كلمة حق

إننا نفتخر بالإدارة العامة للحماية المدنية

أ د. عمار طالبي/

زار وفد من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يضم أعضاء لجنة الإغاثة التابعة للجمعية، وذلك لإهداء عدد من حقائب التنفس الصناعي لإخوتنا المدير العام ومساعديه فوجدنا استقبالا لم يسبق لنا أن استقبلنا مثله، وحفاوة بالغة، وهم أهلها وأحق بها فإنهم حماة البلد من الحوادث والكوارث يهبون مسرعين كلما دعاهم داع، أو استنجد بهم مستنجد، يسعفون المصابين، ويطفئون الحرائق باقتدار.
إننا شاهدنا هذه الإدارة، وشاهدنا وسائل التكوين، وغرف التدريب الشاق فكأنهم جنود في جيش، في الانضباط والتأهب لكل ملمة تلم بالمواطنين في الطرقات والعمارات يغامرون لكن بحنكة ومهارة أعدوا لها إعدادا علميا محكما، ولهذه الإدارة أحدث ما استجد من العلاج الطبي، الأمر الذي لا نجده في مجالات أخرى من المستشفيات ومرافق العلاج، وهذا شيء انفردوا به واختصوا به.
تجولنا في مختلف أركان هذا المعهد التكويني المجهز بأحدث الأجهزة، وبأساتذة في هذا المجال، وسميته معهدا وهو أحق بذلك وأقوم قَلَّما يوجد له نظير في بلاد العرب مشرقا ومغربا.
يقوم بإدارته ورعايته رجال ذوو خبرة عالية، وتجربة طويلة، وهم يتكلمون العربية ولا يرطنون بلغة أخرى، احتراما لسيادة البلد في لغته، وثقافته، وهذا ما نلاحظه في الجيش والشرطة عموما حينما نسمعهم يتكلمون في وسائل الإعلام فنفرح بذلك ونبتهج ونعتز.
اصطف هؤلاء الذين يتكونون صفوفا متراصة، اصطفاف الجنود في ثكنة، أو في ساحة كبيرة، إنه منظر جميل منتظم.
وهذه الإدارة فسيحة الأرجاء، في مبانيها وساحاتها وملاعبها الرياضية، لا تشعر فيها بضيق المباني، والممرات، ولا تسمع ضجيجا ولا صخبا ولا يسودها إلا الهدوء والسكينة.
كما شاهدنا عربات النجدة مصطفة مستعدة كأنها على أهبة الانطلاق إلى مصدر نداء وصوت استغاثة أو هاتف يستنجد.
وكان مديرها في غاية الخلق والتواضع وكذلك مساعدوه الكرام، يتجولون معنا ويشرحون لنا ما لديهم من وسائل ومعدات مهمة وكيف تستعمل وهم لا يقتصرون على نجدة من هم في البر، وإنما لهم غواصون يسرعون إلى نجدة الغرقى في البحر، كما يسعفون الحرقى في المنازل أو الغابات، وذكر لنا السيد المدير أنه يتعلم في كل حريق شيئا جديدا مع طول ممارسته لعمله، وهذا شيء جميل أن يواصل أمثال هؤلاء اكتساب الخبرة والمهارة، والوصول إلى حقائق جديدة.
وأبى السيد المدير حفظه الله، إلا أن يكرمنا في نهاية الجولة الطويلة بمأدبة فاخرة طيبة، تناولنا أثناءها الأحاديث، والنكت اللطيفة، واستمتعنا بذلك الحوار والحديث وتمنيت أنا شخصيا أني كنت شابا فأنخرط في هذا التكوين النافع للأمة، إذا ألمت بها ملمات وأصابتها لا قدر الله كوارث وطوارئ.
نحمد الله أن رأينا ما لم نكن نعرف من هذا الصرح الجميل الخير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com