روبورتاج

نادي البشير الإبراهيمي

بعدها قمنا بجولة استطلاعية لناد آخر من نوادي شعبة البليدة، وهو نادي الشيخ البشير الإبراهيمي، حيث استقبلنا الأستاذ زكريا خرشي، المشرف على النادي، والمتابع لسير نشاطات النادي، حيث شرح لنا بعض هذه النشاطات، التي يقدمها النادي الذي تأسس عام 2016م، ليقوم بدور تربوي وإصلاحيّ في هذه المنطقة، وتوقف الأستاذ زكريا ملياً أمام الأهداف التي ينشدها القائمون عليه، فإلى جانب تكريس الفكر الإصلاحي لجمعية العلماء في الجيل الجديد من أبنائنا، يهدف مشروع النادي إلى التربية كمنهاج إسلامي، حيث أنّ التربية لم تعد من أهداف المنظومة التربوية، لذا تتطلع جميع الهياكل التأطيرية في جمعية العلماء، إلى الحرص الشديد على إعطاء البعد التربوي مساحة كبيرة في العملية التعليمية، لتعويض ما يفقده أبناؤنا في المدارس الحكومية الرسمية، ولم تضطلع جمعية العلماء بهذه المهمة إلاّ بعد أن تحسست مطالب الأولياء، في كثير من مناطق بلادنا الواسعة، فأصبح لزاما على جمعية العلماء كإطار حارس للهوية والانتماء الحضاري، أما التعليم القرآني -كما قال الأستاذ زكريا – فلا يجب أن يبقى بعيداً عن حياتنا اليومية، بل علينا أن نربطه بتفاصيل الحياة؛ لأنّ القرآن جاء لصناعة الحياة {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}، وتابع الأستاذ المشرف على النادي أنّ أهم وسيلة فعّالة في التربية؛ هي المتابعة المستمرة للتلميذ والوقوف الدائم معه بالتشجيع تارة والتكريم تارة أخرى، فحتى نخرّج الطالب الواعي بقضايا العصر، والمدرك للتحديات التي تقف في وجه الإنسان الرسالي، وشرح الأستاذ زكريا سير العملية التعليمية خلال أيام الأسبوع، سواء التعليم القرآني أو برنامج الدعم الذي يقدمه النادي بالتعاون مع أساتذة التعليم الرسمي، إلى جانب الرياضة التي أصبحت من مستلزمات العملية التعليمية، كما أخبرنا الأستاذ زكريا أنّ النّادي يقدم دورة الأستاذ المرافق التي تشرف عليها الأستاذة راضية بلّمو رئيسة لجنة الطفولة والأمومة في الشعبة البلدية لولاية البليدة، التي قامت بشرح فكرة الدورة في حوار مقتضب مع البصائر، حيث عبرت الأستاذة راضية عن فكرة الدورة التي استوحتها من علاقتها كأم مع أبنائها وضرورة المتابعة المستمرة، ومن ثمة جاءت الفكرة التي تقوم -كما شرحت الأستاذة راضية – على مرافقة التلميذ أثناء الدراسة، ومحاولة مشاركته الدائمة فيما يعترض مساره الدراسي خصوصاً التلميذ المقبل على اجتياز امتحانات المراحل الدراسية، وقالت الأستاذة راضية أن هذه الدورة خصصت لتلاميذ المرحلة الابتدائية وقد تعمّم مستقبلا على المراحل الدراسية الأخرى، أما عن نتائج هذه الدورة فقد أوضحت الأستاذة راضية أن الدورة لقيت قبولا واستحسانًا من طرف الأولياء والتلاميذ، لأنّها تجهز التلميذ المقبل على الامتحانات نفسياً ومعرفياً، وأضافت الأستاذة المشرفة على الدورة، أنّ التركيز خلال الدورة يكون على المواد الأساسية وهي: الرياضيات واللغة العربية واللغة الفرنسية، لأنهّا المواد الأساسية التي تفصل في تفوق التلميذ ونجاحه خلال مساره الدراسيّ، وأضافت الأستاذة راضية –عند سؤالنا لها عن الفرق بين الدروس الخصوصية وفكرة هذه الدورة – أنّ الفرق يلاحظ في الجانب النفسيّ الذي يراعى عند من يقوم بالمرافقة، عكس الدروس الخصوصية التي تقدم للتلميذ خالية من أي تقارب وحوار بين الأستاذ والتلميذ، ولذا الكثير من هؤلاء التلاميذ وجدوا ضالتهم في هذه الفكرة التربوية أولاً والتعليمية ثانياً، وقالت الأستاذة المشرفة أن 16 تلميذا يخضعون للمرافقة يؤطرهم مجموعة من الأساتذة المختصين، يقومون بتنشيط وتفعيل الدروس، وتهيئة جو الامتحانات، كلّ ذلك يتمّ بالتواصل مع الأولياء الذين وجدوا في الفكرة مخرجاً مما كانوا يعانونه من مشاكلّ أبنائهم أثناء التقدم لامتحانات الشهادات النّهائية، وقالت الأستاذة راضية موجهة نصيحة للمربين، بأن يكونوا رساليين وأصحاب أهداف في علاقاتهم بالتلاميذ، فإلى جانب التركيز على المعلومة التي يحتاجها التلميذ في تلقي العلم والتزود بالعرفة؛ هناك الجانب الآخر المهم وهو تربية الناشئ، وهذا مقصد جمعية العلماء من تحمل أعباء تربية الأجيال التربية الصالحة والواعية؛ لأنّهم الفئة المنوط بها قيادة البلاد والعباد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com