صـــورة اليهــــودي في الطرائف الإسرائيلية

وليد عبد الحي/
تهتم أغلب دراسات علم النفس السياسي بالكوميديا السياسية أو السخرية السياسية التي تجسدها الأعمال الأدبية الساخرة أو الرسوم الكاريكاتيرية أو الطرائف (النكت) السياسية إلا أن هذه المسألة تستحق الدراسة والتأمل بشكل أكثر دقة، وتجد في المكتبة الغربية عناية كبيرة بالسخرية السياسية من قبل الباحثين، حيث يتم تناول تاريخها وموضوعاتها ونظرياتها وآثارها، وتتركز السخرية على الحكام أو النظم السياسية أو الآيديولوجيات أو السلوك السياسي بشكل عام
( الانتخابات أو الحروب أو المظاهرات أو المؤتمرات المحلية أو الدولية أو دور المرأة… أو الطبقات…الخ).
وأغلب مراجع هذا الموضوع تعود بداياته إلى مسرحيات الأديب اليوناني الساخر “أرسطوفان” في القرن الخامس قبل الميلاد، والذي سخر بقسوة من الديمقراطية بينما مال إلى تمجيد التوسع وسخر من السياسيين ذوي النفوذ أو المخلص(الشخص الذي يتحول إلى إله) وهو ما جعل أحد الأباطرة (كليون)، يستدعيه لمساءلته، أو السخرية من المجتمعات التي تمر في مرحلة تراجع، وكان يجسد هذه السخرية في مسرحياته بخاصة، ومن يقرأ مسرحية العصافير (وهي مترجمة وملخصة في عدد من الدراسات) يدرك أن وراء المسرحية فيلسوفا “له دراية ليست هينة بأعماق النفس البشرية”.
ويندرج في نفس الاتجاه سقراط الذي كان يسخر كذلك من الديمقراطية ولكنه يمر عليها في سياق طرحه لأفكاره الفلسفية، بينما كان ارسطوفان يجعل من السخرية الإطار الذي يحلل فيه الظواهر السياسية.
وتشير دراسات “السخرية السياسية” بخاصة التي يطلقها المجتمع (أو الرأي العام) طبقا لتحليلات علماء النفس السياسي إلى عدد من الاستنتاجات التي تستحق التأمل:
1 – أن الفرد يميل للضحك عندما يكون في مجموعة بمعدل 30 ضعفاً عن ضحكه لوحده، ذلك يعني أن السخرية بحاجة “لجمع” لا لمفرد، ومن هنا يكون تأثيرها أعمق وأوسع.
2 – أن المجتمعات الليبرالية أكثر ميلا لإنتاج وترديد السخرية السياسية، لأن الليبرالية تقوم -في جوهرها- على نقد الواقع لا “تكليسه”، وتقود هذه السخرية الليبرالية إلى تهذيب وتطويق محاولات تمرير السياسات الديماغوجية من خلال تحويل السخرية السياسية إلى رقابة فاعلة.
3- قد تحتاج أحيانا لشرح فكرة أن تكتب صفحات عديدة أو تتحدث لساعات، لكن السخرية السياسية (النكتة بخاصة) تكثف الفكرة وتوصل المطلوب للمتلقي بسرعة وبدلالة أعمق.
4 – أن النكتة تمثل مصدرا للمعلومات غير التقليدية، فكيف نتعرف على صورة الحاكم في ذهن مجتمعه؟ إن النكتة السياسية تمثل مصدرا للمعلومات، فهي غالبا ترسم صورة للجوانب السلبية في المجتمع أو في شخصية القائد أو في الثغرات الفكرية في آيديولوجية معينة…الخ، ويستثمر علماء النفس السياسي هذه الصورة لتحديد طبيعة العلاقة بين هذه الأبعاد وبين المجتمع الذي أطلق النكتة السياسية.
5 – أن النكتة تمثل إحدى أدوات الرقابة بل والردع للسياسي، لأن تكرار السخرية منه في موضوع معين تجعله أكثر تهيبا وحذرا في ممارساته السياسية، وقد يكون سياسيا عنيدا ويصر على مواقفه، وهنا تعلو نبرة النكتة لتوازي عناده بسخرية أكثر مرارا.
6 – تمثل السخرية السياسية “تنفيسا” عن مكبوت (نظرية فرويد)، فهي نقد بالتلميح لا بالتصريح، وتبدو هذه في المجتمعات الاستبدادية أكثر وضوحا.
بناء على ما سبق، ما هي صورة الإسرائيلي أو اليهودي لذاته أو لمجتمعه أو لحكامه أو لبيئته من خلال النكتة الإسرائيلية السياسية أو ذات الايحاء السياسي؟
1 – صناعة الذريعة للعدوانية: تقول النكتة:
ألقت داعش القبض على ثلاثة صحفيين: أمريكي وبريطاني وإسرائيلي، وسألتهم داعش عن ما هو طلبه الأخير قبل إعدامه، فقال الأمريكي أريد “همبورغر” فأعطاه طلبه، وقال البريطاني “نبيذ أحمر” فلبى له الطلب، أما الإسرائيلي فطلب أن يركله الداعشي بقوة على قفاه، ففعل الداعشي فسقط الأسرائيلي على الأرض وسحب مسدسا كان يخفيه في ملابسه، وأطلق النار على الداعشي وقتله، فسأله الصحفيان لماذا لم تقتله من البداية قال: لكي لا تقولوا في صحفكم أني بدأت بالعدوان.
2 – عدم الثقة:
سافر أمريكي وزوجته وحماته إلى إسرائيل للسياحة، وخلال تواجدهما هناك مرضت حماته وماتت، فقالت السلطات الاسرائيلية للأمريكي نحن نتولى دفنها هنا بدون أي تكاليف، فرفض بقوة أمام زوجته وأصر أن ينقل حماته إلى أمريكا لتدفن هناك، وهنا أخذه المسؤول الاسرائيلي منفردا وسأله لماذا تصر على تحمل التكاليف؟ فقال له: أنتم اليهود دفنتم المسيح هنا فنهض من قبره بعد ثلاثة أيام، فهل تريد مني أن أسهل نهوض حماتي؟
3- عدم الاعتراف بالمسؤولية:
رأى ثلاثة أشخاص أحدهم أمريكي وآخر من سيراليون والثالث من إسرائيل محلا لبيع اللحوم مكتوب على بابه: نأسف لنفاذ اللحوم، فقال الأمريكي ما معنى نفاذ؟ وقال السيراليوني ما معنى اللحوم، أما الاسرائيلي فقال: ما معنى نأسف؟
4 – عقلية الاحتلال:
وصل إسرائيلي إلى مطار لندن، وأخذ نموذجا لتأشيرة الدخول وبدأ بتعبئة النموذج:
الاسم(Name)
العمر(Age)
الجنس(Sex)
وعندما وصل إلى بند (Occupation) (أي الوظيفة) أخذ المعنى المعتاد عليه وهو الاحتلال، فكتب أمامها ” للزيارة وليس للاحتلال.”
5- عقلية المؤامرة:
سأل إسرائيلي أحد أصدقائه قائلا : أراك لا تقرأ إلا الصحف الإيرانية والعربية.. لماذا؟ قال له صحفنا كلها تتحدث عن الفساد والخلافات الحزبية وصراعات المتدينين والعلمانيين وعن تزايد صواريخ حماس وحزب الله، وهو ما يصيبني بالاكتئاب…أما الصحف العربية والإيرانية فلا تكتب إلا عن سيطرتنا على البنوك العالمية ووسائل الإعلام العالمية وعلى أمريكا وعلى الغرب..مما يبعث في نفسي السعادة.
6- الخداع:
وجد رجل الجمارك في مطار موسكو مع أحد المهاجرين اليهود إلى إسرائيل تمثال لينين، فسأله الموظف: ما هذا: فصرخ اليهودي تساليني ما هذا، إنه تمثال من وعد العمال بالجنة أريده تذكارا لي، فتركه الموظف، وعندما وصل إلى مطار تل أبيب سأله موظف الجمارك ما هذا؟ قال له هذا تمثال لينين أريد أن أضعه في المرحاض لأبصق عليه كلما دخلت، فتركه الموظف، وعندما وصل إلى البيت قال له جاره اليهودي: ما هذا؟ قال له 2 كيلو من الذهب.
7 – الكذب المقصود:
التقى روسي وألماني وإسرائيلي في أحد المقاهي، فقال الروسي هل تعلمون أن أجدادي حفروا على عمق 500 متر فوجدوا أسلاكا للاتصال تحت أرضنا، أي أننا اكتشفنا الاتصال قبل العالم، فقال الألماني، نحن حفرنا على مسافة 800 متر ووجدنا أسلاكا مما يعني أننا قبلكم، فقال الإسرائيلي: هل تعلموا أننا حفرنا ثلاثة آلاف متر تحت الأقصى ولم نجد أي أسلاك، وهذا يعني أننا اكتشفنا اللاسلكي قبل العالم.
8 -السخرية من الدين اليهودي
أحد العرب شاهد يهوديا يأتي كل يوم إلى جوار حائط المبكي ويدس ورقة في الحائط ويصلي ويذهب، فسأله العربي : ماذا تفعل كل يوم وما تكتب في هذه الورقة؟ قال اليهودي: إني اطلب من الله أشياء أريدها، فسأله العربي: وهل يستجيب الله لطلباتك؟ قال اليهودي: لا، كأني اتحدث مع الحائط.
9 – الطمع:
أحد الأشخاص أراد أن يشتري قطعة أرض ليبني عليها، فاستشار يهوديا قائلا له أنتم اليهود أذكياء، فأي القطعتين اشتري..القطعة اليمين أم القطعة الشمال؟ قال له القطعة الشمال، فاشترى الرجل القطعة اليمين، فسأله اليهودي قلت لك القطعة الشمال فلماذا اشتريت اليمين، قال الرجل عرفت أنك أبقيت اليمين لك لتشتريها…أنتم أذكياء لكنكم كذابون.
10 – الصورة السلبية لزعمائهم:
سأل يهودي صديقه، ماذا تتوقع أن تكون “الباسوورد” لإيميل نيتنياهو؟ قال له: كلمة ” لص” جربوها فاستجاب الايميل.
11 – الخوف من التكاثر السكاني الفلسطيني:
قال إسرائيلي لصديقه ما رأيك لو يتم تقسيم فلسطين على أساس القدرة الجنسية للرجل اليهودي الاسرائيلي مقارنة بالرجل العربي الفلسطيني؟ قال صديقه: في هذه الحالة سيحتل الفلسطينيون نصف قارة آسيا.