الدولة العبريــــة تتخبـــط.. ؟!
أ. محمد الحسن أكيلال/
العرب المطبعون مرتبكون
منذ أن قررت الإدارة الأمريكية الانسحاب من أفغانستان بتلك الطريقة التي شهدها العالم من خلال القنوات الفضائية، وما تلا ذلك من تفكيك دفاعاتها الجوية وقببها الحديدية المقامة في أراضي المملكة العربية السعودية، والعرب المطبعون مشوشون ومرتبكون ومذعورون مما ينتظرون من مجهول لا يعلمون منه وعنه شيئا.
فإيران التي جعلوها عدوا لدودًا بدل الصهاينة المحتلين لفلسطين يبدو أنها مصممة مواصلة تحدي أمريكا وحلفائها الإمبرياليين الغربيين إلى النهاية حتى لو اقتضى ذلك انفجار للوضع الذي يؤدي إلى دمار شامل لكل المنطقة، وأكبر المتضررين من ذلك لا شك هم المطبعون.
المقاومة بجناحيها اللبناني والفلسطيني أيضا لن تنسى معاناتها من هؤلاء أثناء المعارك التي خاضتها ضد العدو الصهيوني عام 2006 (حزب اللـه) جنوب لبنان وعام 2013 وعام 2020 (المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها) في قطاع غزة المحاصر.
فهذه المقاومة مرشحة قبل إيران في المنطقة لإشعال حرب أخرى مدمرة تكون سببا في زوال الكيان الصهيوني وقد تتسع لالتهام كل المنطقة.
هذه التهديدات وضعت الأنظمة المطبعة في حال من التشويش والارتباك حول تفكيرها إلى محاولة استرضاء الرئيس السوري “بشار الأسد” حين قام وفد رفيع المستوى بزيارة دمشق في الأسبوع الماضي أملا في إيجاد صيغة لتفاهمات لإعادة العلاقات معه إلى ما كانت عليه قبل تعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية.
دولة الكيان الصهيوني تبحث عن أرض لها في إفريقيا
قد يستغرب البعض من هذا؛ لكنه في حقيقة الأمر أصبح موضوع نقاش في أوساط النخبة الصهيونية في فلسطين المحتلة، وما انهماكها بكل جهودها الاستخباراتية والدبلوماسية والسياسية في محاولة توسيع نفوذها في القارة السمراء باختراق أنظمة جديدة وإغرائها بالاستثمارات والتعاون التكنولوجي مقابل العلاقات الدبلوماسية معها، وآخر هذا النشاط طلبها لعضوية مراقب في منظمة الاتحاد الإفريقي، كل هذا يدل دلالة واضحة على جدية موضوع النقاش في تل أبيب ولما لا وسط اللوبي الصهيوني في واشنطن ولندن وباريس، العواصم التي تتقاسم حمايتها ورعايتها والدفاع عنها.
لقد كان الخيار الإفريقي لإقامة دولة الصهاينة من الخيارات المطروحة منذ تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897، وبعض الحاخامات المؤيدين لـــ “هرتزل” هم الذين أثروا في الأغلبية بترجيح أرض فلسطين كوطن قومي لليهودي لما لها من ارتباطات بتاريخ اليهود في كثير من المحطات التاريخية، ولأنها أرض الميعاد “يهودا والناصرة” والأرض التي ولد فيها أغلب أنبياء بني إسرائيل.
ولأن الشعور بخطر الزوال أصبح هاجس كثير من هؤلاء، قادة المجتمع الصهيوني في فلسطين، فقد عاد طرح خيار وطن قومي آخر في إفريقيا للتداول من جديد عساهم يصلون إلى إقناع الأغلبية والانتقال إليه قبل حدوث الكارثة.
استمسك غريق بغريق
حال المطبعين العرب والصهاينة هذه الأيام ينطبق عليه المثل القائل:”استمسك غريق بغريق”؛ فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يبدو أنها تعير كبير اهتمام لمفاوضات فيينا التي تعرف سلفا أن الخصم المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين ومن خلفهم دولة الكيان الصهيوني وظفوها لابتزاز إيران لتتخلى عن دورها في المنطقة لصالح دولة الكيان الصهيوني بعد أن تتخلى عن كل إنجازاتها النووية والتكنولوجية والصاروخية، يعني جعل إيران مستسلمة لعدوها دون قيد أو شرط.
إيران التي أظهرت نجاحات باهرة في صناعات الأسلحة المتطورة كالصواريخ الذكية والطائرات المسيرة والصواريخ البالستية البعيدة المدى، علما أن هذه الإنجازات لم تبخل بها على حلفائها من المقاومين كحزب اللـه والمقاومة الإسلامية (حماس والجهاد) الفلسطينية وسوريا.
هذا الذي جعل الصهاينة والمطبعين العرب يرتبكون ويشوشون ويبحثون عن طوق النجاة في كل الاتجاهات ما بين سوريا وروسيا والصين الشعبية.