روبورتاج

نــادي محمـــد الـمبارك الـميلي

عندما نوينا القيام بزيارة لنادي الشيخ محمد المبارك الميلي للقرآن وعلومه، صادف وجود الأستاذ إسماعيل وهيب مدير النادي والمشرف على التعليم القرآني، الذي أظهر كفاءة ملحوظة لنوعية الأستاذ المقتدر، فتفضل مشكورًا بالحوار معنا عن مجهودات النادي، وما يقدمه من عمل دائم ومستمر لسكان ديار البحري حيث مقر النادي يضطلع بمهمته الرسالية، الحاملة لأفكار جمعية العلماء.
سألنا الأستاذ إسماعيل عن مشروع النادي وما يقدمه من خدمات، فقال: أن النادي تأسس عام 2015م، ليقوم بخدمة كتاب الله والعلم الشرعي، حيث أن وظيفة المسجد اليوم لم تعد تقوم بوظيفة التعليم، إلا على استحياء، كما أن المسجد لم يعد يشكلّ الإطار الناظم لحياة المسلم كما كان قديما، فقد انحسر دوره في ممارسة الشعائر الدينية الخالصة، وإن كانت هذه الوظيفة أساسية فيه، إلاّ أنّ المسجد قديماً كان الإطار الحارس للدين والحياة الاجتماعية، ففيه تحلّ المشاكلّ وفيه تبنى الأسر الجديدة داخل المجتمع، ولا يستطيع أي فرد مهما علا شأنه أن يخرج عن هذا الإطار، كلّ هذا تطلب البحث عن حلول جديدة ترفد الدور الأساسي للمسجد، فكانت النوادي التي تشارك في التربية والتعليم، وصناعة الوعي، والمحافظة على قيم المجتمع، وشرح الأستاذ إسماعيل النشاط اليومي للنادي، حيث يلتحق به صباحاً الأفواج الأربعة من تلاميذ مرحلتي التمهيدي والتحضيري، أكثر من مئة تلميذ يقصدونه يومياً، ليقوم النادي بهذه الوظيفة العظيمة، أما مساء فيتحول إلى معهد شرعي، يقصده تلاميذ المراحل الدراسية جميعهم، أيام الأحد والثلاثاء والأربعاء والخميس، إلى جانب محو الأمية، وهو قسم مهم للكبار ممن لم يسعفهم الحظ في التعليم، والكثير من هؤلاء يتعلمون القراءة والكتابة، ثمّ يبدؤون في حفظ القرآن الكريم، كما يشرف النادي على المسابقات بين المدارس ومساجد الولاية، والزيارات التي يقوم بها النساء للمستشفيات شهرياً، من أجل الدّعم الماديّ والمعنويّ للمرضى، وهي مهمة عظيمة يحسن بنا في الجزائر أن نعممها على جميع الأطر الاجتماعية، وجميع الفاعلين في الهيئات الخيرية، لأنّ هذه الفئة تحتاج منا الرعاية الكافية والاهتمام المتواصل، وأضاف الأستاذ إسماعيل، النادي كان له دور كبير في المحنة التي تعرضت لها الولاية جراء الكوفيد، فقد تم إغلاق حدود الولاية تماماً وأصبح سكانها في عزلة تامة، الأمر الذي تطلب قيام الجمعيات والهيئات الإغاثية بواجبها الشرعي والوطني، فكان دور جمعية العلماء بنواديها وشعبها البلدية واضحا للعيان، حيث ساهمت مساهمة ملحوظة في تلك الأيام، كما كان لشعب الجمعية دور أيضاً في أزمة الحرائق التي ضربت منطقة القبائل والمناطق الشرقية، وأثبتت للجميع، أنّها بحق أم الجمعيات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com