من عجائب الرسائل الربانيــــة
مداني حديبي/
أحد الشباب الكرام في لحظة انفعال طلق زوجته الطيبة..
في ذلك اليوم سمع من مكبر صوت المسجد في غير وقت الآذان المرتل يقرأ قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}[القمر:49/50].
وأراد أن يقرأ ورده اليومي ففتح المصحف على سورة القمر وإذا بنفس الآية: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}.
وفي المساء وجد شقيقه يقرأ ذات الآية: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}.
فهزته هذه الآية الكريمة التي تكررت ثلاث مرات بشكل عجيب مدهش، ففهم منها أنها رسالة ربانية تخاطبه وتعاتبه عتابا قويا، فندم واتصل بزوجته معتذرا وكانت على قدر كبير من الشفافية الروحية والفراسة المبصرة والحساسية الإيمانية المرهفة .. فردت على اعتذاره وهي تقرأ قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} هذه القصة التي تبدو في نظر البعض دروشة أو صدفة أو مبالغات هي عند أهل الإيمان الحق رسائل ربانية تتكرر في حياتنا مبشرة أو محذرة أو موجهة..لا نتكلفها أبدا.. وإنما تأتي هكذا عفوية صادقة مؤثرة عميقة.. تجعلنا نراجع أخطاءنا ونتوب من ذنوبنا ونصحح خطواتنا وتزيدنا إيمانا ويقينا..
ونتذوق من خلالها القرآن وكأنه يتنزل اللحظة غضا طريا عذبا سلسلا.. وتقوي مشاعر العبودية في قلوبنا من حب وخوف ورجاء.. {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}.