كلمة حق

متى يقضى على هذه القناطير من المخدرات؟

أ د. عمار طالبي/

نرى كل يوم كميات هائلة من المخدرات يخبر بها رجال الأمن في القنوات التلفزيونية، وهذا شيء غريب ومريب، ألا يخشى تجار المخدرات والمشتغلون ببيعها واستهلاكها من الأمن الذي يلاحقهم في كل مكان من البلاد؟ فأين محاكمة هؤلاء؟ وأين تطبيق القوانين الرادعة الزاجرة؟
إن هذا لمنكر، وخطر على شبابنا، إذ يمكن أن يتسّرب ذلك إلى التلاميذ في المدارس والطلاب في الجامعات، فيدمّر هذا الشباب وينتهك أجسامهم وعقولهم، وهو أنفس ما يملكه مجتمعنا لمستقبله.
نحن لا نسمع عن محاكمة هؤلاء المجرمين في رحاب وقاعات القضاء ليرى الناس ذلك ويرتدعوا، ويحذر شبابنا من أن يناله هؤلاء المجرمون الذين يدمرون حياة شرائح المجتمع المختلفة، فالقانون شرّع ليرتدع المخالفون له، ويحذر غيرهم من أن يسلك سلوكهم، وهنا نتساءل هل ينالهم عقاب شديد أم أن القانون يتساهل معهم، وأنه خفيف، ولذلك يقبلون على هذه التجارة الخائبة القاتلة أم أن التشريع يحتاج إلى مراجعة ليكون العقاب رادعا حقا وزاجرا ؟
الواقع أن الإنسان المراقب يبقى حائرا ومتعجبا من كثرة ما يعرض في القنوات، كل يوم، فهل إذا استمر هذا الوضع ينجو شبابنا من الهلاك والدمار في بدنه وعقله؟
لابد أن نفكر في هذا الموضوع، والبحث عن الأسباب وعلاجها. إذ الإحصاء بلغ منتهاه في الكثرة، فهل نبقي على هذا الوضع الخطير؟
نعلم أن الحدود عندنا طويلة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وأن هذا يتطلب عددا كبيرا من رجال الأمن، وربما يحتاج إلى طائرات وحوامات تتجول في أجواء الحدود، ولكن لابد من تخطيط وتدبير فعّال، لمنع دخول هذه السموم القاتلة، وعلى الأئمة ورجال الإعلام، وعلى الباحثين أن يقوموا بواجبهم في هذا المجال.
إن هؤلاء المدمنين على المخدرات يكلفون الدولة مبالغ باهظة من المال والجهد، فلو اقتصر الأمر على هذا لكان الأمر هيّنا شيئا ما، ولكن ضياع الشباب وتسميم عقله هو الخطر الأخطر، الذي يواجهه مجتمعنا، وهو في معظمه من الشباب، وهو سنّ الطاقة والإنتاج والتعلم في المدارس والجامعات، وأظن أن وزارة العدل والمشرعين ينبغي لهم أن يناقشوا الموضوع في ندوة أن يصلوا إلى حلول ناجعة لصدّ هذه السموم من أن تنال أهم شريحة من شرائح شعبنا وهم شبابنا وعمدة مستقبلنا، إننا منتظرون؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com