كل ليلة يرى النبي وأنا محروم من رؤيته..؟!

مداني حديبي/
حدثني صديقي عن شاب يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلة في المنام إلا أنه منذ أيام لم يره.. فهو حزين باك..وأن سبب رؤيته للحبيب صلى الله عليه وسلم بسبب ثلاثة أمور:
– لا يخطو خطوة بدون نية.
– أنه يقبل يد أمه كل صباح.
– أنه يصلي على رسول الله في اليوم سبع آلاف مرة.
وقال لي صديقي وهو مهموم مكدر: لم أر عالما ولا صحابيا منذ ولدت فضلا عن رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم.. فأين نحن من ذاك الشاب الصالح؟!.. والله إني محبط حزين.
قلت له:
هذه نعمة عظيمة وكرامة كبيرة.. لكن الأولياء الكمل يستحون من ذكر كراماتهم كما تستحي المرأة من ذكر عادتها.. فلا يرون لأنفسهم مقاما ولا حالا.. وإذا رزقوا كرامة كتموا وخافوا من فتنة الاستدراج… وإذا ذكروا كرامة إنما على سبيل الاقتداء والاهتداء.. ذلك لأن أعظم كرامة هي الاستقامة.. ثم لا يكن همك وغايتك رؤية الأنبياء والملائكة وكشف الحجب وإنما أن يرضى الله عنك وتكن عبدا صادقا..
لهذا قال ابن عطاء:
تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير لك من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب..
أي: لو رزقك الله كشف عيوبك لتصلحها أفضل لك من الكرامات وكشف الغيوب.
وهذا الشيخ البوطي رحمه الله ..في كتابه: (هذا والدي..) لم يذكر كرامة واحدة لوالده الشيخ ملا رمضان رغم أنه صاحب كرامات كثيرة ثابتة.. وغضب حينما طلب منه أحد العلماء ذكر كرامات والده في ذاك الكتاب..
فليكن هدفك العبودية لله وهضم النفس وإصلاحها وتجديد النية والتوبة .. وعدم ذكر كراماتك إلا على سبيل الاقتداء والتشجيع على الخير بشرط أن لا تغتر وتعجب فينقطع عنك المدد.