لماذا يُستهدَف الأئمـــــة الجزائريون بالقتل في هذه المناطق؟

أ: محمد العلمي السائحي/
هناك سؤال فرض نفسه على الجزائريين هذه الأيام، وراح يلحّ عليهم ويطالبهم بالإجابة عليه بلا لف ولا دوران، وهذا السؤال هو: لماذا بات الأئمة في الجزائر مستهدفين بالقتل؟ والسّلفيون منهم على وجه الخصوص؟ وهم ليسوا مستهدفين بمجرد القتل، بل هم يقتلون بأبشع الطرق، وأشدها إيلاما، والإجابة عليه في متناول الجميع، لأن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولا ينكره إلا من في عينيه زغل، أو في عقله دخل، ولا أطيل عليكم أكثر من هذا وأقول: إن الجريمة الأولى التي راح ضحيتها إمام ذبح وهو يؤم بالنّاس صلاة العصر في المسجد، قد كانت ولاية: تيزي وزو مسرحا لها، والإمام المغدور به “خالد صالحي” الذي مُثِّل به وأُحرق، حدث له ذلك في ولاية البرج، والولايتان بربريتان، وهذا يعني أن هناك من خطّطَ للجريمتين واختار لهما هاتين الولايتين ليوهم باقي الجزائريين أن البربر يعادون الإسلام، ويريدون استئصاله من الجزائر، ولذلك هم يركبون له كل مركب، بدليل أن بعضهم كسر حرمة رمضان وبعضهم سب الرسول، وبعضهم هدد المصلّين، وبعضهم استهزأ بشعائر الإسلام: من صلاة وحجّ، وقد أتت الجريمتان لتؤكدا هذه الكراهية، وتعلناها للناس، أمّا لماذا اختُصّ السلفيون بالقتل؟ فذلك يعود لكون السلفيين ينسبون إلى السعودية، والبربر يتهمون الإسلام الوافد بأنه محتل وأن الذين جاؤوا به إلى الجزائر هم السعوديون؟ وهذا حتى تتأكد نسبة الجريمتين إلى البربر، هذا من جهة ومن جهة أخرى استفزازا لتيار الهجرة والتكفير ودفعه للانتقام بقتل أناس فينتهي الأمر بتفجير حرب أهلية بفعل هذا المخطط الرهيب، الذي يرمي إلى إيغار الصدور وتأليب العرب على البربر، لأن ذلك يتيح للتيار الانفصالي تدويل القضية وطلب التدخل الدولي لحماية البربر باعتبارهم أقلية مستهدفة، وهذا ما يجعل تصفية حركة الماك قضية وجود بالنسبة للجزائر، وقد بات من الضروري تقصّي مناصريه ورجاله في القطاعات والقضاء عليهم قضاء مبرما، وحماية السلم الاجتماعي يتطلب منعهم من التأثير على الناس، خاصة وأنّ هذا التيار تحالف مع ألد أعداء الجزائر فرنسا وإسرائيل، فسلامة الجزائر تتطلب حماية الوحدة الوطنية، وهذا التيار لم يدع سبيلا لضرب هذه الوحدة إلا سلكها، ولا سنحت له فرصة لتقويضها إلا وانتهزها، لم يتبيّن له طريق لهدمها إلا سار فيه، ولذا لا يكفي أن يودع بعض أفراد هذا التنظيم السجن، بل الحزم يقتضي تقويض التنظيم نفسه والقضاء المبرم عليه، وإلا عاد من جديد بصورة أو أخرى، وتبقى الأخطار تراوح مكانها “وكأنك يا أبا زيد ما غزيت”، على حد قول إخواننا المصريين، وقديما قال الشاعر الحكيم:
لا تقطع ذنب الأفعى وترسلها إن كنت حازما اتبع الرأس الذنبا