قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم لا غير

الشيخ نــور الدين رزيق/
رسم لنا الله تعالى قدوة وأسوة في هذه الحياة مشروعا محمديا متكاملا يبدأ بالتوحيد وعبادته سبحانه والتأسي بأخلاقه قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُول اللَّه أُسْوَة حَسَنَة لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِر وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. وقال تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} أخلاق ووضوح منهجه، ونحن إذ نزعم محبتنا له فعلينا التمسك بهذا السبيل المستقيم قال تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران:31]
وهو بأبي وأمي من قال فيما رواه أحمد عن مالك بن أنس: (وددت أني لقيت إخواني) فقال أصحابه: أوليس نحن أخوانك؟ قال: (أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يرون ).
وقال تعالى في حقه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.
في العالمين وبشهادة غير المسلمين، هذا المفكر الأمريكي مايكل هارت ألف كتاب الخالدون مائة: الذين غيروا مجرى التاريخ فجعل على رأسهم محمد بن عبد الله، وقال عنه المسرحي الإيرلندي البريطاني برنارد شو: لو أن محمدا بيننا اليوم لفتح مشاكل العالم وهو يرتشف فنجان القهوة، يأتي اليوم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا يحاولون صناعة قدوة اْخُتِلف في نسبه وثني فرعوني ويتركوا التوحيد وصفاء المنهج وحضارة العلم والمعرفة قال تعالى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}.
إن محبة مليار ونصف المليار لنبيهم محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم – واتباع سيّرته لم يحتاجوا رسم صورة له ولا نحتوا له صنما ولا وثنا بل هو منقوش في القلوب ومجسد في الأعمال والأفعال، روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ).