نـــــــدوة تاريخية بنــــــادي الترقـــــي: عبد الوهاب حمودة.. الفكـر والـمسيرة
تغطية: فـاطمة طـاهي/
عقدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ندوة تاريخية وفكرية تزامنا مع الذكرى الرابعة لرحيل الأستاذ
عبد الوهاب حمودة، ووفاء لعطائه في عالم الفكر والعلم والثقافة الإسلامية، وقد نُظمت الندوة صبيحة يوم السبت 3 ربيع الأول 1443هـ الموافق لـ 09 أكتوبر 2021م، بنادي الترقي بالعاصمة، حضرها ثلة من المشايخ والأساتذة والأكادميين والمثقفين، إلى جانب أصدقاء وأقارب المرحوم.
هذا وترأس الندوة الدكتور مولود عويمر وحاضر فيها كل من الدكتور عمار طالبي والدكتور سعيد معول والأستاذ الهادي الحسني والدكتور رشيد ميموني، الذين أشادوا فيها بمحطات حياة الراحل الأستاذ عبد الوهاب حمودة واستذكروا مآثره وسيرته وما تركه من آثار دعوية ورسالية.
الدكتور عبد الرزاق قسوم: نأمل أن تعود ملتقيات الفكر الإسلامي التي أسسها عبد الوهاب حمودة
تحدث الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عن خصال ومآثر شخصية الفقيد عبد الوهاب حمودة ومجهوداته المبذولة خدمة للوطن وخدمة للإسلام بمفاهيمه الصحيحة القائمة على الوسطية والاعتدال، قائلا: “هو عالم التسامح والانفتاح باسم الإسلام المعتدل” ويضيف في هذا السياق: “عبد الوهاب حمودة جوهرة غالية سقطت من العقد الثمين الذي هو الجزائر”، كما أشار الدكتور عبد الرزاق قسوم إلى وفائه للعلماء والمشتغلين في الحقل الدعوي وعن دوره في تأسيس مسجد الطلبة الذي كان منبرا للصحوة الدينية في تلك الفترة، إضافة إلى نشر فكر مالك بن نبي في الوسط الطلابي بعدما كان يلازم حلقاته وندواته.
كما أشار نفس المتحدث، إلى دور الأستاذ عبد الوهاب حمودة في تنظيم وتأطير ملتقيات الفكر الإسلامي وحرصه على مشاركة رواد الثقافة الإسلامية من مختلف بقاع العالم قائلا: ” كان المهندس الحقيقي لملتقيات الفكر الإسلامي، التي هي الوسام الذي تعلقه الجزائر على جبينها”، آملا في ذات الصدد أن تعود لهذه الملتقيات الفكرية والعلمية العالمية مكانتها بالجزائر وأن تحضى بالاهتمام كالسابق لما لها من دور في تعزيز الثقافة الإسلامية والحوار والتعايش بين الحضارات.
ويضيف رئيس جمعية العلماء المسلمين، أن الأستاذ عبد الوهاب حمودة كان يحرص على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان يوصي بها قائلا: ” أمل الجزائر”، مشيرا في حديثه إلى أن هذا اللقاء التأبيني هو جزء ضئيل من الوفاء لما قدمه الفقيد لدينه ولأمته ولوطنه، داعيا الشباب والدعاة والمشتغلين في الحقل الديني إلى الاقتداء بمساره.
الدكتور عمار طالبي: من الأوائل الذين ترددوا على محاضرات مالك بن نبي في بيته
وذكر الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، بأن التربية الروحية التي ورثها الأستاذ عبد الوهاب حمودة عن أبيه وعن الزاوية التي كان يحرص من خلالها على تعليم وتحفيظ القرآن الكريم جعلت منه شخصية متميزة أخلاقيا وفكريا ودعويا، وأضاف أنه رحمه الله يعد من الطلبة الأوائل الذين حضروا ندوات مالك بن نبي في بيته الذي كان يطرح الإشكاليات الأساسية في العالم الإسلامي، والتي كان يحضرها كل أسبوع رفقة رشيد بن عيسى وآخرين.
كما تطرق الدكتور عمار طالبي للحديث عن دور الأستاذ عبد الوهاب حمودة الفكري والدعوي من خلال تنظيم ملتقيات الفكر الإسلامي التي كان يحرص على أن يحضرها أيضا طلبة الثانوية، بالإضافة إلى مساهماته في نشر فكر مالك بن نبي من خلال انشاء مجلة “ماذا أعرف عن الإسلام” التي كان يكتب فيها مالك بن نبي.
الأستاذ محمد الهادي الحسني: عبد الوهاب حمودة .. كان أمة
ويقول الأستاذ محمد الهادي الحسني عن الأستاذ عبد الوهاب حمودة: “عرفت سي عبد الوهاب حمودة في سنة 1970 بمسجد الطلبة، حيث يعود إليه الفضل بعد الله إلى نشاطه الدعوي والفكري، وإلى الأستاذ محمد فارح في الكتابة”، مضيفا أن اللقاء كان من خلال طلب من الأستاذ عبد الوهاب حمودة لإعداد كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف. كما تحدث عن دور الراحل في إقناع الأستاذ باقي بوعلام في فتح المساجد أمام الأساتذة والدعاة غير الموظفين في وزارة الشؤون الدينية.
واعتبر المتحدث أن الأستاذ عبد الوهاب حمودة يتمتع “بنكران الذات”، ويضيف أنه قد استشاره لما عُرض عليه وزارة الشؤون الدينية، فقال: “فأشرت عليه بأن الدعوة الإسلامية تحتاجك حيث أنت أمينا عام للوزارة”، مشيرا إلى أن أكثر الكلمات ترددا على لسانه هي “الحكمة”، وأضاف أنه كان حلقة في مشكلة لا تزال تواجه المسلمين في الوقت الراهن والتي تكمن في: ” تصويف السلفية وتسليف الصوفية”.
كما تحدث الأستاذ محمد الهادي الحسني عن جانب الراحل الخيري والإنساني من خلال تكليفه بمساعدة بعض الطلبة الأفارقة وتوزيع الأموال عليهم بالتقسيط من دون ذكر مصدرها.
الدكتور سعيد معول: ندعو إلى تسمية المراكز والمدارس بـ “عبد الوهاب حمودة” ليعرفه الجيل الجديد
تحسّر الدكتور سعيد معول على عدم معرفة الجيل الراهن بجهود ومسيرة الأستاذ عبد الوهاب حمودة وهذا لتواضعه الكبير بالرغم من عطائه الفكري والدعوي، داعيا إلى المساهمة في تسمية مدرسة أو إكمالية أو مركز باسمه، هذا وأشار إلى دور محاضراته التي كان يلقيها في جامعة تيزي وزو، حيث كان يحضرها طلبة الجامعة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، إلى جانب جهوده الوظيفية في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمشاريع التي كان له الفضل في تأسيسها بالحقل الديني.
الدكتور رشيد ميموني: كان عبد الوهاب حمودة يتسم بالحياد الإيجابي والفعّال
اعتبر الدكتور رشيد ميموني، أستاذ في علم الاجتماع، بجامعة الجزائر 2، عبد الوهاب حمودة رحمه الله، رجل عالم ومحل إجماع على مستوى العلاقات الإنسانية، وذلك لاتسام شخصيته المتسامحة بالتواضع والاتزان والحكمة ولتربيته الخلقية والدينية، فكان لهذا دور في تكوين النخبة الدينية من خلال مجهوداته الدعوية وإسهاماته الفكرية، حيث يتسم حسب ذات المتحدث: ” بالحياد الإيجابي الفعّال”.