هل يقبلنا الله..؟!

مداني حديبي/
وصلتني هذه الرسالة من فارسة بيان و أستاذة معاني: سلامُ عَليكُم ..حيّاكَ اللّٰه يا الشيخٰ…..
• جاءتنيٰ احدى الطالباتٰ تبكي بكاءً دمعيًا خفيفا على وجنتيها ثقيلا جداً على قلبها ونفسها، أنهيتُ الحصةٰ وخرجت زميلاتها فإذا بها تقف أمامي وتسأل مباشرةً: أريدُ أن أتوبٰ فهل يقبلني اللّٰه؟!…
لم أفهم كيف احتضنتها بفعلٍ لا ارادي وقلتٰ: سؤالك هو توبة ودليل انتظار اللّٰه لكِ ليقبلكِ عندهٰ! ….
تساءلتُ وأنا التي تظنُ كل واحدةٍ منهنّ بي خيرًا وقد وقع سؤالها على قلبي كصفعة : هل يقبلنا اللّٰه؟! كمية الثقة بالله والتفاؤل برحمته والطمع في مغفرته تتفاوت من نفسٍ إلى نفس ….
حدِثنا يا شيخ في حديثكَ: هل يقبلنا اللّٰه؟! ….
أقسم بربّ العزة أني، أكتب لَكَ وأبكي، كم من يدٍ تحتاج أن يؤخذ بها للتوبة، كم من فمٍ خاف أن يجهر برغبتهِ وخاف أن يكتم قوله، كم من طالبة، أخت، أم، تريد أن تخطو الخطوة الأولى ويتبادر إلى ذهنها هذا السؤال: هل يقبلنا الله؟
أجبتها:
كيف لا يقبلنا من يقبل علينا من بعيد…
وكيف لا يقبلنا من يتوب علينا من قريب..
وكيف لا يقبلنا من إذا مشينا إليه هرول إلينا…
هرول إلينا فرحا ليس كمثله فرح..أشد من الذي أضاع راحلته و عليها طعامه و شرابه ثم وجدها فجأة عنده.. فصرخ مذهولا:أنت عبدي وأنا ربك…أخطأ من شدة الفرح.
كيف لا يقبلنا من هو أرحم لنا من الوالدة بولدها..
وكيف لا يقبلنا من يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ..
وكيف لا يقبلنا من يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.؟!
لو بلغت ذنوبنا عنان السماء غفرها و لا يبالي..
وترتفع ألف حوبة بتوبة..