يسترشد برأيه ويستهدي بتوجيهه، خاصة فيما لا علم له به أو ما ليس له به سابق خبرة.
ذلك أن الناس تتفاوت مداركهم وتتنوع مراتبهم في المعرفة بالحياة والخبرة بالواقع، وقد يكون لدى بعضهم من الاطلاع ما ليس لدى البعض الآخر، ولذلك يحتاج بعضهم إلى مشورة بعض فيما يتخذونه من قرارات أو ما يسلكونه في الحياة من مسالك.
والمؤمن بحاجة ماسة إلى إخوانه المؤمنين في كل ما يسلكه في الحياة وما يقرره من قرارات، ولذلك فهو يتوجه إلى إخوانه ممن يتوسم فيهم المعرفة والخبرة بطلب النصيحة، ملتمسا منهم التوجيه إلى أفضل السبل وأحسن المسالك وأفضل القرارات.
وحين يتوجه المؤمن إلى أخ له يطلب منه النصيحة، فذلك دليل على ثقته فيه ومحبته له وشعوره بأنه يبادله المودة والمحبة وبأنه سيخلص له في النصيحة ويبذل له ما يملك من رأي وخبرة ومعرفة بالواقع والحياة والمجتمع.
لذلك كان من واجب من طُلبت منه النصيحة أن يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه أخوه المؤمن، فيستفرغ وسعه وطاقته في تقليب الأمر على وجوهه، ويخلص في أن يشير عليه بما سيشير به على نفسه لو كان هو في مكانه، فالمؤمن الصادق هو من لا يميز أخاه عن نفسه، بل ربما بذل له ما لا يبذله لنفسه، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِه) [صحيح البخاري].
إن نصيحة المؤمنين، والرغبة في تحقق الخير لهم، وكراهية أن يلحق بهم الشر والضرر، صفة من صفات المؤمنين وعلامة من علامات صدق الإيمان. كما أن عدم الرغبة في أن يلحق الخير بالمؤمنين والحرص على إلحاق الشر بهم، شعور لا ينطوي عليه قلب مؤمن صادق، لأن من كان قلبه متعلقا بهذه المشاعر فلا شك أنه منافق كاذب في دعوى الإيمان.
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ)، قُلْنَا: لِمَن؟ْ قَالَ: (لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) [صحيح مسلم]. وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ [صحيح البخاري].
يُتبع

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com