المرأة و الأسرة

ثقافة المرأة والرجل الصحية والنفسية

أ. / أمال السائحي/

إن للإنسان في كل مرحلة من مراحل نموه احتياجات نفسية وجسمانية، يحتاج إليها كالماء والهواء الذي يتنفّسه، وبالطريقة التي تناسبه مع مرحلته العمرية، حتى يتم التوازن المرجوبينه وبين محيطه الذي يعيش فيه أردنا القول أن هناك مرحلة هامة من مراحل العمر، يكون فيها الفرد في أشد الاحتياجات للرعاية، وهي فترة ما يسمونه بسن اليأس بالنسبة للجنسين وما نتطرق إليه في هذا المقال عن المرأة وعن هذه المرحلة الحرجة في حياتها التي تتعرض لها لا محالة في لحظة من لحظات حياتها، يقول الخبراء في هذه النقطة أنها تبدأ: «بالاكتئاب، القلق، النسيان مشكلات الغدة الدرقية والإرهاق، هي بعض العوارض التي تعانيها النساء في هذا العقد من الزمن الذي يسبق الانقطاع التام للطمث، تبدأ هذه المرحلة نظرياً قبل 4 أو5 سنوات من انقطاع الطمث. لكنها قد تبدأ لدى الكثيرات قبل ذلك، أي مع حلول سن الأربعين، أوحتى أواخر الثلاثينات أحياناً. والعوارض التي تعانيها النساء في هذه المرحلة الانتقالية من حياتهنّ كثيرة ومتفاوتة الحدة، حيث تبدأ بالاكتئاب واضطرابات المزاج والطمث الغزير والهبّات الساخنة والأرق، لتنتهي بالنسيان، والغثيان. ويمكن للمرأة أن تعاني أحد هذه العوارض أوبعضاً منها قبل أن تعي هي وطبيبها أنها بلغت مرحلة ما قبل سن اليأس إن هذه الفترة التي أطلقوا عليها «سن اليأس» هي يأس من الإنجاب فقط؛ لكنها من ناحية أخرى نضج في التعامل مع جوانب الحياة الأخرى، تحتاج للاهتمام بجوانب صحية ونفسية محددة، وذلك من أجل الحفاظ على النشاط والحيوية في هذه المرحلة، وهذا ما أكده الأخصائيون النفسانيون، أن اليأس هومن الإنجاب فقط، وهومن حكمة المولى – عز وجل – حيث إن للمرأة في هذا السن يجب أن تهتم بنفسها وصحتها أكثر، وهوالأصلح لها ولأبنائها، وللعناية بزوجها خاصة إذ قلنا إن الزوج قد يكون هوأيضاً في مرحلة تغيرات، وإن كان لا يعترف بها، فكلاهما يمر بمرحلة يعتقدان أنها مرحلة نهاية الشباب، والطريق نحوالشيخوخة، فلا توجد مرحلة بلا متاعب ولا مصاعب، سواء بالنسبة للمرأة أوللرجل قال الله – تعالى-: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
ومن أهم الأمور الاجتماعية التي يجب مراعاتها عندما تمر المرأة بهذه المرحلة الحرجة وهومراعاة حالتها النفسية وطمأنتها، وأن يكون زوجها بمثابة السند والمعين لها في هذه المرحلة. وهذه النقطة بالذات تحتاج لزوج متفهِّم وأسرة واعية، كذلك تنمية العلاقات الاجتماعية، وعدم ترك النفس للعزلة والانطواء؛ مما يساعد على التوازن النفسي ورفع الثقة بالنفس، والاستمرار في العطاء للآخرين، والاشتراك في برامج اجتماعية وخيرية تساعد على الاختلاط بالناس؛ فهذا من شأنه تنمية الذاكرة، وكذلك الحركة تعالج كثيرا من الأمراض الصحية وتعمل على الحفاظ على الوزن، والتفكير الإيجابي المتفائل، ومن الضروري عدم اعتبارها أزمة منتصف العمر؛ فلا أحد يعلم عمره حتى يعلم يقيناً منتصفه.
ولا مانع من اللجوء لأخصائي أوطبيب نفسي إذا شعرت المرأة بضيق متواصل، أو أعراض نفسية أخرى لا تستطيع الخلاص منها، وهي تعتبر من الإجراءات الوقائية النفسية، قبل أن تتحول الأعراض إلى مرض نفسي يطول علاجه، فالعلاج النفسي والاجتماعي المبكِّر مهم؛ لإزالة الأسباب التي تؤدي للاضطراب، ومساعدة المرأة على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي المطلوب على المدى القريب والبعيد، وهومفتاح الصحة النفسية
أما الأخصائيون الاجتماعيون فهم يقولون عن هذا الوقت الحرج الذي تمر به المرأة: «إن مرحلة سن اليأس تختلف من بلد لآخر، فنحن في بلادنا الإسلامية والحمد لله نتمتع بتكافل اجتماعي واحترام لقيمة الإنسان، وهوعكس ما يحدث في مجتمعات أخرى، حيث يهجر الرجل زوجته بمجرد حدوث بعض من التغيرات الشكلية، وبداية ظهور التجاعيد والترهل! متناسياً أن آثار العمر تظهر أكثر مع كثرة الهموم والمشاكل والانشغال بالأسرة والأبناء عن العناية بالذات، وفي نفس الوقت تلاقي المرأة في المجتمعات الغير إسلامية جحود أبنائها لها، ونكرانهم لجميلها، وفضلها عليهم؛ فتصطدم بواقع مأساوي جدا بينما في مجتمعاتنا الإسلامية تظل الزوجة والأم ملكة متوجة في بيتها مصانة الكرامة، لها من الحقوق ما يضمن لها العيشة الكريمة، بدون ما تطالب هي بحقوقها، وكلما كبرت في السن، كلما زاد حقها في التقدير والرعاية..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com