بالمختصر المفيد

ما حك جلدك مثل ظفرك..!/ كمال أبو سنة

قرار “دولاند ترامب” رئيس الولايات الأمريكية المتحدة بالاعتراف أن القدس عاصمة الكيان الصهيوني ونقل سفارة أمريكا إليها يشبه إلى حد كبير قرار “بلفور” ووعده بإقامة دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التي سُلبت من العرب والمسلمين وهم للأسف عصبة، وما تزال نتائج هذا القرار المشؤوم تصنع جراح الشعب الفلسطيني والأمة كلها وآلامهم المستمرة..!

ليس غريبا ما أقدم عليه هذا الرئيس الأمريكي المتهور فموقف الولايات الأمريكية المتحدة من القضية الفلسطينية معروف، ومساندتها للكيان الصهيوني من الثوابت التي يتفق عليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، بيد أن ما يُستغرب حقا أن الخيانة من بعض الأعراب بعدما كانت سرا في الماضي أصبحت اليوم علنا، فما تجرأ “دولاند ترامب” رئيس الولايات الأمريكية المتحدة على إمضاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ومباشرة إجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها إلا بعد أن وجد تجاوبا سريعا من بعض الدول العربية التي أعطته الضوء الأخضر-بعد أن أعطته شيكا بمليارات الدولارات- لإتمام ما تسمى بـ”صفقة القرن” صفقة بيع فلسطين من أجل استمرار بعض الأنظمة الجبرية وبقاء حكامها، رؤساء وملوكا، في كراسيهم جاثمين على رقاب شعوبهم..!

إن الوضع العربي الذي وصل إلى حده الأقصى من المهانة والانقسام وتحكم بعض اللاهثين وراء السلطة هو ما شجع الرئيس الأمريكي المتهور “دولاند ترامب” على المضي في تطبيق ما قرره الكونغرس الأمريكي المتصيهن من قبل وصوت عليه بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني رغم أن بعض الرؤساء الأمريكان السابقين عملوا على تأخير تطبيق هذا القرار المشؤوم خوفا من العواقب…

لقد علم “ترامب”ومن معه من مشجعيه على تطبيق هذا القرار أن الأمة العربية والإسلامية تعيش أهون فترة في تاريخها، ولهذا أمن رد فعلها ففعل فعلته التي فعلها وهو من الآمنين…وكأنه ومن معه من مستشاريه قد قرؤوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يصف بدقة واقع الأمة اليوم فعلموا أن ما سيقدمون عليه سيمر وينسى العرب ما حدث بعد أيام كما جرت العادة… فعن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قلنا: من قلة بنا يومئذ؟ قال: لا، أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت[رواه أبو داود وغيره].

يجب أن يدرك الفلسطينيون أن معركة القدس هم وقودها وأن الأمريكان والصهاينة ومن سار في ركابهم لا يخافون إلا انتفاضة أبناء فلسطين خاصة في منطقة الداخل حيث يتواجد الكيان الصهيوني، ولهذا عليهم أن يتوكلوا على الله وحده، ويدافعوا عن أرضهم وعرضهم وأقصاهم، ولا ينتظروا مددا ولا عُدة من أمة مسجونة في سجن كبير حارسه بعض الحكام الذين باعوا ضمائرهم للشيطان، فكما قيل:”ما حك جلدك مثل ظفرك”، والأمر بيد الله ينصر من يشاء، ولينصرن الله من ينصره.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com